يقول ممثلو الادعاء إن المشتبه به قاد قوات شبه عسكرية موالية للنظام قامت باعتقال وتعذيب معارضين سياسيين

بعد اعتقاله في ألمانيا.. من هو "تريكس" مجزرة حي التضامن بدمشق

عربي ودولي

مجزرة التضامن -أرشيفية
مجزرة التضامن -أرشيفية

ألقت السلطات الألمانية القبض على أحد اللاجئين السوريين في شمال البلاد بتهم ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين أثناء عمله كعنصر أمني موالي للحكومة السورية في الفترة من أبريل 2011 وحتي منتصف 2016،المشتبه به الذي تم تحديده باسم "أحمد ح" بعد بلاغ قدمه المركز السوري للعدالة والمساءلة تلقى إفادة من أحد الشهود بأن أحد الجناة المنتمين إلى "الشبيحة" المنتمين  لقوات الدفاع الوطني والتي كانت تنشط في منطقة التضامن جنوبي دمشق، حيث يمتلك مطعم للمأكولات ويقيم في مدينة بريمن.

وقال ممثلو الادعاء، أمس الخميس إنه متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بما في ذلك التعذيب والاستعباد والعمل بـ"السخرة" ، وأوضحت لائحة الإتهام أن المواطن السوري هو زعيم محلي للشبيحة وهي جماعة شبه عسكرية موالية للنظام مكلفة بقمع المعارضين السياسيين الحقيقين وممارسة أعمال ابتزاز بحق المدنيين باعتقالهم ومطالبة ذويهم بدفع الأموال لإسترجاعة. 

 

 

كيف تم كشف هوية "تريكس التضامن" 

 

تم تسريب سبعة وعشرين مقطع فيديو مصورًا للشبيحة والجنود السوريين وهم ينفذون مذابح ويتخلصون من عشرات الجثث في الحي، من جهاز كمبيوتر محمول تابع للحكومة السورية إلى أكاديميين مقيمين في أوروبا في عام 2019.

وتمكن الأكاديميان  البروفيسور "أوغور أنجور" من معهد دراسات المحرقة والإبادة الجماعية بجامعة أمستردام، والباحث "أنصار شحود " من التعرف على العديد من الجناة في مقاطع الفيديو، بما في ذلك مسؤول في المخابرات العسكرية السورية يدعى "أمجد يوسف".

وعلى مدار العامين التاليين، أصبحا صديقين ليوسف عبر فيسبوك وباستخدام هوية مزيفة، أقنعاه بالمشاركة في العديد من المناقشات المسجلة سرًا والتي ناقش فيها علنًا جرائمه ودوافعه.

وقام أوغور وشحود بتسليم تسجيلات عمليات القتل والمقابلات التي أجراها إلى المحققين في فرنسا وألمانيا وهولندا، حيث فتحت السلطات تحقيقات في جرائم الحرب وسعت إلى مطاردة أي مرتكبين قد فروا إلى أوروبا.

 

 

ألمانيا وسياسات اللجوء 

 

وسمحت ألمانيا لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين بإعادة التوطين منذ اندلاع الحرب  في عام 2011، وكانت الأغلبية الساحقة من المدنيين الذين فروا من العنف، ولكن كان من بين صفوفهم بعض القادة والمقاتلين الموالين للنظام.

منذ ذلك الحين، سعى المدعون العامون الألمان إلى استخدام قوانين الولاية القضائية العالمية في البلاد والتي تسمح للدولة بمحاكمة الجرائم ضد الإنسانية بغض النظر عن مكان ارتكابها لمحاسبة مجرمي الحرب السوريين.

وفي حكم تاريخي صدر في فبراير العام الماضي، حُكم "على أنور رسلان" ضابط المخابرات السورية السابق، بالسجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية لدوره في الإشراف على مقتل 27 معتقلاً وتعذيب ما لا يقل عن 4000 آخرين في أحد السجون. بالقرب من دمشق.

وفي وقت سابق من هذا العام، حكم على رجل فلسطيني يعيش في سوريا وفر إلى ألمانيا بالسجن مدى الحياة لإطلاقه قنبلة يدوية على حشد من المدنيين في إحدى ضواحي دمشق في عام 2014.