السعودية.. كم بلغ عدد الحجاج علي مدار 54 عامًا؟
خرجت وكالة الأنباء السعودية "واس" تكشف عدد حجاج بيت الله الحرام أثناء موسم الحج وذلك علي مدار 54 عاما، وكيف تطور الحج علي مدار تلك الفترة بالإضافة إلي التوسعات التي تمت في الحرم.
الحج في الإسلام
للحج عند المسلمين منذ بزوغ فجر الإسلام وإضاءته مشارق الأرض ومغاربها، مكانة عالية، غرسها الله عز وجل في أفئدتهم، فكانت أعناقهم – ولا تزال –تشرئب لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام الْخَمسة، الذي أوجبَه الله - سبحانه وتعالى – على المستطيع من عباده في قوله – جلَّ شأنُه - -: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).
وأصبح المسلمون يتقاطرون من شتى بقاع الأرض على اختلاف أجناسهم وتعدد ألوانهم واختلاف قبائلهم وأنسابهم؛ تلبيةً لنداء ربهم، والذي أذن به إبراهيم عليه السلام، فجاءت قوافل المؤمنين من كل فج عميق ليطوفوا بالبيت العتيق، قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأنا لإبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرَ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلَّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأنْعَامَ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِير).
تطور وسائل النقل علي مدار 54 عامًا
يقول الدكتور فواز بن علي الدهاس، مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة سابقًا، كانت وسائل المواصلات بدائية وبطيئة، فهم يتكبدون أنواع الصعاب في السفر من أقاصي الدنيا إلى بيت الله الحرام تحت ظلال الشراع البدائي في البحر، أو على ظهور الإبل في البر، والبعض يطلق العنان لقدميه ولم تكن هذه الرحلة ميسرة، فهي محفوفة بالمخاطر والمغامرات فالطرق المؤدية للحجاز بدائية ووعورتها تنهك وسائلهم البدائية.
و أضاف الدكتور فواز بن علي، كانت الرحلة إلى مكة المكرمة مجازفة غير مأمونة العواقب وكانت مشاهد وداع الحجاج لذويهم تحمل في داخلها ملامح فقدان الأمل في نجاح هذه الرحلة، ولا سيما أنها رحلة تمتد لعدة أشهر عبر طرق وعرة المسالك محفوفة بمثل هذه المخاطر.
شمس الحاضر في عهد الدولة السعودية، حيث تبدل الحال بأحسن حال وأصبحت فكرة الحج إلى بيت الله الحرام أمرًا ميسرًا، وعمّ الأمن والأمان بلاد الحرمين، وتطورت وسائل النقل البدائية عامًا بعد عام وصولًا إلى الوقت الحالي، حيث أصبح الطيران الوسيلة الأسرع التي تنقل الحجاج من أقاصي الدنيا إلى مكة المكرمة في غضون سويعات، أما الطريق البحري فأصبحت البواخر المعاصرة المجهزة بأحدث وسائل الراحة تمخر عباب المحيطات والبحار ناقلة حجاجها إلى ميناء جدة الإسلامي بأعداد كبيرة دون عناء أو نصب.
الطرق البرية فأصبحت الحافلات المكيفة والمزودة بالخدمات هي الوسيلة الحديثة لنقل الحجاج عبر طرق سريعة مرصوفة ومحطات للاستراحات والتزود بالوقود والمواد الغذائية.
ويتكامل قطار المشاعر المقدسة مع بقية خدمات منظومة النقل والخدمات اللوجستية التي تقدمها المملكة لضيوف البيت الحرام، عبر منظومة خدمية متكاملة تجسّد اهتمام المملكة بتسهيل حركة تدفق الحجاج وتفويجهم بكل يسر وسهولة وفق أعلى معايير الجودة والتنقل الآمن، ويهدف إلى التخفيف من الازدحام المروري، وسهولة التنقل بطريقة آمنة وسريعة.
وجاء قطار الحرمين السريع الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
أعداد زوار بيت الله الحرام علي مدار 54 عامًا
وبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء، فقد بلغ إجمالي عدد الحجاج منذ بدأت الهيئة عملية الإحصاء في العام 1390هـ تحت مسمى "مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات"، حتى العام الماضي 1443هـ، أكثر من (99 مليون حاج).
وأن رؤية السعودية 2030 في أحد أهدافها على استقبال أكثر 30 مليون معتمر في العام 2030.