ساكو من لندن: تمسّكوا بإيمانكم وأخلاقكم وجذوركم

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


"تمسّكوا بإيمانكم وأخلاقكم وبروابط العائلة المتينة والرّصينة بصبر وتفاهم وصلاة"، هذا ما دعا إليه بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو المؤمنين المشاركين في القدّاس الاحتفاليّ للرّعيّة الكلدانيّة في كنيسة العائلة المقدّسة في لندن، عاونه فيه المطران باسيليوس يلدو وراعي الإرساليّة الكلدانيّة في إنكلترا الأب أندراوس توما، بحضور الكهنة اللّاتين.
خلال القدّاس، بارك ساكو أعضاء أخويّة مار يوسف ورسم عددًا من الشّمامسة الرّسائليّين وأيضًا 4 من الشّمامسة الإنجيليّين.
وفي كلمته قال سكو حسب موقع البطريركيّة الرّسميّ: "زيارتنا  قربت من النّهاية، أشكركم من صميم  قلبي على استقبالكم ومحبّتكم الّتي لمستنا.. كنّا فرحين وفخورين بكم، تهاني الحارّة  للشّمامسة والشّمّاسات الّذين اقتبلوا الرّسامات. أتمنّى لهم خدمة مثمرة واحتفالات ليتورجيّة منظّمة ومتناغمة. لقد قمنا بزيارة القيادات الكنسيّة العليا الكاثوليكيّة والأنكليكانيّة والتقينا عددًا من مسؤولي الحكومة البريطانيّة، وقد وعدونا بالدّعم والتّضامن. شكرًا لهم. وشكرًا للسّيّد جون فوكس من منظّمة فيس Face الّذي نظّم الزّيارة مع الأب أندراوس توما راعي الإرساليّة الكلدانيّة في المملكة المتّحدة.
إلتفّوا حول كاهنكم واعملوا كفريق واحد بطيبة من خلال الحوار الهادئ لخير كنيستكم.. لاسيّما ونحن نعيش في الكنيسة الكاثوليكيّة أجواء السّينوداليّة.. أيّ أن نسير معًا ونعمل معًا وليس منفصلين. لا تنسوا جذوركم الكنسيّة والوطنيّة والقوميّة. تمسّكوا بإيمانكم وأخلاقكم وبروابط العائلة المتينة والرّصينة بصبر وتفاهم وصلاة… إنسان من دون جذور، إنسان بلا تاريخ.. أتمنّى أن تزوروا بلدكم الأمّ وقراكم  وتدعموا إخوتكم الباقين على أرض الأجداد. شجّعوهم وارفعوا معنويّاتهم.. إذا شاء الله هذه السّنة أو السّنة القادمة نراكم في العراق.
أعود إلى إنجيل اليوم قصّة لعازر الفقير والغنيّ الأحمق (إنجيل لوقا 12/ 16 -21) الغنى بركة لنتمتّع به ونعيش بكرامة، لكن أيضًا لنشرك فيه إخوتنا المحتاجين والمشاريع الخيريّة، لا يجب أن تغدو ثروتنا صنمًا كما فعل الغنيّ بكلّ أنانيّة، ولا يجب أن نعتقد أنّ فيها مستقبلنا. مستقبلنا هو بيد الله. الله سوف يديننا على محبّتنا وخدمتنا وعطائنا.. ثمّة أغنياء جشعين وبخلاء وثمّة أيضًا أغنياء أسخياء وبديعين. المهمّ أنّ القريب– الإنسان المحتاج هو طريقنا إلى الله وإلى الأبديّة.. إذ بمحبّتنا وخدمتنا بحماسة نبقى أحياء في ذاكرة الله وذاكرة الّذين أحببناهم وساعدناهم حتّى وإن مات جسدنا.
وصيّتي لكم أن تتمسّكوا بإيمانكم وأخلاقكم وجذوركم.. خذوا من هذا البلد الجميل ما هو جميل وإيجابيّ وأهملوا السّلبيّ والإباحيّ. وربّوا أولادكم على هذه الرّوحيّة. وسوف نصلّي من أجلكم وأنتم أيضًا صلّوا من أجل السّلام والاستقرار في العراق."
وكان البطريرك ساكو قد زار صباح الأحد دار الأساقفة الكاثوليك في كامبريدج، حيث كانت له محاضرة عن الوضع العامّ في العراق وعن أهمّيّة الانفتاح والتّعايش الأخويّ، حضرها بعض الأساقفة والكهنة من الكاثوليك والأنكليكان فضلًا عن عدد من الطّلّاب. ثمّ اطّلع ساكو على أقسام الكلّيّة الملكيّة والكابيلا في كامبدريج.