ما هي مكاسب القمة الروسية الإفريقية؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"

تقارير وحوارات

القمة الروسية الأفريقية
القمة الروسية الأفريقية

على هامش القمة الروسية الأفريقية الثانية التي تنعقد في مدينة سان بطرسبرج بروسيا الاتحادية، التقى  الرئيس عبد الفتاح السيسي  مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في "قصر قسطنطين" بمدينة سان بطرسبرج، من هنا نستعرض مكاسب القمة الروسية الأفريقية الثانية ولقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الروسي.

القمة الروسية الأفريقية الثانية

 

أعلنت مؤسسة "روس كونغرس" المسؤولة عن تنظيم المؤتمرات في روسيا، أنّ القمة الروسية الأفريقية الثانية ستعقد من 26 إلى 29 يوليو المقبل.

 

وقال بيان المؤسسة: " تم التخطيط لجدول أعمال مزدحم لعام 2023، وستُعقد في الفترة الممتدة من 26 إلى 29 يوليو القمة والمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي الثاني ".

 

 

ويأتي هذا البيان بعد تأكيد وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، مراتٍ عديدة أنّ موسكو دعت جميع الدول الأفريقية للمشاركة في القمة، عكس قرار الولايات المتحدة بالامتناع عن دعوة بعض الدول التي شهدت انقلابات عسكرية، إلى قمة "الولايات المتحدة-إفريقيا" التي جرت في ديسمبر الماضي.

 

 

 

وقبل ذلك، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن "روسيا والدول الأفريقية تستطيع تعزيز الأمن والاستقرار في العالم أجمع من خلال العمل المشترك".

 

جاء ذلك على لسان السفير المتجول بوزارة الخارجية الروسية ورئيس أمانة منتدى الشراكة الروسية الإفريقية أوليغ أوزيروف، حيث تابع: "من المتوقع بنتائج القمة الروسية الإفريقية اعتماد خطة عمل للفترة 2023-2026 لمجالات التعاون ذات الأولوية، حيث تهدف هذه الوثيقة إلى تطوير إمكانات التصدير لمنتجي السلع والخدمات الروس في سياق التعاون الروسي الإفريقي".

 

 

لقاءات السيسي وبوتين

 

في عام 2014 التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الروسية من أجل توطيد العلاقات بين البلدين.

 

في عام 2015 التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي  مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أثناء احتفالات بعيد النصر الروسي.

 

أما في 15 أكتوبر 2018، ألقى السيسي كلمة أمام مجلس الاتحاد الروسي أعلى غرفة في البرلمان الروسي كأول رئيس لدولة أجنبية يلقي كلمة أمام ذلك المجلس وذلك في مدينة سوتشي الروسية والتقى الرئيس السيسي بالرئيس الروسي.

 

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام 2019، في  قمة ومنتدى روسيا – إفريقيا الأولي والتقى الرئيس السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

في عام 2023 التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي هامش القمة الروسية الأفريقية الثانية.

 

 

دور مصر في القمة

 

وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس الروسي رحب بزيارة  الرئيس السيسي إلى روسيا، مشيدًا بالدور الهام  للرئيس السيسي في إطلاق النسخة الأولى من القمة الروسية الأفريقية أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام 2019، والتي هدفت إلى دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الأفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة.

 

القضايا ذات الاهتمام المشترك

 

كما أشار إلى أن  الرئيس بوتين إلى الأهمية التي يوليها لاستمرار التنسيق والتشاور مع  الرئيس السيسي بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره لدور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

 

تعميق العلاقات المصرية الروسية

 

وأضاف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن  الرئيس السيسي أعرب عن حرصه على تعميق علاقات الشراكة مع روسيا الاتحادية في إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات، والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام ٢٠١٨، مشيدًا في هذا الصدد بالتعاون الثنائي القائم في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة الجارية، خاصةً مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.

 

مصلحة القارة الأفريقية

 

كما أكد  الرئيس أهمية العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية من القمة الروسية الأفريقية لصالح الشعوب الأفريقية بالمقام الأول، باعتبار أن القمة تستهدف إرساء التعاون المستدام بين روسيا والدول الأفريقية، معربًا في هذا الصدد عن استعداد مصر لتعزيز مختلف أوجه التعاون الثلاثي بين البلدين في القارة الأفريقية.

 

المشروعات المشتركة

 

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيسين تطرقا خلال اللقاء إلى تطورات عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها مشروعي محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية، إلى جانب التعاون في مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، وكذا على صعيد التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.

 

وعلى جانب آخر، استعرض الرئيسان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من النزاعات القائمة فى منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في السودان وسوريا وليبيا، والقضية الفلسطينية، حيث توافقت الرؤي على دفع الجهود من أجل استعادة وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام لدول المنطقة، وعلي نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها وحقوق شعوبها المشروعة.

 

الحرب الروسية الأوكرانية

 

كما قام الرئيس بوتين بإحاطة الرئيس السيسي بمستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أكد الرئيس دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيًا بشكل سلمي من أجل الحد من المعاناة الإنسانية القائمة، وإنهاء التداعيات الاقتصادية السلبية على دول العالم خاصة الدول النامية والأفريقية، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين.


مكاسب القمة الروسية الأفريقية الثانية 
 

 

من جانبه، قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن القمة الروسية الإفريقية المنعقدة في سان بطرسبرج والتي يشارك بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ستحقق مكاسب اقتصادية عظيمة بين روسيا ودول القارة الإفريقية وعلى رأسها مصر، موضحا أن أهم الملفات التي تناقش بالقمة هو ملف الأمن الغذائي خاصة بعد الأزمة الغذائية العالمية التي حدثت نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ثم انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب وتأثر الدول الافريقية بنقص واردات الحبوب.

وأضاف الدكتور أشرف غراب في تصريحات خاصة لـ "الفجر"،  أن روسيا تسعى لتعميق التعاون الصناعي مع دول القارة الإفريقية وفي مقدمتها مصر، موضحا أن أبرز مكاسب هذه القمة لمصر هو إطلاق المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتي قد يتم البدء في إنشاء البنية التحتية بها العام الجاري، موضحا أن هذه المنطقة الصناعية الروسية سيتم بيع منتجاتها بالقارة الإفريقية وتمكين الشركات الروسية للوصول للسوق الإفريقية، إضافة إلى محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر التي تبنيها روسيا، إضافة إلى سعي مجموعة النقل الروسية لربط الموانئ المصرية والروسية ببعضها، إضافة إلى التعاون بين مصر وروسيا في مجال الاتصالات والمعلوماتية في مجال الأمن الإعلامي والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.

وأشار غراب، أن القمة الروسية الإفريقية تعد انفراجة في أزمة الحبوب والأسمدة لدول القارة الإفريقية وبأسعار مناسبة خاصة بعد ارتفاع سعرها عالميا، والتزام روسيا باستمرار توريدها لدول القارة السمراء، إضافة إلى إمكانية نقل الخبرات الروسية في الإنتاج الزراعي لدول القارة، موضحا أن روسيا لديها إمكانيات إنتاجية كبيرة من الحبوب والنفط والغاز يمكنها تعويض دول القارة السمراء في الفترة القادمة أي نقص في المواد الغذائية، مشيرا إلى أن روسيا تسعى من وراء التقرب لإفريقيا أن توسع علاقاتها مع دول القارة لاحتياجها لإفريقيا الأن في زيادة حجم تبادلها التجاري والذي لم يتجاوز 18 مليار دولار بين روسيا وإفريقيا في عام 2022، موضحا أن الرئيس الروسي يسعى ليصل حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول القارة إلى 40 مليار دولار.

ولفت غراب، إلى أن تعزيز العلاقات الروسية الإفريقية يسهم في الاتجاه نحو إتمام التسويات التجارية بين دول القارة وروسيا بالعملات الوطنية ما يزيد من حجم التبادل التجاري بين دول القارة الإفريقية وروسيا، موضحا أن روسيا تسعى لذلك بشكل جدي وفق تصريحات رسمية لوزير الخارجية الروسي، موضحا أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا لتصل إلى 4.7 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 4.1 مليار دولار خلال عام 2021، إضافة إلى أن حجم الاستثمارات الروسية في مصر تفوق 8 مليارات دولار.

واختتم الخبير الاقتصادي، أن القمة الروسية الإفريقية ستحقق مكاسب اقتصادية لدول القارة الإفريقية بزيادة الاستثمارات الروسية في دولها، موضحا أن روسيا تسعى لتوسيع حضورها الاقتصادي في الأسواق الأفريقية وتعزيز التجارة والاستثمار بين الطرفين، وهذا يحقق مصالح أيضا لروسيا في ظل الحصار الأوروبي الأمريكي المفروض عليها، خاصة وأن القارة الإفريقية أصبحت قوة كبرى بسبب ثقلها الاقتصادي بثرواتها الخام التي لم تستغل بعد.

تعاون بين مصر وروسيا

 

أوضح الكاتب أشرف العشري، الخبير في الشؤون السياسية، أن العلاقات المصرية الروسية تشهد تطورًا كبيرًا منذ ثورة 30 يونيو خصوصا بعد تغيير سياسة الدولة المصرية آلتي تسعي إلي التقارب بين مصر والدول جميع علي حده.
وأضاف الكاتب أشرف العشري في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن تؤثر على العلاقات المصرية الغربية.
واختتم الخبير في الشؤون السياسية، أن لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الروسي سوف يؤدي إلى مكاسب مشتركة إلي الجانبين المصري والروسي وذلك ظهر في التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين.