أزمات وانقلابات.. لبنان على حافة الانهيار والعيون تترقب
شهد لبنان خلال الأيام الماضية أزمات وانقلابات، تحديات وصراعات، وتطورات متلاحقة متعلقة بالعلاقات الخارجية والأوضاع الأمنية بالبلاد، فعلى الرغم من رغبتها بالعيش في سلام ولكن من أين يأتي السلام وهناك اشتباكات لا يمكن إحصاؤها، فسنوات تفصلنا عن أي أمل بصيرورة لبنان دولة ومؤسسات ووطنًا نهائيًا لكل من يحمل هويته.
شعوب تعودت على التعايش مع أزماتهم، سواء كانت على صعيد الأمني أو الحياتي، ينتظرون الفرج بالرغم من الرصاص المتفلت الذي يصطاد الجميع.
بداية الأزمة
وفي سياق متصل، بدأت الأزمة مع الاشتباكات التي حدثت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في نطاق مدينة صيدا جنوب لبنان، والتي ظلت أيامًا عدة على إثر مقتل عنصر في تنظيم إسلامي أدى إلى اندلاع الاشتباكات، حسب سكاي نيوز عربية.
وخلفت هذه الاشتباكات قتلى وجرحى من بينهم جنود من الجيش اللبناني، كانوا يتمركزون على نقاط تفتيش ثابتة عند مداخل المخيم، لكن توقفت هذه الاشتباكات الأربعاء الماضي بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار.
تحديات وصراعات
يلتحق الاستغراب بأن ما يحدث في لبنان ليس مجرد شأن داخلي يمر بسلام، لكن في حقيقة الأمر أن هذه الاشتباكات خرجت عن إطارها المحلي الضيق لتعكس صراعا إقليميًا، وربما يصبح ذلك نقطة تحول في الحالة الفلسطينية، وماهي إلا دليل على أن التحولات الطارئة لن تمر إلا على الساخن.
ويسير لبنان إلى الوراء، وعلى مفاجأت يصعب التنبؤ بها، لكن الأكيد أن السياسة المتبعة لمعرقلي الحلول ما هي إلا تعقيد للأزمات وابتكار أزمات جديدة، فمن من مصلحته أن يجعل لبنان دولة لا ترقص على إيقاع السلام الدائم؟!.
وفيما يتعلق بإسرائيل التي ما أن وطأت أقدامها في بلد إلا ودبت فيه جذور الانقسام والفتنة، لتأكل هي الأرض وتأكل الشعوب نفسها، سياسة مشبوهة يديرها الكيان الصهيوني، كيان لا يريد السلام وأن حل السلام أرضه أفسده.
وتتصاعد التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بشكل كبير، مهددة بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، حيث قدم لبنان، في 11 يوليو الماضي، شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة ضد إسرائيل على خلفية "تكريس" احتلالها الجزء اللبناني من بلدة "الغجر" الحدودية.
وفي المقابل قدمت تل أبيب، شكوى ضد لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبة بإلزام بيروت بتحرك فوري لمنع إقامة حزب الله بنى تحتية عسكرية على الحدود، وذلك في إشارة للخيمة في منطقة مزارع شبعا المحتلة.
سيناريوهات قادمة
وعلى الصعيد نفسه، أشارت سناء الجاك الكاتبة اللبنانية، أن لا أحد من أفراد المنظومة يريدون وقف الانهيار، وذلك لأن دعاة الفيدرالية يؤيدون سقوط الصيغة اللبنانية لينفذوا مشروعهم، إلى جانب دعاة الممانعة الذين يجدون أن الفوضى سبيل للإطاحة بالدستور وإعادة هيكلة البلد على حسب قوتهم، وفقًا لسكاي نيوز عربية.
وأوضحت أن هذه المعارك المرهقة للغاية تستبعد أي إجراءات لتعويم الوضع والحد من الخسائر، وذكرت أن هذه الأحداث كشفت عن أفكار جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، لكي يفاوض حليفه حزب الله على كرسي الرئاسة، عارضًا صفقة محتواها اللامركزية الموسعة التي كان يجب أن تطبق منذ أكثر من 30 عامًا بمقتضى اتفاق الوفاق الوطني.
وعرض باسيل على الحزب أن يسمح له بإطلاق يده في مشروع محاصصة جديد، وذلك بالفعل في مقابل الموافقة على مرشح الحزب، إذا كان سليمان فرنجية أو غيره، ولكن بالرغم من ذلك نجد أن تخلى باسيل عن تقاطع التيار مع القوى المعارضة بدعم ترشيح جهاد أزعور بعدما أدى هذا الدعم وظيفته، وعادت قنوات اتصاله مع حليفه الأزلي، إلا أن ذلك يوضح مدى الصفقات الدسمه التي تجمع الطرفين في مقاربة للاستحقاق الرئاسي.
وأكدت أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله، لم يخذل باسيل، وأن هناك فرص جادة لإعادة الحوار، وتفتح أبوابا جديدة لحل الانسداد المتعلق بمسألة الانتخابات، وبالتالي فأن هذا السيناريو سيمنع بالطبع وقف الانهيار حتى نجد في النهاية أن وسائل حل الأزمة اللبنانية تنحصر في التوافق بين الطرفين، ويصبح واقعا يفرض نفسه.