“إيكواس” تتدخل عسكريا في النيجر وتهديدات بإعدام بازوم.. ماذا يحدث؟
تعيش النيجر الحقبة الأكثر دموية بين تهديدات وفرض العقوبات، وتترقب أنظار المتابعين الوضع بحذر شديد، تشتد المخاوف، والتوقعات تسقط من كل حدب وصوب، ورئيس يصرخ " رهينة"، أمام عالم الضعف يعتريه من كل جانب؛ فالحرب الأوكرانية الروسية على خط، وصراع بين أمريكا والصين على خط، وانقلابات السودان على خط آخر، والآن في النيجر؛ فإلى متى تستمر الحروب في عالم يحاول الوجود.
التدخل العسكري في النيجر
وفي السياق ذاته، أمر زعماء إيكواس لجنة رؤساء الأركان في دولهم بتفعيل القوة الاحتياطية بكل عناصرها على الفور، وذكر رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عمر عليو توراي، أن تكتب المجموعة الاقتصادية أمر لنشر القوة الاحتياطية التابعة لها، لاستعادة النظام الدستوري في جمهورية النيجر.
ولم يقدم رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية مزيدًا من التفاصيل، وماذا يعني "نشر" و"تفعيل" القوة الاحتياطية، أو كيف ستبدو.
وفي وقت سابق، اجتمع أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في أبوجا بنيجيريا للمرة الأولى، عقب انتهاء مهلة إنذارهم للمجلس العسكري في النيجر.
ومن جانبها، أوضح الرئيس النيجيري بولا تينوبو، رئيس الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، قبل قراءة القرارات أنه يأمل في التوصل إلى حل سلمي يرضي جميع الأطراف.
وعلى الصعيد الأخر، قال رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، أن مجموعة دول غرب إفريقيا تدخلت سابقًا في ليبيريا وسيراليون وغامبيا وغينيا بيساو، عندما كان نظامها الدستوري مهدد، وذكر أت النيجر تعيش اليوم وضعًا مماثلًا.
وتابع أن إيكواس حاولت الترفع كثيرًا مع النيجر، وأرسلت وفودًا وشخصيات مهمة للتفاوض مع الانقلابيين، لكنهم رفضوا ذلك، وأبقوا الرئيس محمد بازوم تحت الإقامة الجبرية.
تصعيد مقابل تصعيد
وتحاول إيكواس جاهدة من أجل وضع حد لسلسلة الانقلابات العسكرية التي شهدتها في أربع من الدول الأعضاء منذ ثلاث سنوات، حيث جاءت القمة بعد أيام قليلة من انقضاء المهلة التي حددتها إيكواس لقادة انقلاب النيجر، وإعادة بازوم إلى السلطة.
وأثار قرار مجموعة دول غرب إفريقيا، بشأن التدخل العسكري في النيجر جدل واسع، وتحذيرات من الجزائر وروسيا من جانب، ومالي وبوركينا فاسو من جانب آخر.
وأعلنت مالي وبوركينا فاسو المجاورتين للنيجر، أن أي تدخل عسكري سيمثل إعلان حرب عليهما، وعلى الجانب الآخر ذكرت إيكواس أن عضوية كل من مالي وبوركينا فاسو وغينيا التي شهدت جميعها انقلابات، لم تكن ممثلة في قمة أبوجا، كما هو الحال بالنسبة للنيجر.
وفي سياق متصل، صعد المجلس العسكري من خطابه ضد الغرب وإيكواس. وأعلن عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع نيجيريا وتوغو والولايات المتحدة وفرنسا، وقال إنه يعمل على إلغاء الاتفاقيات العسكرية مع فرنسا التي تتيح للقوة الاستعمارية السابقة أن تنشر 1500 جندي هناك.
تهديدات بإعدام بازوم
وردًا على ذلك، استخدم بازوم لغة صارخة واصفًا نفسه بأنه رهينة، ودعا الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بأكمله للتدخل من أجل إعادة النظام الدستوري في البلاد، والأمر الذي جعل الوضع يتطور إلى هذا الحد، هو أن جهود الوساطة التي تقوم بها الإيكواس لم تُؤت ثمارها.
وصرح المجلس العسكري في النيجر هدد بإعدام الرئيس المخلوع محمد بازوم في حال تدخلت الدول المجاورة عسكريًّا في البلاد، حسب وكالة أسوشيتدبرس.
وأكد مسؤول للوكالة والذي تحدث شريطة عدم الكشف هويته بسبب حساسية الموقف، إن ممثلين عن المجلس العسكري أبلغوا وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، بالتهديد الموجه إلى بازوم خلال زيارتها للبلاد هذا الأسبوع.