بين الانقلاب وثلاثية الإرهاب.. متى تخرج النيجر من عباءة أمريكا وفرنسا؟
وسط معارضة نيجرية لوجود فرنسي وترحيب بالروس تشهد النيجر تطورات خطيرة ومتسارعة أمنيًا وسياسيًا، منذ بدء الحرس الجمهوري، محاولة إنقلاب على الرئيس محمد بازوم، الأربعاء الماضي، والتي دعمها الجيش بدعوى أن ذلك حقنا للدماء ودرءا للانقسام في البلاد التي تشهد حالة غضب شعبي من إدارة الرئيس بازوم الذي يصفه معارضوه بأنه " حليف قوي الاستعمار"، جغرافيا حبيسة تريد الخروج من عباءة الاستعمار وثلاثية الإرهاب.
ماذا يحدث الآن؟
وفي السياق ذاته، اتهم المجلس العسكري الذي استولي على السلطة في النيجر، أن فرنسا تخطط للتدخل العسكري لإعادة بازوم، وردًا على ذلك خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بلغة قوية ونية للتدخل فوري لا هوادة فية، بلاد غارقة في الفقر والأخرى تتغذى على فقرها 70% من قطاع الطاقة الذي تنتجه النيجر تتولى إدراته باريس، وذلك إلى جانب أمريكا التي تقيم على أراضي النيجر 14 قاعدة عسكرية، فإلى ماذا تخطط الدول الأجنبية.
تتغير الأوضاع وتلتهب القرارت لتنفي كاثرين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية، أي نية للتدخل العسكري في النيجر، قائلة لإحدى المحطات الإخبارية الفرنسية: "هذا خطأ... لا يزال من الممكن إعادة رئيس النيجر إلى السلطة، وهذا ضروري لأن زعزعة الاستقرار سيؤثر سلبًا على النيجر وجيرانها، حسب سكاي نيوز عربية.
وعلى الصعيد الآخر، أمهلت المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس"، المجلس العسكري في النيجر أسبوعا لإعادة السلطة إلى طبيعتها، محذرة من أنه إذا لم تتم إعادة بازوم فإنها ستتخذ "كل الإجراءات" لاستعادة النظام الدستوري الذي "قد يشمل استخدام القوة، فروسيا التي دخلت الحرب مع أوكرانيا ونتج عن هذه احرب الدامية خسائر بشرية مهولة أخذت تدعوا إلى العودة السريعة لـ "سيادة القانون" و"ضبط النفس من جميع الأطراف حتى لا يؤدي ذلك إلى خسائر بشرية؟.
صراع مركب واستعمار جديد
وفي سياق متصل، فإن أزمة النيجر جانبان إحداهما الصراع على السلطة بين طرفي الدولة والأخر متلعق بحالة الغضب الشعبي العارم، ورفض الشارع لما يسمى "بالاستعمار الجديد"، الأمر الذي أنعكس على تفاعلات الجيش وفجر الإنقلاب.
واستدعت الغاضبة من التدخل الفرنسي الأمريكي حالة الصراع الدولي على بلدان الساحل وإفريقيا جنوب الصحراء خاصة أن هناك انقلابين سابقين في مالي وبوركينا فاسو كانا ناتجان عن ميل النخبة العسكرية واختراقها لصالح روسيا.
متى تخرج النيجر من عباءة أمريكا وفرنسا؟
وفيما يتعلق بمصير النيجر، فإن العقوبات التي فرضتها أمريكا على النيجر تعد سلاح ذو حدين، لا سيما أن هناك أطرافا دولية قد تقدم مساعدات بديلة لسحب النفوذ الفرنسي الأمريكي منها.
ونتيجة لحالة الغليان في منطقة الساحل ضد الاستعمار الجديد، فأن اتجاهات الأطراف في النيجر ستحكمها العروض الدولية، وعلى الرغم أن النيجر لم تحسم تحالفها بعد، إلا أن خروج النيجر من عباءة فرنسا وأمريكا سينتج عنه خسائر فادحة خاصة باريس التي تجز صوف النيجر ومن المرتقب أن يستمر الانقلاب، وقد يصاحب الضغوط الدولية إعلان فترة انتقالية والوعد بانتخابات.
ثلاثية الإرهاب ورئيس بلا شرعية
أدى انعدام الأمن ونقص النمو الاقتصادي وتصاعد المعادية لقوى الاستعمار إلى حدوث انقلاب، لذلك اعتبر المجلس العسكري المنقلب أن تدخله لعزل بازوم كان حتمًا من أجل تجنب انهيار، وإلى جانب ذلك فأن الجدل الذي حدث في الفترة الأخيرة حول عرقية وشرعية الرئيس بازوم كانت موضوعًا شائكا خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، والتي كانت عاملا في رفضه؛ إذ ينحدر الرئيس من أقلية عربية لذا يصفه معظم شعبه بأنه من أصول أجنبية ويشككون في شرعيته.
وتذهب الاتجاهات في الرأي العام هناك إلى اتجاهين إحدهما داعم للانقلاب ومؤيد لعزل الرئيس والآخر رافض له، ويبرر المؤيدون لانقلاب النيجر أنه استجابة لرفض التدخل الأمريكى والفرنسي في شؤون البلاد بحجة القضاء على الإرهاب في منطقة الغرب الافريقي، خاصة أن هناك ثلاث جماعات تهدد أمن النيجر وسلامته وهي " بوكو حرام، القاعدة، تنظيم الدولة الإسلامية".