في عيد الاضحى.. شباب قبطي: نستخدم مشروعاتنا لتقديم رسالة حب إلى اخواننا المسلمين
يتبارى الشباب القبطي في ابتكار أشكال تقديم المحبة لأقرانهم وأشقائهم المسلمين، ويتجلى ذلك في مواسم الأعياد، وهو ما رأيناه في رمزي ناصر، وأبانوب صبحي، شابان قبطيان، لكل منهما مشروعه الخاص، وحاول كل من منهما أن يستخدمه في تقديم رسالة محبة وسلام لأخوانه المسلمين، لا سيما في فترة الأعياد.
رمزي ناصر، 33 عامًا، يملك مصنعا لعمل الهدايا والمشغولات الخشبية، حاصل على بكالريوس التجارة، قال إنه بدأ مشروعه الخاص كهواية يمارسها داخل الكنيسة، حيث كان يصنع المنتجات الخشبية من صور وبراويز وماشابه والتي كانت تستخدم كهدايا لاطفال ومخدومي التربية الكنسية بين الحين والأخر، إلا أنه منذ 2019 عقد النية أن يتسكمل استثماره لمواهب الله الممنوحة له بعمل مشروعا من شأنه يقدم دعما اقتصاديا له وللأخرين، وهو التوجه الذي تسعى إليه كافة البلدان التي تسعى للتقدم.
وأشار ناصر في تصريخ خاص إلى أنه يستغل حلول شهر رمضان المبارك أو عيد الفطر المبارك، أو عيد الأضحى المبارك، أو عاشوراء أو أي مناسبة من هذه المناسبات التي لها قيمة كبرى في نفوس المصريين، ويقوم بعمل بعض المشغولات الخشبية التي تتناسب مع الفترة فمثلا له أن يصنع فانوس صغير ليهادي به محبيه وجيرانه وأصدقاؤه المسلمين أو المتزوجين حديثا، أو يصنع ميداليات في هيئة خروف ويوزعها على المارة أو أطفال الشارع أو زملاء العمل كهدية تذكارية وتعبير عن محبته لهم ما يبعث السرور في نفوس الأفراد.
وأوضح «ناصر» أن الله يكافئ أعمال المحبة، فكثيرا ما كان يزرق بطلبيات من شركات ومحال تجارية بمجرد أن يروا الهدايا التي قام بإهداءها لأفراد آخرين، وذلك بمحض الصدفة فالذين يتواصلون معه لطلب الطلابيات لا يعرفهم ولا يعرفونه ولكنه بالطبع رزقا من الله الذي نؤمن جميعا بأن الله محبة، ولذلك يعوض اجر المحبة كل خير.
كما أشار «ناصر» إلى أنه يستهدف دمج العنصرين الحركي والميكانيكي لمشغولاته في الفترة المقبلة، على أن يتم السماح للمستخدم بتجميع المنتج، وهو أمر يتم استيراده من الخارج، لذا يحلم أن يكون منتجا مصريا خالصا.
أبانوب صبحي، الشاب الثلاثيني، والحاصل على بكالوريوس النظم والمعلومات، قال إنه بدأ مشروعه باكتشاف ذويه منذ صغره، وجود ميل بفك وتركيب المشغولات والألعاب، واهتمامه الفائق بألعاب الباذل والميكانو، وتطور الأمر حتى افتتح مشروعه الذي يهتم بالمصنوعات والمشغولات اليدوية.
وأوضح أنه بدا مشروعه في 2012 حيث اعتمدت مبدئيا على إنتاج مشغولات ومصنوعات يدوية تعتمد على استخدام الأخشاب والجلود والاكليريك، ثم قام باستخدام ماكينة الليزر، التي ساعدته في عمل بعض الأفكار البسيطة، مثل المقلمة والميدالية والمسطرة وصناديق الهدايا، وكذلك البورتريهات، التي تباع الآن في المعارض والمكتبات، ثم تطور الأمر لعمل هدايا الشركات والجهات المختلفة والتي توزع على الموظفين والعاملين بها.
وأكد «صبحي» أنه فكر في استثمار موهبته في إسعاد إخوانه وأشقائه المسلمين في مناسباتهم، كدليل عملي على المحبة وذلك عملا بقول الإنجيل "يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق!"(1 يوم 3:18)، لذا بدأ الأمر بإعداد مجموعة من ميداليات فانوس رمضان لتوزيعها على الأصدقاء، وهو ما أضفى حالة من البهجة والسرور، ثم قام بعمل صناديق هدايا في شكل خروف لتهدى إليهم في عيد الأضحى المبارك.
أوضح أن هناك أمرين كان في قمة السرور بسببهما، الأول هو ردة فعل إخوانه المسلمين الذين بدؤوا بشراء عدد كبير من المنتجات الخاصة بالأعياد بأسعار في متناول أياديهم ليهدوها هم الآخرون إلى ذويهم متباهين بأنهم من صنع «ابانوب صاحبنا»، والأمر الثاني هو أن المنتج المصري أثبت جدارته أمام اكتساح عدد من المنتجات الصينية، موضحا أنه خلال الفترة الراهنة يفكر جديا في أفكار جديدة تخدم العنصر السياحي لتهدى للسياح ترحيبا بهم في مصر، وقام بعمل أمور يقيس بها ردة الفعل التي كان لها أصداء ايجابية.