د.حماد عبدالله يكتب: (26 يوليو 1956 !!)
هذا التاريخ المجيد فى حياة الأمة لا يمكن أن ينسى !!! ولا يمكن تجاهله خاصة اليوم 26 يوليو 2021!!
اليوم حيث تضرب مدن عربية دون هوادة "سوريا، العراق،اليمن،ليبيا... وغيرها " من قرى ونجوع عربية !!
كنا نحلم فى زمن صلاح جاهين " تمثال رخام على الترعة وأوبرا فى كل قرية عربية"
هكذا كانت أحلامنا وهكذا كانت أفعالنا !!
مساء 26يوليو 1956 وقف الزعيم جمال عبد الناصر بميدان المنشية بالإسكندرية محتفلًا مع شعب مصر بالعيد الرابع بخروج الملك فاروق وإنتهاء الحكم الملكى للأبد فى مصرحيث خرج من الإسكندرية بلا عودة فى مثل هذا اليوم ومثل هذا الشهر من عام 1952 !!
وكعادة جمال عبد الناصر فى خطاباته لشعب مصر والشعوب العربية هو أن يقص عليهم الأحداث ورد فعل القيادة المصرية عليها وإذا به يعلن بأن مستر بلاك رئيس صندوق النقد الدولى إشترط على مصر مقابل إقراضها 70 مليون دولار لبدء العمل فى مشروع السد العالى والذى قيمته حوالى ألف مليون دولار (350 مليون جنيه مصرى) –إشترط أن تكون خزانة مصر تحت مراقبة الصندوق وتحدث عبد الناصر عن مشاعره وتخوفه من أن يعود الزمن لمائة عام قبل هذه الواقعة وخاصة سنة 1854 حينما جاء مستر "فرديناند ديلسبس" وقابل الخديوى محمد سعيد وأقنعه بمشروع شق قناة السويس بين البحرين الأحمر والأبيض وإن هذا فيه منفعة لمصر وللمصريين وفى سنة 1856 صدر فرمان بحق إمتياز لشركة قناة السويس البحرية (ش.م.م) بشق القناة وإستخدامها وكان أسهم مصر فى هذه الشركة 41%
بالإضافة إلى 15% من الأرباح وأن تقدم مصر عمال لحفر القناة "كسخرة" ومات فى حفر القناة 120 ألف مصرى وتم حفر القناة وأمام الديون المتراكمة على مصر فى عصر الخديوى إسماعيل باعت مصر ال 41% من الأسهم ب 4 مليون جنيه لإنجلترا وتنازلت عن إمتيازات ال 15% وأصبحت شركة قناة السويس البحرية-تمتلك مصر وليس العكس وترتب على ذلك إحتلال مصر سنة 1882!!
وحينما جاء مستر بلاك ليعطى 70 مليون دولار قرض لمصر سنة 1955 طلب مراقبة الخزانة المصرية ورفض جمال عبد الناصر هذه هى القصة التى رواها للشعب
فى تلك الأمسية التاريخية 26 يوليو1956 بميدان المنشية وإذا بالرئيس يعلن تأميم شركة قناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية.
"بإسم الأمة رئيس الجمهورية مادة واحد تؤمم شركة قناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية "
"مادة إثنين تؤول كل ما لها من حقوق وما عليها من واجبات إلى هيئة قناة السويس وهى الهيئة التى تخضع للحكومة المصرية وأصبحت من إختصاص وزير التجارة المصرى... ألخ "
هكذا أنهى جمال عبد الناصر خطابه فى تلك الليلة ولم ينام الشعب المصرى من الفرح ولم ينام العالم كله وخاصة إنجلترا وفرنسا وطبعًا الربيبة الأولى ومخلب القط فى المنطقة "إسرائيل" وترتب على ذلك العدوان الثلاثى على مصر فى نوفمبر 1956وخرجت مصر سالمة..
كان يوم 26 يوليو 1956هو يوم ينتظره المصريون من كل عام ففيه يخرج جمال عبد الناصر من نفس الشرفة التى حاول الأخوان المسلمون إغتياله فيها أيضًا يوم خطابه فى 26 يوليو 1954 يخرج ليعلن للشعب المصرى قرارات هامة فى حياته مثل "مجانية التعليم ومثل الإصلاح الزراعى ومثل تأميم قناة السويس (وإذابة الفوارق بين طبقات شعب مصر وأنهى مجتمع النصف فى المائة فى مصر)
وليس المجال هنا لإثبات صحة أو خطأ هذه القرارات بحساب اليوم ولكن بحساب الأمس كان يوم 26 يوليو من كل عام هو يوم الخير للمصريون.
مصر المحروسة محروسة بإرادة الله وبعزيمة أبنائها وقدرتهم على الإبداع وهذا ما يجعلنا نعيش اليوم على ذكريات وطنية جميلة نفتقدها بشدة.
مع إستمرار المؤمرات الدولية الإقليمية ضد (مصر) ولكن يأتى يوليو 2013 يعيد لنا تاريخ جديد يسجل للوطنية المصرية إستمرار كفاح شعب مصر ضد الظلم وضد المؤمرات، وما زلنا نعيش لكى نتذكر يوليو منذ 1952 وحتى يوليو 2023 وبداية الجمهورية الجديدة.
[email protected]