زيارة بوتين لأنقرة.. هل تعود روسيا لاتفاق الحبوب من جديد؟
بينما تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في فرض عقوباتها على موسكو شاملا نظامها المصرفي وصادراتها الزراعية بسبب خوضها الحرب مع كييڤ في الرابع والعشرين من فبراير عام ٢٠٢٢
تنسحب موسكو هي الأخرى من اتفاقية سمحت فيها بتصدير حبوب أوكرانيا عبر البحر الأسود إلى المستوردين
ومع تعليق صادرات البلدين، موسكو وكييڤ، تتصاعد آلام إفريقيا والدول التي كانت تعتمد على موسكو وكييف في استيراد حاجاتها من الحبوب معلنةً عن أزمة اقتصادية وغذائية جديدة، الأمر الذي يدفع بوتين إلى إجراء مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، لإيجاد حد لتلك الفوضى
صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعداد بلاده للعودة إلى صفقة الحبوب بمجرد استكمال جميع الشروط المتفق عليها مع الغرب تجاه روسيا
وأوضح بوتين موقف بلاده من إنهاء اتفاقيات الحزمة الخاصة بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود والغاء وقف تصدير المواد والأسمدة الروسية
حيث تفيد اتفاقية حبوب موسكو أنقرة بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية التي تصل من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود إلى مختلف الدول المستوردة، بعد أن كانت تعطلت صادرتها بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا ٢٤ فبراير ٢٠٢٢
وتم توقيع هذه الاتفاقية بوساطة تركيا والأمم المتحدة في يوليو ٢٠٢٢ إلا أن روسيا انسحبت من الإتفاق بسبب استمرار العقوبات التي تعرقل صادراتها هي الأخرى
وأشار الرئيس الروسي قبل أيام خلال قمة إفريقيا روسيا أن إجمالي محصول الحبوب في روسيا لعام ٢٠٢٢- ٢٠٢٣ بلغ مستوى قياسي حيث سجل مائة وخمسون مليون طنًا الأمر الذي يجعل موسكو في أتم الاستعداد لإرسال الحبوب بالمجان لدول إفريقيا المحتاجة
من جانبه صرح مكتب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أردوغان سيواصل المساعي الدبلوماسية لإحياء اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود وأنه يتفق مع نظيره الروسي على أهمية امتناع الغرب عن الخطوات التي من شأنها عركلة اتفاقية تصدير الحبوب
وأضاف، أنهما اتفقا على قيام الرئيس الروسي بزيارة لتركيا مشددًا على أهمية اتفاقية حبوب البحر الأسود واصفًا إياها ب " جسر سلام"
حال قيامها.. الجوانب التي تؤثر فيها اتفاقية حبوب موسكو أنقرة
قال السيد خضر، الخبير الإقتصادي، إن اتفاقية الحبوب بين روسيا وتركيا تعتبر مهمة من حيث أثرها على الاقتصاد الدولي، موضحًا أسباب ذلك في التجارة الزراعية حيث تعد الحبوب من الموارد الزراعية الأساسية، وتلعب دورًا حاسمًا في تأمين الغذاء وتلبية الاحتياجات الغذائية للدول وان اتفاقية الحبوب بين روسيا وتركيا تعزز التعاون التجاري في هذا القطاع، حيث تتيح لتركيا التزود بالحبوب الروسية وتعزز استقرار إمداداتها الغذائية.
وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة للفجر، أن التعاون الزراعي بين روسيا وتركيا يؤدي إلى تنويع الصادرات والواردات لكلا الدولتين فبالنسبة لروسيا، فإن زيادة صادرات الحبوب إلى تركيا تسهم في تعزيز قطاع الزراعة وتحقيق إيرادات مالية إضافية وبالنسبة لتركيا، فإن توفر الحبوب الروسية بأسعار تنافسية يعزز قدرتها على تلبية الطلب المحلي وتحقيق استدامة الإمدادات.
وأوضح خضر أن اتفاقية الحبوب جوهرية من حيث كونها تفيد تقليل التبعية من خلال تعزيز التعاون في قطاع الحبوب، يمكن لكلا الدولتين أن تقللان من التبعية على الدول الأخرى فيما يتعلق بالإمدادات الغذائية فتركيا، على سبيل المثال، تعتمد بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاتها من الحبوب، واتفاقية الحبوب مع روسيا تساهم في تنويع مصادر الإمداد وتقليل التبعية على الدول الأخرى.
وأشار أن الاتفاقية تساهم في الاستقرار الاقتصادي للدولتين، فمن خلال ضمان إمدادات مستدامة وموثوقة من الحبوب، يتم تعزيز الثقة في القطاع الزراعي ويتم تجنب اضطرابات الأسواق وتقلبات الأسعار التي قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد.
ونوه على أن ملاحظة أن الأثر الفعلي لاتفاقية الحبوب بين روسيا وتركيا على الإقتصاد الدولي يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك كمية التجارة المتبادلة والأسعار والظروف الاقتصادية العامة، التي يكون لها تأثيرات إيجابية على اقتصاد البلدين كما أنها تساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي وبالتالى تتعدد الاتفاقيات التجارية المؤثرة في سوق الحبوب العالمية
واختتم الخبير الاقتصادي تصريحاته قائلا أن الاتفاقية تلعب دورًا محوريًا في تحديد الأسعار وتوفير الإمدادات للدول المستوردة، ومجمل ذلك يجعبها تؤثر على الأسواق العالمية والاقتصادات الوطنية بعدة طرق، منها تأمين الإمدادات فهي تساعد في توفير الحبوب الضرورية للدول المستوردة، مما يحقق الاستقرار في إمداداتها الغذائية ويقلل من المخاطر الناجمة عن نقص الغذاء وتحديد الأسعار على المستوى العالمي فعندما تتمتع بلدان معينة بقوة تجارية كبيرة في صناعة الحبوب، قد تتمكن من التأثير في الأسعار من خلال التفاوض على اتفاقيات تجارية مع بلدان أخرى، مشيرا إلى أن قطاع الحبوب يعتبر جزءًا هامًا من الاقتصاد العالمي، وتؤثر الاتفاقيات التجارية في تحقيق الاستقرار الاقتصادي على المستوى العالمي من خلال تعزيز التجارة الدولية وتوفير فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي.
وبشكل عام، تعتبر صناعة الحبوب وتجارتها قطاعًا حيويًا في الاقتصاد العالمي، ومن المرجح أن تؤثر اتفاقية حبوب روسيا وتركيا، حيال قيامها على الأسواق العالمية والاقتصاديات الوطنية للبلدين على النحو المبين.