محلل: الأطراف الخارجية تحاول إفشال مساعي الحل بليبيا

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب: إنه في إطار التطورات المتسارعة في ليبيا والمتعلقة بإجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري، استعرض موقع فرنسي الوضع السياسي في ليبيا والانتخابات المتوقعة في البلاد، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يريد استقرارًا في البلاد، على حساب الشعب الليبي.

حيث قال الموقع، في تقريره إنه من أجل ضمان "الاستقرار"، فإن المجتمع الدولي يؤيد تقاسم السلطة بين النخب، متجاهلًا تطلعات الشعب بإجراء انتخابات نزيهة وعادلة.

وتابع الخطاب، أن هذا ما يؤكده الواقع في البلاد اليوم عبر دعم المبعوث الأممي للدعم إلى ليبيا عبدالله باتيلي لحكومة منتهية الولاية، وهو ما ظهر في إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن حول ليبيا.

حيث رأى عضو لجنة 6+6 المشتركة، عن مجلس النواب ميلود الأسود، أن ما حدث في مجلس الأمن هو دفاع واضح من قبل المبعوث الأممي عبد الله باتيلي ومندوب ليبيا الطاهر السني عن حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية.

وأكد أن باتيلي لن يقدم أي حل للمشهد الحاصل، وهو عاجز عن فعل أي شيء منذ تعيينه مبعوثًا أمميًا إلى ليبيا وأصبح يقوم بإدارة الأزمة وليس حلها، كما أن لقاء السفير والمبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند برئيس حكومة الوحدة الوطنية يأتي لإشراف حكومة الوحدة الوطنية على الانتخابات.

ويرى الخطاب، أن مناقشة نورلاند القضايا المتعلقة بالإعداد لإجراء الانتخابات مع حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية يعني رفضًا ضمنيًا لمساعي مجلسي النواب والدولة لتشكيل حكومة جديدة تشرف على الانتخابات.

وأشار إلى أن الحكومة منتهية الشرعية تعاني من أزمات بسبب المال العام، في حين يعيش الشعب الليبي في حالة صعبة ويعاني من نقص المواد الأساسية وانقطاع متكرر للماء والكهرباء، فإلى جانب تقارير ديوان المحاسبة والمصرف المركزي في ليبيا، كشفت قوائم وزارة التعليم العالي بحكومة الوحدة الليبية بإيفاد 1895 طالبًا للدراسة في الخارج خلال العام الجاري 2023 عن أزمة، لما احتوته من أسماء لأقارب المسؤولين وأطفال ومسنين وغيرهم من غير المتفوقين الذين لا يستحقون الإيفاد للدراسة في الخارج.

فيما أكد عمران القيب، وزير التعليم العالي بحكومة الوحدة منتهية الشرعية، أن هذه القوائم رُشحت من قبل الحكومة وأرسلت إلى الوزارة عبر وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وأن هذه القوائم لم تكن أبدًا من ترشيح الوزارة.

وأكد الخطاب، أن هذا دليل إضافي على ما أفاد به الموقع الفرنسي بأن المجتمع الدولي والمقصود به الولايات المتحدة ودول الغرب يتجاهل مطالب الشعب بل يمارس دورًا هامًا في معاناته، مشيرا إلى أنه في سنة 2021؛ بعد أن سمحت وساطة الأمم المتحدة في ملتقى الحوار الوطني في جنيف بتشكيل حكومة موحدة في فبراير لأول مرة منذ 2014، أُعلن عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر، إلا أنه وبسبب الخلافات المستمرة بين الأطراف الرئيسية في النزاع على أساس دستوري والقوانين الانتخابية لم يتم إجراء الإنتخابات في موعدها.

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد تخلت عن دورها كوسيط تاركةً الأمر لقادة البرلمانات الليبية المتنافسة، وبالتالي فهي ضمنت فشل العملية الإنتخابية السابقة.

وأشار إلى أن المشهد يتكرر اليوم مع وجود مبعوث أممي جديد يطبق رأي الغرب في ليبيا كما هو مخطط لها.