"لا يجوز".. أزهريون يحسمون الجدل حول مقترح "الحج عبر الميتافيرس"
حالة من الغضب أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تصدرت تصريحات الإعلامية لميس الحديدي التريند خلال الساعات الماضية، وطرحت فيها فكرة الحج عبر تقنية ميتافيرس، ما أثار استياء الجمهور وانهالت موجة من الغضب عليها وعلى البرنامج.
علاقة الإخوان بتصريحات لميس الحديدي
علقت لميس الحديدي على هذه الاتهامات، ونشرت فيديو الحلقة كاملًا، قائلة: "لمن يريد أن يعرف الحقيقة حول هوجة الحج بالميتافيرس. هذا هو الفيديو الحقيقى والكامل.. مش القص واللزق اللي الإخوان طلعوه"، متابعة عبر موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، "أما اللي عاوزين يزيطوا بقى ويصدقوا أي حاجة دون تيقن فنتركهم لجهلهم".
لميس الحديدي ومناسك الحج
وظهر في الفيديو الذي نشرته لميس الحديدي من حلقة السبت الموافق 24 يونيو، من برنامجها “كلمة أخيرة”، حقيقة الأمر، حيث استضافت لميس في هذه الحلقة الدكتور أسامة رسلان مشرف وحدة اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر، في فقرة خصصت عن مناسك الحج قبيل وقفة عرفات وفلسفة الفريضة وكثير من الأسئلة المجتمعية.
وتحدثت الإعلامية لميس الحديدي في بداية الفقرة أن الأجيال الجديدة من الشباب تطرح تساؤلات مختلفة عن الأجيال السابقة، قائلة: "الفرائض في الإسلام من المسلمات والتسليم بها ركن ركين، ولكن بعض الأجيال الجديدة من المراهقين والشباب تطرح تساؤلات كثيرة".
الحج عن طريق الميتافيرس
وفي ذات السياق طرحت الإعلامية لميس الحديدي سؤالها للدكتور رسلان كالآتي: " لو أحد الأطفال سأل والده أو والدته في أحد مناسك الحج وأخبره والده بضرورة عدم مناقشة المناسك وتفاصيلها وهذا قد لايعجب الطفل فمثلًا لو طفل سأل والده لماذا لا نؤدي فريضة الحج "أون لاين" أو بتقنية الميتافيرس، وهي أسئلة يطرحها الجيل الجديد الصغار منهم فكيف يجب أن يكون رد والديه؟!.
ورد الدكتور أسامة رسلان على ذلك قائلًا: "لا بد أن تكون الإجابة ممنطقة ونحن لا نمانع من الرد على اية أسئلة غير تقليدية حتى وإن بدت أنها خارج النص لاننا ببساطة عاوزين عقول بتفكر".
وأردف: "الإنسان مكون من روح وبدن وعقل وهدف الإسلام بالأساس الروح تسمو والبدن يهدأ ويستقر والعقل يفكر ويتدبر وبالتالي يتأكد أن هناك حكمة من وراء ذلك التشريع والإسلام بني على خمسة أركان وهي معروفة وأن المرتبة الخامسة كان الحج لمن استطاع إليه سبيلًا، وأوضح أنه حتى ترتيب الأركان ليس عشوائيًا لأن الأركان بطبيعتها تحتاج لجهد إما بدني أو عقلي".
وقال الدكتور رسلان: "ربنا رتب الأركان بالترتيب بما يتماشى مع معايير الروح والبدن والتدبر وجعل الحج في آخر الأركان لأنه مرتبة كبيرة تأتي بعد ترقية الإنسان نفسه واحدة واحدة مع عبور الإيمان للقلب حتى يتوافر شرط الاستطاعة البدنية والمالية والتسليم بفرضية هذه الشريعة، متابعًا "نحن مأمورون أن نؤدي فريضة الحج كما أخذنا المناسك عن رسول الله والعبادات في الإسلام مرتبطة بموعد وأيام معدودات ومخالفة ذلك يدخل في باب "النسيء".
أعظم أركان الإسلام
في هذا الصدد قال الشيخ إبراهيم رضا "ان ما حدث في البرنامج هو خاطئ فالحج من أعظم أركان الإسلام بمعني قصد بيت الله الحرام لأداء المناسك".
وفي تصريحات خاصة للفجر قال الدكتور في الأزهر الشريف، إنه ما حدث لا ينبغي أن يظهر بهذا الشكل الإعلامي في هذه الفكرة لا تخطر على بال شخص يقدر قيمة الحج فهو أحد أركان الإسلام الخمس ومن أهم الأركان.
وفي ذات السياق قال الشيخ يجوز للابن أو الابنة القيام بعمل عمره بدلا من والده أو والدته المتوفين.
الحج لا يجوز إذا أنتقص منه ركن
يقول الدكتور محمد السعيد عطالله، "الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو المفروض في السنة التاسعة الهجرية بنص القرآن الكريم: { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } [ آل عمران: 97 ]، وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: ( أيها الناس، إن الله عز وجل قد فرض عليكم الحج فحجوا )".
وفي تصريحات خاصة للفجر يضيف الدكتور في الازهر الشريف "و الحج شرعًا هو قصد بيت الله المحرم والمشاعر المقدسة لأداء المناسك في شهر ذي الحجة، وأكثر عدد أيامه ستة أيام، بدءا بيوم التروية اليوم الثامن من ذى الحجة إلى يوم الثالث عشر آخر أيام التشريق، وفي يوم التروية يدخل الحاج في نية الإحرام متمتعا أو قارنا أو مفردا من مواقيت الحج المحددة، ثم يدخل مكة بطواف القدوم، ثم ينصرف إلى منى مستعدًا لعرفة، وفي اليوم التاسع يتوجه إلى عرفة للوقوف، ثم يفيض من عرفة بعد الغروب إلى المزدلفة للمبيت، وفي اليوم العاشر يتوجه إلى منى ليرمي جمرة العقبة الكبرى ويذبح الهدي ويحلق الشعر أو يقصر، ثم يذهب إلى مكة لطواف الإفاضة والسعي، ثم يعود إلى منى لقضاء أيام التشريق يرمي فيها الجمرات الثلاثة، ثم يرجع إلى مكة لطواف الوداع لينتهي من جميع أعمال مناسك الحج".
الحج عن بعد لا يصح
و اضاف محمد السعيد "إذن فالحج لا يصح عن بعد، ولا يصح في أماكن غير التي حج فيها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ( خذوا عني مناسككم )، فهو العبادة الوحيدة التى لا تصح إلا في أماكن المناسك والمشاعر المقدسة “ منى، وعرفة، ومزدلفة، وبيت الله الحرام ” وهي الأماكن الوحيدة على وجه الأرض التى أُمِرَ الناس أن يشدوا إليها الرحال وأن تهفو القلوب نحوها من كافة بقاع الأرض لأداء الحج حتى قيام الساعة، وفي سبيلها أن يبذل النفس والمال والجهد والغربة عن الأهل والأموال والأوطان، فالحق سبحانه يقول في القرآن المجيد: { وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } [ الحج: 27 – 28 ]"، متابعًا ويتوجهون إلى مكة وأراضها المقدسة بالعناء والمشاق حبا غبرا شعثا، وهذه دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )
( سورة إبراهيم 37 )".
وأختتم الدكتور عطالله حديثه، "و أما شد الرحال إلى غير مكة مكرمة لأداء مناسك الحج فإنه من الأمور المحرمة قطعا، والتاريخ يثبت فشل وهلاك الذين حاولوا محاكاة الكعبة والمناسك في بعض البلدان، وعلى هذا فإن ادعاء إمكانية الحج خارج الأراضي المقدسة، أو عبر شبكات الإنترنت ( أون لاين ) أمر فيه ما فيه من الاستفزاز والاعتداء على الثوابت الدينية وهدمها في النفوس، وفيه محاربة لتعظيم الشعائر ( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) ( سورة الحج 32 )، بل إن المجامع الفقهية والهيئات الدينية الرسمية والمؤسسات الإفتائية في قراراتهم صنع مجسم للكعبة لتعليم الطواف وحذروا أشد التحذير من فتنة انتهاك قداسة المشاعر الدينية. والمقصود أنه تصح الصلاة في كل مكان طاهر، ويصح الصيام في أي مكان، وهكذا سائر العبادات إلا الحج فإنه لن يقبل إلا في أراضي مكة المقدسة وفي أيامه المعلومات".