خبراء يطالبون بإزالة تمثال رمسيس من معبد الأقصر.. والسبب الترميم (تفاصيل وصور)
قال الدكتور محمد حمزة الحداد أستاذ الآثار والتراث والعميد الأسبق لكلية الآثار جامعة القاهرة، عبر منشور له على الفيس بوك: «إن واجهة معبد الملك رمسيس الثاني في الأقصر معروف شكلها الأصلي قبل أي إضافات حديثة من خلال رسومات الرحالة ولوحاتهم، ووصف مصر وفيفان دينون قبل التصوير الفوتوغرافي عام 1839م أو من خلال الصو رالفوتوغرافية بعد عام 1839م وبصفة خاصة بعد عام 1850م عندما انتشر التصوير الأركيولوجي «الأثري»؛ فضلا عن الدراسات العلمية الكثيرة الأجنبية والعربية».
خبراء يطالبون بإزالة تمثال الملك رمسيس بمعبد الأقصر والسبب الترميم (تفاصيل وصور)
جاء ذلك تعليقًا على صورة لتمثال منسوب للملك رمسيس الثاني، وهي عبارة عن الملك واقفًا أمام معبد الأقصر، والصورة انتشرت خلال اليوم وأمس، مع مطالبات برفع التمثال وإزالته عن الواجهة، حيث تم ترميم هذا التمثال وتوقيفه وإزاحة الستار عنه عام 2019 م، وقد واجهت عملية ترميمه في هذا الوقت انتقادات واسعة وارتفعت أصوات تطالب بإزالته أيضًا ثم تجددت تلك الأصوات من جديد.
ووصف الدكتور محمد حمزة الحداد التمثال قائلًا: «كيف يحدث أن يبقى مثل هذا المسخ في مصر منبع الفن الخالد، ذلك التشويه الذي يوجد أمام واجهة معبد الاقصر الشهير والمسجل على قائمة التراث العالمي باليونسكو لأحد تماثيل الملك المصري العظيم رمسيس الثاني، كيف يحدث هذا في بلد الفن الخالد؛ وعلى عكس خصائص وسمات فن النحت المصري القديم بمراحله التاريخية المعروفة وصولا إلى العصر الذهبي خلال عصر الرعامسة هذا من جهة ومن جهة أخرى كيف يوضع هذا المسخ وذلك التشويه أمام معبد من أشهر المعابد الأثرية والتاريخية في العالم حيث أن نسبة الاستكمال فيه بلغت نحو 80% وهوما يعد مخالفة صريحة لشروط معايير الإستكمال في ادمواثيق الدولية وعلى رأسها ميثاق فينيسيا أو البندقية 1964م.
ومن ناحيته قال الأستاذ الدكتور أحمد عيسى أستاذ الآثار المصرية القديمة في وزارة السياحة والآثار بتاريخ 29 يوليو 2023 عبر صفحته على الفيس بوك: «لحد إمتى التمثال ده حيقعد بالرغم من تنافيه مع أسس النحت والفن في علم المصريات والأدلة الآثارية الواضحة الجلية، والتي ناقشتها أنا وغيري من الزملاء في منشورات عديدة وقت إقامته لأول مرة في إحتفال كبير، والتي رفع هذا التمثال بعدها مؤقتا ليتم ترقيعه مرة أخرى قبل أن يعاد إلى مكانه»
وأضاف «متى يمكن أن يزاح هذا التمثال بتاج مزدوج لملك حي حاكم بوضع أوزيري لملك «ميت» وبهيئة أوزيرية دون العباءة وجسد مضموم كالمومياء، ووضعه أمام واجهة معبد الأقصر العظيم على عكس المنطق والدليل الآثاري الصريح لصورة هذه الواجهة داخل هذا المعبد نفسه»
وتابع، «تمثال مسخ لكبير الرعامسة الفرعون رمسيس الثاني في وضع أوزيري لا يصح وجوده أصلا في هذا المكان، كما أنه أحدب الظهر (الرأس مغروس في الكتفين دون نسبة رقبة ملائمة) وحجم ذراعيه وساعديه رفيعان لا يتناسبان مع باقي حجم أجزاء الجسم وبطنه منتفخ نسبيا وطوله أقصر مما اعتاد الفنانون المصريون القدماء تمثيله في تماثيلهم الواقفة (بالنسبة المعتادة حيث تكون الرأس ٧/١ من طول الجسم)»
موجة من الاحتجاجات
وكانت هذه الموجة من الاحتجاجات قد تصاعدت حول تمثال الملك رمسيس الثاني في واجهة معبد الأقصر، والذي يقف أمام الصرح الأول للمعبد، وهو التمثال الذي كان قد تم ترميمه وتوقيفه في مكانه الأصلي، وإزاحة الستار في أبريل 2019م، حيث ثارت موجة كبيرة معترضة على الترميم الذي جرى للتمثال والذي وصفه العديدون من المهتمين بالشأنين التراثي والأثري في مصر أن الترميم به أخطاء وأنه يخالف المعايير العالمية في هذا الشأن، وتم اتهام المرممين بمخالفة معايير الترميم العالمية وأن التجميع تم بطريقة شوهت التمثال، وهو الأمر الذي دفع الوزارة في هذا الوقت إلى تغطية التمثال والإعلان عن إعادة ترميمه مرة أخرى.
ردود على الانتقادات
وفي هذا الوقت ورد رد من محمد حسين مدير عام ترميم معبد الأقصر عن إنه لا خطأ في ترميم تمثال الملك رمسيس الثاني حيث أن كل كتلة في التمثال تم تركيبها بمكانها بعد أن جرى تجميع أجزاءه ودراسته في وقت استغرق 6 أشهر كاملة، وأكد حينها أن الترميم يكون فاشلًا في حالة سقوط التمثال بعد توقيفه، وقال إن المنتقدين للترميم ليسوا متخصصين.
وقال أيضًا إن الاختلاف في نسب التمثال سواء في الأذرع أو غيرها طبيعي حيث أن أي استكمال في الترميم من المرجح أن يحدث فيه تغييرًا بالزيادة أو النقصان، خاصة مع الحجم الكبير للأثر حيث يبلغ طوله 12 مترًا والأجزاء المستكلمة ظهر فيها تغيير وسيتم معالجتها في المرحلة التالية لترميم الأثر، وهي مرحلة الترميم الدقيق، والكتل الأثرية الأساسية للتمثال سليمة ولا خطأ فيها، حيث أن الخطأ الحقيقي، هو أن يتم تركيب كتلة أثرية بشكل غير صحيح أو في مكان ليس مكانها وهو ما لم يحدث.
وأكد أن المونة التي تم استخدامها مناسبة للأثر وغير ضارة به والأجزاء التي تم استكمالها بنفس اللون الوردي للأجزاء الأصلية، ولكن لأن اللون جديد وحديث فطبيعي أن يظهر فارق بينه وبين اللون القديم الأصلي الموجود منذ نحو 3 ألاف عام، واللون الجديد سيتحول مع مرور الوقت ليقترب من درجة اللون القديم، وذلك مع تعرضه لعوامل الجو والتعرية وغيرها من العوامل الطبيعة.
وعن طريقة الترميم قال إنه تم تجميع التمثال علي الأرض قطعة قطعة وتنظيفها تمامًا ثم تم قمنا التجميع بمواد الترميم وأسياخ استيل وهي العملية التي استغرقت 8 أشهر، والقطع التي تم استكمالها في الأثر، هي أجزاء من الأذرع والجزء السفلي من الأرجل والقاعدة، والكتل الأثرية التي تم تركيبها كلها بمكانها الصحيح.
رد من وزارة السياحة والآثار على ذات الانتقادات عام 2019
وفي هذا الشأن كان أحمد العربي مدير عام معبد الأقصر قد رد في تصريحات له عام 2019 قائلًا إن تمثال الملك رمسيس بالوضع "الأوزيري" أي عاقدًا يديه أمام صدره، أمام المعبد، هو وضعه التاريخي الطبيعي، وأن ما فعله المرممون هو فقط إعادة توقيفه، وواجهة المعبد لها تصميم أصلي "ماكيت" وقت البناء، وماكيت ثاني حديث، والماكيت الأصلي تم وضعه في بداية عهد الملك رمسيس الثاني، وكان موجود فيه تمثالين فقط وليس 6 تماثيل ومسلتين، وذلك هو تصميم المعابد في عهد الدولة الحديثة، حيث يكون في الواجهة تمثالين للوضع جالسًا ومسلتين، وهذا الماكيت لواجهة المعبد وقت بنائها، موجود خلف البيلون الشرقي على يسار الداخل.
والماكيت المتداول الآن لواجهة المعبد والموجود فيه 6 تماثيل، هو ماكيت حديث وضع في نهايات عصر الملك رمسيس الثاني، وهو واقع على الناحية الجنوبية الغربية من الواجهة، وموجود فيه 6 تماثيل ومسلتان.
وتفسير هذا الاختلاف ما بين التصميمين -والكلام للعربي- هو أن واجهة معبد الأقصر كانت تحتوي على تمثالين فقط، ثم أعيد استخدام عدد من التماثيل لإكمال مشهد الستة تماثيل، والتي أضيفت في أواخر عصر الملك رمسيس الثاني.