المراهق العائد يثير الجدل بشأن جدية الحكومة الأسترالية في إعادة مواطنيها
مراهق أسترالي يظهر بعد عام على إعلان مقتلة في غارة لداعش على الحسكة
كشف فيديو مدته دقيقة نشرته قناة "إس بي إس" الإسترالية، لمراهق يعرف نفسه بيوسف ذهب ويبدو بصحة جيدة داخل أحد سجون شمال شرقي سوريا الواقعة تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وذلك بعد عام على إعلان عائلته وفاته في هجوم لتنظيم داعش يناير من العام الماضي على سجون قسد لتهريب عناصرهم وشهد الهجوم سقوط عشرات المحبوسين بين قتلي وجرحي.
وتزعم الصحافة المحلية الأسترالية أن الفيديو يرجع تاريخه لمنتصف سبتمبر الماضي وهو ما يؤكد نجاة "يوسف" من الهجوم، وذلك بعد تسليم الفيديو للسلطات الأسترالية وعرضه على أفراد عائلة ذهب في استراليا الذين تعرفوا عليه على الفور .
منذ الإعلان عن القضاء على تنظيم داعش ميدانيًا عام 2019، تحتجز قوات سوريا الديمقراطية نحو ألف من نساء داعش وأطفاله في مخيمات في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، حيث تعود أصول هؤلاء المحتجزين إلى نحو 50 دولة، من بينهم نحو 70 أستراليًا ما بين امرأة وطفل.
وعقب سيطرة قسد على مناطق نفوذها شمالي شرق سوريا بتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية، دعت دول المواطنيين الأجانب المعتقلين إلى إستعادتهم وتحمل مسؤوليتهم وهو الأمر الذي تسبب في صدمة أمنية لخمسين دولة وسط مخاوف داخلية من تحول العائدون من داعش إلى تكفيريين بعد السنوات التي عاشوها في صفوف التنظيم .
وكان يوسف ذهب يبلغ من العمر 11 عاماً فقط عندما أخذته عائلته إلى سوريا منذ ما يقرب من عقد من الزمن وكان إخوته الأكبر سناً خالد ومحمد مقاتلين في تنظيم وقتلوا في غارة جوية على معاقل داعش بالحسكة و على الرغم من عدم اتهامه بأي جريمة، سُجن ذهب منذ أن كان عمره 14 عامًا، كما تم احتجاز والده ذهب وشقيقته وأطفالها في معسكر اعتقال في مناطق نفوذ قسد .
عودة مرفوضة منذ 2019
حل معضلة عودة الأطفال والمراهقين الأستراليين يرجع إلى إتاحة الحكومة الدعم الكافي للعائدين للإندماج مع مجتمعهم من جديد بعد كل ما تعرضوا له، وهو الأمر الذي آثارته النائبة "آن علي" عضوة حزب العمال المعارضة وخبيرة مكافحة الإرهاب، والتي نفت امتلاك الحكومة الأسترالية برامج واضحة تساعد في إعادة تأهيل الأطفال والمراهقين العائدين، قائلة: "هؤلاء الأطفال لم يروا الحياة الطبيعية لفترة كبيرة من حياتهم ربما عاشوا فظائع ومجازر وأهوال".
ولكن رئيس الوزراء الأسترالي أكد في الوقت ذاته أن بلاده لن تترك هؤلاء الأطفال، وستوفر لهم كل الدعم اللازم، ويرى خبراء الصّحة العقليّة ومكافحة التطرف أنّ دعم المجتمع والأسرة يُعدّ من أهم العوامل في عمليّة إعادة الاندماج. لكن البعض حذّر من أنّ مواجهة أساليب التلقين المتطورة التي يتبعها داعش تحتاج إلى برامج إعادة إدماج متطوّرة بالقدر نفسه.
كما التزمت الحكومة الأسترالية بإعادة الأستراليين المتبقين الذين يمكنها إخراجهم بأمان، لكنها لم تلتزم بموعد القيام بذلك.