د.حماد عبدالله يكتب: شرايين جديدة فى جسم الوطن !!
لسنا شعب كثيف العدد بقدر ما نشيع في حملاتنا الإعلامية والسياسية رغم صدق هذه المقولة أمام مؤشر النمو الاقتصادي وزيادة عدد المواليد ( طفل كل 23 ثانية ) في مصر !!
إلا أن هذه "الثروة البشرية" المتنامية لا يمكن مواجهتها فقط بالدعوة لوقفة مصرية أمام تحديد النسل والإكتفاء بطفلين أو حتى طفل واحد.
المشكلة تكمن في أننا شعب مكدس علي مسطح 4% من أرض مصر وبالتالي فإن التكدس يمنع التنفس ويقلل من الإبداع ويقلل من جودة الأنتاج ويفقدنا أعصابنا، نحن أمة تعاني من الإزدحام، نحن شعب متراص بجانب بعضه الأسرة وأبنائها وأحفادها كلهم راكبين علي بعض شيء غير معقول !
الناس يفقدوا صوابهم في الشوارع المرور مكدس،سيارات أكثر من طاقة الشارع وعدم وجود "هارمونى" بين أنواع المركبات في الشارع المصري حتي المدارس تكدست بأكثر من 80 تلميذ في الفصل الواحد.
كل هذا نتيجة "سوء توزيع السكان" علي خريطة مصر نحن نعيش مثل
( الديدان ) كلنا ملتفون حول بعضنا "شيء مقزز" والمطلوب إيجاد حلول عصرية حلول بعيدة عن أحلام الوقفة المصرية وزيادة المواليد، فهذا جانب مهم لكن ليس كل الأهمية تقع عليه نحن في احتياج لمجتمعات سكنية محترمة ذات مواصفات عالمية وهذا ما يحدث اليوم فى المدن الجديدة وعلى رأسهم المدينة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة العاصمة).
أي تجمع سكنى مع وحدات إنتاجية ومدارس، صحة، وترفية، وأسواق تجارية وسينمات ومسارح وأوبرا وزمان قال صلاح جاهين أثناء أحلامه الأشتراكية ( تمثال رخام وأوبرا في كل قرية مصرية ) هذا في الستينيات وكنا نحلم بأن كل قرية في مصر في الوادي الجديد ( 46.8% ) من أرض مصر من الفرافرة شمالًا وحتى باريس وتوشكى جنوباَ مدن وقرى عظيمة ومياة متوفرة تنقصها الحياة والرغبة والقدرة الإدارية على جلب السكان برضائهم الكامل للحياة هناك مطلوب تفريغ الوادى القديم من التكدس السكانى هذا ممكن لو وفرنا مصانع ومشروعات ومرتبات عاليه جداَ للموظفين الجدد ومطارات وسكك حديد وطرق محترمة لهذه المناطق يجب "مد شرايين الحياة" فى أرجاء الوطن حتى نعيد "توزيع سكان مصر" وثروتهم البشرية وهذا لن يتوفر" إلا بتقسيم إدارى جديد للبلاد" يعتمد على "الأقاليم الإقتصادية" وتعيين إدارة غير مركزية فى هذه الأقاليم وأن ننبذ فكرة تعيين المحافظ كمكافأة نهاية خدمة لوظيفة سابقة فهذه الطريقة غير مجزية فى الإقتصاد الحديث للأوطان!!
ولن نستطيع إعادة توزيع السكان والإستفادة من ثروتنا البشرية دون تعليم محترم نفتقده ونفتقد الأمل فى الحصول عليه فى ظل إدارة غير مؤهلة وفى ظل تركيبة حكومية متواكلة على الله وعلى خيبة شعب مصر !!
واليوم نحن نرى الشرايين(الطرق) تمتد فى جسم الوطن أكثر من سبعة ألاف كم (أسفلت) ونرى مدن جديدة، ونرى خطة طموحة لتطوير التعليم.
أعتقد أننا على الطريق السليم ومحتاجين (قليل من الصبر) !!
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد