أبو الفتوح: تصريحات بوتين حول استخدام الروبل في المعاملات التجارية يمهد لنظام اقتصادي جديد
انطلقت القمة الروسية الافريقية الثانية التي انعقدت على مدار يومي ٢٧ و٢٨ من شهر يوليو الجاري بمدينة سان بطرسبرج لتؤكد على عمق العلاقات الروسية الافريقية التي تطورت في السنوات الاخيرة خاصة وأنها جاءت في توقيت يشهد فيه العالم تحولات عدة إثر تداعيات الأزمة الأوكرانية.
ويتجلى الاهتمام الروسي الكبير بهذه القمة الاستثنائية فيما عقد من منتديات ونقاشات على هامش القمة والتي كان من بينها المنتدى الإعلامي الروسي الافريقي التي عقدته جامعة الصداقة بين الشعوب (RUDN) بالتعاون مع وزارة التعليم العالي الروسية من استضافة وفد مكون من أكثر من 14 إعلامي وباحث افريقي لمناقشة واقع العلاقات الروسية الافريقية وتحدياتها وأهم اليات التغلب عليها الذي شارك فيه وفد مصري ألقى الضوء على العلاقات المصرية الروسية في مجال التعليم.
وقالت نورهان أبو الفتوح، مساعد مدير مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، وأحد المشاركين ضمن الوفد المصري، إن القمة تناولت التعاون بين الجانبين في العديد من الملفات حيث قدمت اقتراحات ومبادرات عدة لتعزيز التعاون، تتراوح بين توسيع العلاقات الاقتصادية إلى تعزيز التبادلات الثقافية وحماية السلام الإقليمي جاء منها التعاون الاقتصادي الذي رأس القضايا المطروحة على القمة وأحد أبرز مخرجاته.
وتابعت "واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانتقال لاستخدام العملات المحلية بالروبل وإزالة الحواجز وإعادة الصادرات الروسية بما فيها السيارات والكيماويات، إضافة إلى تقديم الدعم للبنية التحتية والمشروعات المشتركة الخاصة بمجال المعلومات".
وتري أبو الفتوح، أن تصريحات بوتين حول استخدام الروبل يبشر بنظام اقتصادي عالمي جديد فضلا عن الدعم التنموي المقدم حيث طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق مشروع مكافحة الأمراض المعدية حتى عام 2026 بتكلفة مليار و200 مليون روبل.
وأشارت إلى أن انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب أحد أبرز القضايا المطروحة على الساحة في الآونة الاخيرة وفي هذا السياق أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستزيد من إمدادات الحبوب، على "أساس تجاري ومجاني"، وهو إجراء شديد الأهمية في ظل ارتفاع أسعار الحبوب إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الانسحاب الروسي من اتفاقية الحبوب، منوها إلى أنه في العام الماضي ٢٠٢٢ كان حجم التصدير للحبوب 11 مليون طن، بينما بلغ حجم الإمدادات في النصف الأول من هذا العام 10 ملايين طن.
وأوضحت أبو الفتوح، أن من أبرز النتائج الإيجابية لهذه القمة إعلان الرئيس الروسي استعداد بلاده خلال الثلاثة أشهر القادمة تقديم بالمجان لكل من بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وافريقيا الوسطي واريتريا نحو من 25 إلي 50 ألف طن من الحبوب لكل منهم، وأيضَا نقل مجاني لكل تلك الشحنات.
كما جاء التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب كأحد أبرز القضايا المطروحة على القمة وهو المجال الذي تتمتع فيه روسيا وعديد الدول الافريقية بعلاقات استراتيجية حيث أكد القادة خلال القمة على تعاون روسيا ودول إفريقيا في مكافحة الإرهاب، والتصدي لانتشار الأفكار المتطرفة بين الشباب. ويعد اتخاذ موقف موحد بـ القمة الإفريقية الروسية على تحدي النظام الاستعماري ومحاولات القضاء على القيم، أحد أهم مخرجات القمة الثانية التي تؤكد على التعاون الاستراتيجي بين الجانبين لترسيخ الأمن والاستقرار العالمي.