"غوغل" تطور روبوت طبيب يعمل بالذكاء الاصطناعي.. هل يهدد مهنة الأطباء؟
طورت عملاق محركات البحث الأمريكية "غوغل" روبوتًا جديدا يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يوفر لمستخدميه طبيبا افتراضيا يجيب على أسئلتهم.
ووفقا لغوغل، يقوم مستخدمو "غوغل" حاليا بطرح الأسئلة التي تكون الإجابة عنها هائلة، وهي عبارة عن صفحات في مواقع لا تعد ولا تحصى، بعضها مرتبط وبعضها بعيد كل البعد عن الموضوع. لكن "طبيب غوغل" الجديد سيقدم إجابات أكثر دقة، وسيكون أداؤه تماما مثل أداء الطبيب البشري.
طبيب غوغل
أما باحثون "غوغل" فقد صرحوا في دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" العلمية إن الخدمة الجديدة سوف تستخدم نظاما شبيها بنظام روبوت الدردشة الشهير "تشات جي بي تي". وأضافوا أن دقة الإجابات كانت بنسبة 92 في المئة.
وعلى سبيل المثال، كانت الإجابات التي قدمها "طبيب غوغل" مماثلة لإجابات قدمها 9 أطباء من الولايات المتحدة وبريطانيا والهند، سئلوا 80 سؤالا.
لكن "طبيب غوغل" فشل في تقديم تفاصيل وإجابات دقيقة عن مشكلات صحية مثل "سلس البول"، وهل بالإمكان علاجها.
وأكدت "غوغل" أن "ميد-بالم" كان أول برنامج كبير قائم على النموذج اللغوي، وهي تقنية ذكاء اصطناعي يتم تدريبها بواسطة كميات كبيرة من النصوص البشرية المنشأ، لاجتياز اختبار الترخيص الطبي الأمريكي.
ويؤهل النجاح في هذا الاختبار صاحبه لمزاولة الطب في الولايات المتحدة، ويتطلب ذلك أن يحصل فيه على درجة تقارب 60%.
وفي فبراير الماضي، كشفت دراسة أن "تشات جي بي تي" حصل على درجة مرضية قريبة من تلك المطلوبة لاجتياز الاختبار.
وأفاد باحثو "غوغل" في دراسة جديدة راجعها باحثون آخرون، ونشرت الأربعاء في مجلة "نيتشر"، بأن "ميد-بالم" حصل على نسبة 67،6 % نتيجة إجابته عن أسئلة الاختيار من متعدد المعتمدة في اختبار الترخيص الطبي.
ووصفت الدراسة هذه النتائج بأنها "مشجعة، لكنها لا تزال أقل من تلك الخاصة بالبشر".
وسعيًا إلى الحد مما يسمى "الهلوسات" - الكلمة التي تشير إلى إجابة خاطئة بوضوح يقدمها نموذج من الذكاء الاصطناعي - طورت "غوغل" معيارًا جديدًا للتقويم، حسب ما أعلنت الشركة.
وقال الباحث في "غوغل" والمعد الرئيسي للدراسة الجديدة، كاران سينغال، إن فريقه اختبر نسخة أحدث من النموذج.
وأشارت دراسة نشرت في مايو، لكنها لم تخضع لمراجعة من باحثين آخرين، إلى أن "ميد-بالم 2" حصل على 86،5% في اختبار الطب، متفوقًا على النسخة السابقة من البرنامج بنحو 20%.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن "ميد-بالم 2" يخضع للاختبار في مستشفى الأبحاث الأمريكي المرموق "مايو كلينيك" منذ أبريل الماضي.
هل يهدد طبيب غوغل مهنة الأطباء؟
وقد أكد الباحثون في "غوغل" إن الخدمة الجديدة لا تهدد عمل الطبيب العام. ويمكن استخدام "طبيب غوغل" لاحقا في الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الناس على الخطوط الساخنة للخدمات الصحية.
من جهته، قال الباحث الرئيسي في الدراسة، فيفيك ناتاراجان، إن الناس عندما يتوجهون إلى الإنترنت بحثا عن المعلومات الصحية، فإنهم يواجهون كما هائلا من المعلومات، لذلك قد يختاروا أسوا سيناريو من ضمن 10 تشخيصات محتملة يجدونها هناك، ويمرون بتوتر غير ضروري.
وأضاف أن نموذج اللغة الذي يقوم عليه "طبيب غوغل" سيقدم رأيا علميا مختصرا، وسيكون مدعوما بالأدلة. ولفت إلى أنه يمكن أن يستخدم في فهم مدى إلحاح حالة المريض وتحويلها إلى العلاج الفعلي.