موجة غضب بعد قرارات "ماسك".. وخبير: أبرز المستفيدين "انستجرام وماستودون وبلوسكاي"
أثار إعلان رجل الأعمال الأمريكي أيلون ماسك مالك "تويتر" أحد أكبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم عن تحديد عدد معين من المنشورات التي يمكن للمستخدم مشاهدتها وفقًا لنوعية حسابه هل هو موثق أم غير موثق أم حديث، غضب الكثيرين من مستخدمي الموقع حول العالم.
يأتي هذا في الوقت الذي ربطه البعض باستغلال أيلون ماسك ذلك في تحقيق المزيد من المكاسب من خلال دفع المستخدمين لتوثيق حساباتهم في ظل رسوم التوثيق التي أقرها ماسك لتوثيق الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي والتي كانت تتم في الماضي بشكل مجاني.
وأرجع ماسك ذلك إلى الاستخدام المفرض للذكاء الاصطناعي، الشركات التي تستخدم كميات كبيرة من البيانات لتدريب نماذج لغة الذكاء الاصطناعي، و"تقريبًا كل شركة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، من الشركات الناشئة إلى بعض أكبر الشركات على وجه الأرض، كانت تستخرج كميات هائلة من البيانات"، ويجد أنه من المحبط أن يضطر فريقه إلى إحضار عدد كبير من الخوادم بشكل عاجل عبر الإنترنت فقط لتلبية الطلبات المفرطة لبعض الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تبحث عن تقييمات شائنة.
وكان أعلن إيلون ماسك، مالك شركة تويتر، منذ أيام أن موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قد وضع حدا مؤقتا لعدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين قراءتها في اليوم.
وقال ماسك في تغريدة على حسابه بتويتر، إن الحسابات التي لم يتم التحقق منها غير موثقة يمكنها قراءة ما يصل إلى 600 منشور في اليوم.
وأضاف أن الحسابات التي تم التحقق موثقة بعلامة زرقاء تم رفع الحد الأقصى لها ويمكنها الوصول إلى 6000 منشور في اليوم، في حين أن الحسابات الحديثة التي لم يتم التحقق منها يمكنها فقط مشاهدة 300 منشور في اليوم.
وشهد يوم الجمعة الماضي، إخبار أولئك الذين يحاولون الوصول إلى تويتر أنه يتعين عليهم تسجيل الدخول لعرض المحتوى. وقال ماسك إن هذه الخطوة "إجراء طارئ مؤقت".
وزعم أن منصة التواصل الاجتماعي كانت "تتعرض لنهب البيانات لدرجة أنها تقلل مستوى الخدمة المقدمة للمستخدمين العاديين". وبحسب موقع داوندتيكتور Downdetector، الذي يتتبع حالات انقطاع الإنترنت، فقد أبلغ 5126 شخصا في بريطانيا عن مشاكل في الوصول إلى المنصة وفي الولايات المتحدة، أبلغ ما يقرب من 7461 شخصا عن حدوث خلل في نفس الوقت تقريبا.
من جانبه قال أحمد علي البنداري، متخصص في مجال التسويق الرقمي، إن إعلان منصة التواصل الإجتماعي "تويتر"، تقييد عدد التدوينات المسموح بقراءتها يستهدف خفض كمية البيانات المتداولة من أطراف غير معروفة وعلى رأسها الشركات المقدمة لنماذج الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أحمد علي، في تصريحات لـ "الفجر"، أن موقف "إيلون ماسك" الرافض لعملية انتشار النماذج المطورة لتقنيات الذكاء الإصطناعي وقي مقدمتها خدمة ChatGPT يعتبر أبرز الأسباب وراء ذلك، لافتًا إلى أن تلك التعديلات تمثل تغيير جذري لسياسة منصة التدوينات الأولى عالميا، وهو ماي صاحبه إعادة هيكلة لهوية "تويتر".
وأوضح البنداري، أن قرار تقييد قراءة عدد التدوينات اليومي يخالف تماما توجهات الشركات المنافسة التي ستحاول استغلال الموقف لمصلحتها، موضحا أنه في الوقت الذي يعاني فيه "تويتر" من تداعيات قراره، أعلن تطبيق "إنستجرام" التابع لشركة "ميتا"، عن إطلاق منصته Threads قبل نهاية الأسبوع الجاري، فيما شهدت منصة Mastodon الألمانية 110 آلاف خلال يوم واحد وكذلك منصة بلوسكاي.
ولفت البنداري، إلى أن تلك التطبيقات ستحاول الاستفادة، من غضب مستخدمي تويتر بعد القرار الأخير، خاصة مع توجه جزء منهم إلى تجربة منصات منافسة، مضيفا إلى أن مراكز صنع القرار بتلك التطبيقات، بدأت في العمل على إضافة مزايا مبتكرة عن "تويتر"، لمنحها قيمة تنافسية لجذب المستخدمين، مع تحسين جودة عملها، وتطوير الخصائص الموجودة لديها.
واستشهد البنداري، بإجراءات "إيلون ماسك" تجاه سياسات تويتر" في تأثيرها على هويتها، بما في ذلك، وقف إمكانية الاطلاع على التدوينات دون تسجيل الدخول وتحديد هوية المستخدم، فضلا عن حصر برنامج TweetDeck، على أصحاب الحسابات الموثقة المدفوعة، علاوة على شكاوي المستخدمين المتوالية من فقد القدرة على استخدام العديد من المزايا الفرعية بالمنصة.
وأكد أن منهجية عمل أغلب منصات التواصل، تعتمد على إتاحة خدمة مستقرة وموثوقة دون تقييد الاستخدام، أو فرض نماذج تصفح معينة على المستخدمين، غير مستبعدا أن يؤدي ذلك إلى استمرار تراجع جودة خوارزميات المنصة وتقنياتها، بالإضافة إلى زيادة عدد الأعطال الفنية بما يتسبب في هجرة المنصة والخروج منها بلا رجعة.