خبير بالشأن الأمريكي: تمرد "فاجنر" يمثل شرخا في منظومة "بوتين" (خاص)
على مدار اليومين الماضيين، سلطت وكالات الأنباء العالمية الضوء على أزمة جديدة داخل كهف الدب الروسي، وذلك مع الوضع في الاعتبار عدم الانتهاء من الأزمة الأوكرانية.
فبعد أن كانت قوات "فاجنر" أحد أصابع بوتين وأحد كروته، فتمردت تلك القوات وقائدهم ليصبحوا محط أنظار العالم على مدار الأيام الماضية
شروخا في منظومة بوتين
وفي هذا السياق، علق الدكتور عاطف عبد الجواد المحاضر الدولي بجامعة جورج واشنطن والمحلل السياسي والخبير بالشؤون الأمريكية على قصة تمرد "فاجنر"، قائلا في تصريحات خاصة ل "الفجر":" التمرد المسلح الذي وقع في روسيا من جانب مرتزقة فاجنر يمثل شروخا في منظومة بوتين الحكومية وقبضته على الحكم".
وأضاف: "هذه الشروخ وهذا التمرد جاءا نتيجة مباشرة للحرب في أوكرانيا، وبينما سوف ينشغل الرئيس بوتين بإعادة ترتيب البيت الروسي سيعطي هذا الانشغال فرصة سانحة للأوكرانيين لشن هجومهم المضاد ضد القوات الروسية إذا تلقوا الأسلحة اللازمة لانتزاع أراضيهم من أيدي القوات الروسية. هذا على الجانب العسكري".
فرصة دبلوماسية
وتابع "عبد الجواد":"من الجانب الدبلوماسي يخلق هذا التمرد فرصة للحلول الدبلوماسية والتي رفضها بوتين حتى الآن، والسبب في وجود هذه الفرصة الآن هو أن بوتين سوف يدرك على ما يؤمل أن الحرب في أوكرانيا تهدد الآن بحرب اهلية في روسيا وأن القوات الروسية التي ظلت مشغولة بغزو كييف أصبحت الآن مشغولة بالدفاع عن موسكو نفسها، إذن سيكون من أفضل مصالح بوتين وقف الحرب الاوكرانية دبلوماسيا تحاشيا لحرب أهلية داخلية روسية وحماية لحكم بوتين".
وأستطرد في تصريحاته الخاصة: "وهناك عامل آخر، فحقيقة الاتفاق بين بوتين وقائد فاجنر والذي أدي إلى تراجع فاجنر عن زحفها نحو موسكو على بعد مائتي ميل من العاصمة الروسية يعني أن بوتين مستعد تحت تهديد القوة أن يرضخ لحلول وسط، أي أن بوتين سيكون مستعدا لحلول وسط لوقف الحرب في أوكرانيا إذا أدرك أن القوة لا تعمل لصالحه، وقد أشار بوتين إلى أن التمرد يهدد بنشوب حرب أهلية في روسيا مثلما حدث في العام ١٩١٧ مما أسفر عن نشوب الثورة البولشفية كما أن التمرد يهدد بسفك الدماء الروسية وتفكيك أواصر الدولة الروسية وهذا كله ناجم عن استمرار الحرب الاوكرانية".
وأختتم "عبد الجواد" تصريحاته، قائلا: "من المؤكد أن فاجنر لم تكن ستنجح في النهاية في غزو موسكو بل كانت ستلقى الهزيمة بسبب كماشة من القوات الشيشانية جنوبا وقوات الحرس الرئاسي شمالا ولكن هذه الهزيمة لم تكن ستعني إلا انفصاما في أوصال الدولة الروسية وسفكا للدماء، وأخيرا فإن هذه الشروخ في المنظومة سيكون لها أثر سلبي على تحالفات بوتين الدولية إذ سيدرك العالم أن التحالف مع بوتين هو كالماء في قبضة اليد".