بعد تزايد حالات «إنهاء الحياة».. خبراء يكشفون لـ«الفجر» طرق تخطي الكبوات والأزمات
لا تزال مشاهد إنهاء الحياة تُسيطر على بعض الشباب الراغب في حل أزماتهم عبر "الموت"، حتى وصل الأمر لوجود حالة انتحار في أقل من 40 ثانية على مستوى العالم.
ويلجأ الشباب إلى إنهاء حياتهم كوسيلة يظنون أنها تخلصهم من مساوئ الحياة وضغوطاتها، وهذا ما حرمة الإسلام وجميع الأديان السماوية، حيث أن قتل النفس حرام شرعًا، فيجب على كل شخص مراجعه نفسه قبل الإقدام على هذه الخطوة.
انتحار بسبب التعليم
انتحرت طالبة بالمرحلة الثانوية، عقب الإنتهاء من أداء امتحان اللغة الإنجليزية.
ففي قرية الروضة بمحافظة الدقهلية، لقيت الطالبة المنتحرة مصرعها بعد تناولها حبة الغلة السامة، لمرورها بأزمة نفسية نتيجة ضغوط الامتحانات.
وأكدت أسرة الطالبة تفوقها دراسيًا، وأنها عادت من امتحان مادة اللغة الإنجليزية وهي غير راضية عن إجاباتها، ولم تتمكن من الحل.
انتحار بسبب الحب
أقدم شاب على إنهاء حياته، بعد أن شنق نفسه في سقف غرفته بعدما كان يمر بحالة نفسية سيئة.
فقد كشفت التحقيقات أن المتوفى كان يمر بأزمة نفسية بعد هجر زوجته له منذ فترة فلم يتحمل العيش وحيدا ثم أنهى حياته.
تلقى قسم شرطة الزاوية الحمراء في مديرية أمن القاهرة، بلاغًا من الأهالي يفيد بالعثور على جثة شاب معلق في سقف غرفته داخل شقته بدائرة القسم، وانتقل رجال المباحث، وسيارة الإسعاف، إلى مكان الواقعة.
وبالفحص تبين العثور على جثة شاب وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وبإجراء التحريات، تبين أن الشاب أنهى حياته بعد أن صنع لنفسه مشنقة في سقف غرفته ولا شبهة جنائية وحُرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
انتحار بسبب ضغوطات الحياة
شهدت الإسكندرية حادثة انتحار لطالبين، الأول عمر طالب بكلية الطب، والثاني علي طالب بكلية الهندسة، حيث تمت عملية الانتحار في فندق بمحطة الرمل بالإسكندرية.
ويتجسد مشهد الانتحار بطريقة توحي بانعدام الرغبة في الحياة، حيث ذهب عمر للفندق لحجز غرفة، بعدها جاء الطالبان معًا، وقاما بوضع فوطة في كلور داخل كمامة لوضعها على الفم، ثم وضع كيس نايلون وأحكما إغلاقة بقفل عجل.
وحتى لا تشعر إدارة الفندق أو المقيمون به بالحادث، قاما بغلق باب الغرفة من الداخل وكسر المفتاح حتى لا يسهل إنقاذهما، تاركين رسالة نصية على الهواتف المحمولة الخاصة بهم مفادها أنهما لم يخلقا لهذه الحياة، وأنهما ليس لهما مكان في عالم كله كذب وخيانة وخداع.
سلوك بائس
قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن إنهاء الحياة سلوك بائس يتبعه شخص لوضع حد لحياته أمام مشكلة يواجهها وهو قتل النفس بطريقة متعمدة، وهو سلوك مضاد للحياة لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان متمسك بالحياة ولكن كون الإنسان يقدم ع الانتحار هذا مؤشر لأنه يعاني خلل في المخ.
وأضاف هندي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هناك نوعين من إنهاء الحياة هما انتحار مخطط وانتحار اندفاعي، والانتحار المخطط يكون نتيجة اكتئاب أو انفصام أو المصابين بالواساوس القهرية، أما الانتحار الإندفاعي هو لجذب الإنتباه وهو في الغالب يتم إنقاذه.
وتابع هندي، أن الانتحار من المشكلات الصحية الكبرى على مستوى العالم، حيث وصل أن كل 20 ثانية يوجد منتحر، من سن 15 إلى 44 سنة.
وأكمل هندي، أن هناك العديد من علامات الانتحار على المنتحر أهمها، إهمال النضافة الشخصية، اختلال الساعة البيولوجية، الانسحاب الاجتماعي، عدم المشاركة في النشاطات الإجتماعية، وبعد البوستات على مواقع التواصل الإجتماعي، تفكيره في بعض أدوات الانتحار كل هذه مؤشرات لأن الشخص مقدم على الانتحار.
واختتم الطبيب النفسي، أن من علاج الانتحار تعزيز المرونة العقلية، الحد من العنف تجاه الشباب، غرس فيهم القيم الروحية للإرتقاء بالذات، إشباع أوقات الفراغ.
وحول العلامات الواضحة على المنتحر قبل قيامه بهذا الفعل، قال استشاري الطب النفسي، من أهم هذه العلامات؛ "إهمال النظافة الشخصية، واختلال الساعة البيولوجية، والخرس والانسحاب الاجتماعي، وعدم المشاركة في النشاطات الاجتماعية، بعض البوستات التي يقوم بنشرها على السوشيال ميديا، تفكيره في بعض أدوات الانتحار ووضع صورها على السوشيال ميديا، كل هذه مؤشرات تدل على إقدام الشاب على الإنتحار".
الاهتمام بالاحتواء
دعت الدكتورة اعتماد عبدالحميد أستاذة علم الاجتماع، الأسر المصرية لاحتواء أولادهم، وعدم الضغط عليهم بالمشاكل والأزمات، متابعة: "الشاب مجبش مجموع وعاد السنه؛ شوفوا السبب وبلاش مقارنة مين أحسن منه".
وأضافت أستاذة علم الاجتماع، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الفشل في الحب ليس نهاية الحياة ولكن لاتزال هناك فرص موجودة، المهم أن تفعل ما عليك القيام به.
وعن النصائح الخاصة بالأمر، قالت "عبدالحميد": "حب نفسك ومستقبلك، كل الخير من عند ربنا لا تيأس قم بعمل ما عليك ولا تخف، لكل إنسان مميزات خاصه به وهى سبب نجاحه فقم بالبحث عنها، وإذا لم توفق في قصة حب ليس دليل فشلك ولكن ليست نصيبك".