دعاء النبي الجامع ليوم عرفة.. اللهم إني أَسْأَلُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافيةَ في دِينِي ودُنْيَايَ

دعاء النبي الجامع ليوم عرفة هو دعاء خاص يقوله الحجاج في وقفة عرفات، وهو من أشهر الأدعية التي يتلى في هذا اليوم المبارك. وقد روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه توسل إلى الله بهذا الدعاء في يوم عرفة، فأصبح من الأدعية المأثورة في السنة النبوية.

يتضمن دعاء النبي الجامع ليوم عرفة عدة أبواب وفقرات، ويتكون من تسعة عشر جزءًا، ويبدأ بالحمد لله وينتهي بالطواف. ويتضمن هذا الدعاء توحيد الله، والتوسل إليه، والاستغفار، والدعاء للأمة الإسلامية، والتضرع إلى الله بالمغفرة والرحمة والعافية في الدنيا والآخرة.

ومن أبرز ما يتضمنه هذا الدعاء:

باب الحمد: يبدأ الدعاء بالحمد لله والشكر له على نعمته وإحسانه، ويذكر فيه أن الحمد لله وحده ولا شريك له.

باب الاستغفار: يليه باب الاستغفار، حيث يطلب الحجاج من الله المغفرة والعفو عن الذنوب والخطايا، ويذكرون فيه أن الله هو الغفور الرحيم.

باب الدعاء للأمة الإسلامية: يدعو الحجاج في هذا الباب للأمة الإسلامية بالرحمة والرفعة والتمكين، ويذكرون أن الله هو الملك والرزاق والمعطي.

باب التوبة: يليه باب التوبة، حيث يتضرع الحجاج إلى الله بالتوبة والاستغفار، ويذكرون أن الله هو التواب الرحيم.

باب الدعاء بالمغفرة والرحمة: يدعو الحجاج في هذا الباب إلى الله بالمغفرة والرحمة والعفو في الدنيا والآخرة، ويذكرون أن الله هو الرحمن الرحيم.

باب التوحيد: يختتم الدعاء بباب التوحيد، حيث يتضمن تصديق الحجاج بوحدانية الله وأنه لا إله إلا هو، وأن محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله.

دعاء الرسول يوم عرفة وفضله في السنة

• اللهم إني أَسْأَلُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافيةَ في دِينِي ودُنْيَايَ، وأهلي ومالي، اللهم اسْتُرْ عَوْراتِي وآمِنْ رَوْعاتِي، اللهم احْفَظْنِي من بينِ يَدَيَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعَظَمَتِكَ أن أُغْتالَ من تحتي.
• وجاء أيضًا في دعاء يوم عرفة: “اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، وأبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ، وأعترفُ بِذنوبي، فاغفِر لي ذنوبي إنَّهُ لا يَغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ”.
• ومن الأدعية التي يمكن للمسلم أن يرددها في يوم عرفة: “اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا”.

تأثير دعاء يوم عرفة في حياة المسلم

تأثير دعاء يوم عرفة في حياة المسلم يكمن في قوة الاتصال المباشر بالله وتقرب النفس إليه. إن الدعاء في هذا اليوم المبارك يعزز الثقة والتفاؤل في حياة المسلم، ويمنحه السكينة والطمأنينة. بفضل الدعاء، يشعر المسلم بالقرب من الله، ويتقرب من رضاه ومحبته. إن تأثير دعاء يوم عرفة يمتد أيضًا لحياته اليومية، حيث يعزز الصبر والصلاح والتوازن النفسي، ويساعد في تحقيق السعادة والسلام الداخلي.

*أحاديث صحيحة في فضل يوم عرفة والوقوف بعرفات* 

١- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النارِ، من يومِ عرفةَ. وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ. فيقول: ما أراد هؤلاءِ ؟ ).
صحيح مسلم ( 1348).
٢- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إنَّ اللهَ تعالى يُباهِي ملائِكتَهُ عشِيَّةَ عرَفةَ بأهلِ عرَفةَ، يقولُ: انظُروا إلى عبادِي، أتوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ).
[صحيح الجامع (1868)].
٣- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، والشاهدُ يومُ الجُمُعةِ، وما طَلَعَتِ الشمسُ ولا غَرَبَتْ، على يومٍ أفضلَ منه، فيه ساعةٌ لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ يَدْعُو اللهَ بخيرٍ إلا استجاب اللهُ له، ولا يستعيذُ من شرٍّ إلا أعاذه اللهُ منه).
[ صحيح الجامع برقم (8201)].
٤- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( صومُ يومِ عرفَةَ يُكفِّرُ سنتيْنِ، ماضِيةٍ ومُستقبَلةٍ، وصومُ عاشوراءَ يُكفِّرُ سنةً ماضِيةً ).
صحيح الجامع(3806).
٥- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنَّبِيُّونَ من قَبْلِي: لا إله إلا اللهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ، وله الحَمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ).
[مشكاة المصابيح(2598-7)].
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( أفضلُ ما قُلْتُ أنا والنَّبيونَ عشيةَ عرفةَ: لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ).
[السلسلة الصحيحة (1503)].
كثرة العتق من النار في يوم عرفة
٦- قال النبي صلى الله عليه وسلم: 
( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ) 
رواه مسلم في الصحيح.
٧- قالت عائشة رضي الله عنها:
( ما من السنة يوم أصومه أحب إليَّ من أن أصوم يوم عرفة )
[صحيح مسند ابن الجعد (٥١٢)].
٨- أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة؛ ففي "الصحيحين" عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آيةٌ في كتابكم تقرءونها، لو علينا معشرَ اليهود نزلتْ لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أيُّ آيه؟. قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). [المائدة: 3]
قال عمر: قد عرفنا ذلك اليومَ، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم جمعة.
أخرجه البخاري (ح 45).
٩- أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم.
فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد وصححه الألباني"
فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق !
١٠- وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: (والشفع والوتر). [الفجر: 3]
قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك.
١١- قال ابن رجب:
"ويوم عرفة هو يوم العتق من النار ؛ فيعتقُ اللهُ من النار مَن وقف بعرفة، *ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين*".