د.حماد عبدالله يكتب: الأقاليم الإنتاجية !!

تحدثت كثيراَ عن رؤية لإعادة تقسيم مصر إدارياَ – حيث إمتد التقسيم الإدارى الذى نعيش فيه أكثر من مائتين عاماَ – حيث يعود ذلك التقسيم مع تغييرات طفيفة إلى عصر الباشا الوالى محمد على – 1805 – ولعل قد حان الوقت بل مضى منذ زمن طويل الضرورة إلى إعادة النظر فى ذلك التقسيم القائم على حدود محافظات متراصة بعدد من الكيلومترات على ضفاف نهر النيل وفروعه فى الدلتا.
وتحدثت فى أعمدة سابقة عن ضرورة أهمية إعادة النظر فى أسلوب إدارة أصول الدولة – بغية الوصول إلى كفائة أعلى وإستخدامات مُثْلَى لما نمتلكه من أصول تشمل الأراضى – وشواطىء البحور والأنهار والبحيرات، وما نمتلكه من ثروات جيولوجية – وأيضاَ ثروات ثقافية – وفوق كل ذلك ثروة بشرية وصلت إلى ثمانين مليون مصرى – ومع ذلك فإن رؤى كثيرة قد أدلت برأيها فى هذا الموضوع الحيوى بالنسبة لمستقبل هذا الوطن – ولكن للأسف كلها متناثره وغير مرتبطة – وكلٍ يعزف – عزفاَ منفرداَ – وبالتالى لا نحصل على قطعة موسيقيه مهذبة مقبوله – بل نستمع إلى نشاز – هذا يتحدث عن ممر للتنمية– وأخر يتحدث عن قرى الظهير الصحراوى، وأخرين يتحدثون عن بديل لعشوائيات الوطن – ثم تصور أخر – قدمه الدكتور محمود محى الدين – وزير الإستثمار الأسبق عن مناطق إستثمارية – أو أقاليم إستثمارية – وكَأنَّ إسم الأقاليم الإقتصادية – غير مقبول أو غير مرضى أو غير مفهوم وبالتالى أُطْلِقْ اليوم تسمية جديدة ربما تجد هوى لدى صاحب القرار – وهى أقاليم إنتاجية – أقاليم فى مصر يمكننا أن نطلق عليها بأنها قابلة لأن تنتج – أى شىء – تنتج سمك – مثل إقليم أسوان – حيث بحيرة السد العالى ( أكبر بحيرة مياه عذبة ) فى العالم – ونهر النيل – وإمتداداته فى الجنوب – وجزء من البحر الأحمر – هل يمكن أن ينتج هذا الإقليم ذو الثروات البحرية والنيلية  سمك – بدلاَ من إستيراده من اليمن السعيد وفييتنام الشقيقة، مجرد سؤال ؟ 
وكل هذا ممكن لو تسنى لنا – إجراء تجربة إدارية فقط فى منطقة واحدة من أرجاء مصر – فقط نَقَبْل إلغاء نظرية– تعيين مدير للإقليم كمكافأة نهاية خدمة – ونختار – إدارة كوفأ – تمتلك أدوات الإدارة – ولا يكون لها صفة سياسية – بل تتمتع بصفات إدارية ووظيفية – ويحدد لها واجبات محدده وهى الإنتاج – هذا الإقليم المُنِتجْ نريد تجربته – ربما نستطيع تعميمه فى بر المعمورة مصر !!

  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد