د.حماد عبدالله يكتب: مؤتمرات الشباب والأمل فى المستقبل !!
أتحدث اليوم فى زمن أبتعدنا فيه كثيرًا، كأصحاب رأى، وقادة فكر، وأيضًا كساسة فى المجتمع المصرى عن الشباب، شباب "مصر" الذى كان له دور بالغ الأهمية فى تغيير أنظمة سياسية قبل ثورة يوليو 1952، حيث كان هناك ( ملك ) وأحزاب سياسية، و" قصر الدوبارة " الذى يعيش فيه ويحرك أمور الدولة "المندوب السامى البريطانى "، ممثلًا للإحتلال البريطانى فى "مصر" منذ عام 1881، وحتى عام 1953، حينما تم الجلاء فى 18 يونيو من هذا العام، وعاد مرة أخرى فى نوفمبر عام 1956، بعد العدوان الثلاثى على مصر ( إنجلترا، وفرنسا، وإسرائيل ) وإستطعنا بقيادة "جمال عبد الناصر" أن يخرج أخر جندى أجنبى من (بورسعيد) يوم 23 ديسمبر من نفس العام 1956، كان الشباب فى "مصر"، هو قائد للحركة الوطنية المصرية، طلاب المدراس، والجامعات، وشباب الحرفيين العمال هم المحرك الرئيسى فى الشارع المصرى، كانت الأحزاب السياسية رغم ما قيل عن فسادها أو عن ممالئتها " للقصر وللمندوب السامى البريطانى "، إلا أن شباب حزب الوفد وشباب مصر الفتاة وشباب الأحرار الدستوريين أو غيرهم كانوا نجوم الحركة الوطنية، حتى الشباب فى القوات المسلحة إستطاعوا من خلال " تنظيم الضباط الأحرار "، أن يقودوا حركة الثورة المصرية، كان "جمال عبد الناصر" ورفاقه لا تزيد أعمارهم عن الخمسة والثلاثون عامًا، وإستعانوا فقط باللواء "محمد نجيب" (55 عامًا ) لكى يبثوا الثقة فى " الحركة المباركة " كما أسموها فى هذا الوقت أمام شعوب العالم، وخاصة شعب مصر، صاحب الثورة الحقيقى، حيث إندمج الشعب مع طلائع شباب القوات المسلحة، لتغيير الخريطة السياسية فى "مصر" وفى المنطقة بأشملها، وإهتمت الثورة بالشباب فكانت " التنظيمات الشبابية " وأشهرها منظمة "الشباب والطلائع" هم من قادوا هذه الأمة حتى بلغ بعضهم " الشَيْبُ"، نتذكر أن أغلب من قاد هذا الوطن فى خمسينيات وستينيات، وحتى ثمانينات القرن الماضى أغلبهم من هذه التنظيمات الشبابية، وفقد الشباب دوره فى عصر "مبارك" وكنا ننادى بأهمية الإهتمام بالشباب من خلال " التنظيم السياسى الواحد " وكذلك الأحزاب " الكرتونية " إلا أن كل كلامنا وندائتنا( ذهبت هباء )، حتى ظهر شباب
( الفيس بوك ) ( والشبكة الإليكترونية للإتصال الإجتماعى ) وكانت المبادرة فى 25 يناير 2011، وما تلاها من أحداث !! وإختطاف الدولة من المجموعة المنظمة الوحيدة فى البلد. ولولا إرادة شعب مصر وقيادة قواتها المسلحة ما إستطعنا إسترداد الوطن فى 30 يونيو 2013.
إلا أن اليوم، دعوة الدولة للإهتمام بالشباب فى مبادرة من القيادة السياسية، وعقد عدة مؤتمرات تحمل إسمهم والتى عقد أولها فى "شرم الشيخ" وتعددت المؤتمرات حتى أسوان !!
وبإنتهاء هذه المؤتمرات بما تحمل من توصيات، إلا أننى أرى تَبَخُرْ للفكرة !!حيث لم ينشىء تنظيم يجمعهم!! ولا هيئة للم شملهم !! (تبعثروا) بعد المؤتمر، وهناك لجان ربما تجتمع وربما لا تجتمع، حيث لا داعى لهم أو جمعهم، ولكن أهداف قصيرة الأجل كلجنة ( أسامة الغزالى حرب ) لحقوق المحجوزين على ذمم قضايا أو سجن فى الإحتياط، وبالقطع "أسامة الغزالى حرب" مواليد 1946 ( مثلى ) ليس بشاب!! ولكن، هكذا أرى بأن المؤتمر تمخض عن تشكيل لجنة أو لجنتين !!
ولكن بلقائى مع شباب كلية الفنون التطبيقية تحت عنوان مؤتمر أو ندوة ليوم واحد بعنوان" مدخل فى الفنون التطبيقية "، حشدت لهذا اللقاء، الإعلام والصحافة، ونجوم من الصناعة من الشباب وخلال يوم من الحديث مع أكثر من وو شابة وشاب، أجد بأن قوة دفع من الدولة تنقص مبادرة الرئيس "السيسى"، وعقدة لتلك المؤتمرات الهامة للشباب، يجب أن نؤسس تنظيمات سياسية للشباب، ويجب أن نلحق بزمن كان للشباب فيه كلمة، فهم المستقبل ونحن زائلون !!