الخناق يشتد.. هل بدأت رحلة هروب الإخوان من تركيا؟
اشتد الخناق حول عنق جماعة الإخوان الإرهابية، ودخلت الجماعة الإرهابية مرحلة المطاردة والبحث عن ملاذات جديدة آمنة خارج المنطقة، خاصًة بعد التوجه التركي نحو ترحيل عناصرها وقياداتها ورفض أنقرة منحهم الجنسية التركية، وطردها لعناصر ارهابية ولم تسلك تركية وحدها هذا المسلك فقد تم توقيف مصري يحمل الجنسية التركية في الكويت لإدانته بجرائم إرهابية في مصر.
الإخوان ما زالوا في تركيا
قال الخبير في شؤون الجماعات الارهابية ماهر فرغلي، "إن جماعة الإخوان الإرهابية ما زالت في تركيا ويبلغ عدد الجماعة نحو 7000 عنصر وكان لديهم 13 غرفة في آخر انتخابات رئاسية حدثت في تركيا ولا يستطيع أردوغان أن يتخلى عنهم".
وفي تصريحات خاصة للفجر أوضح فرغلي "أن أردوغان لا ينوي تسليم أيًا من الإخوان المصريين الموجودين في تركيا لأنهم يحملون الجنسية التركية، وبالتالي أصبحوا من المواطنين الأتراك وفيما يتعلق بمنع المصري التركي من دخول الكويت فهذا الأمر حدث داخل أرض دولة الكويت وليس داخل تركيا حيث أن تركيا ما زالت تساند الإخوان على خلفية العلاقات الوطيدة بينهم آخر 10 سنوات".
وتابع ماهر فرغلي "أما عن رفض إعطاء الجنسية لـ 100 شخص داخل تركيا فربما لأسباب أمنية تراها الحكومة التركية وربما يكون الـ 100 عنصر المرفوضين ليسوا من جماعة الإخوان حيث يقيم في تركيا العديد من الجنسيات من مختلف أنحاء العالم من بينهم تنظيم القاعدة والإخوان الفارين من دول أخرى غير مصر أما عن رفض جنسية وجدي غنيم فلأنه يكفر بشكل صريح وعلى الملأ".
دائرة الإخوان تضيق تدريجيًا
أكد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة عمرو فاروق، "أن جماعة الإخوان تشهد حالة من التضييق والملاحقة على المستوى الإقليمي والعربي، أو على مستوى موطنها في عمق الدول الأوروبية الكبرى، من خلال وضع قياداتها على قوائم المتابعة والمراقبة، أو غلق عدد من المؤسسات التي تتخذها ستارا لممارسة أنشطتها".
وفي تصريحات خاصة للفجر أشار فاروق، إلى أن عملية المقاربة بين القاهرة وأنقرة، وضعت الجماعة وقياداتها في مأزق شديد في ظل القرارات والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات التركية، فضلًا عن توقيف عدد من قياداتها في الداخل الكويتي مؤخرًا، وتسليم بعضهم إلى السلطات المصرية في يوليو 2019، فيما عرف حينها بـ "الخلية المصرية".
وفي ذات السياق نوه الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، إلى أن التشديد الحالي على المستوى الإقليمي والدولي، دفع الجماعة لاستثمار علاقتها في دول البلقان، ونقل قواعدها التنظيمية وبعض اسثتماراتها إلى عمق دول أوروبا الشرقية، لا سيما في ظل تمتعها بعلاقات قوية على مستوى الحكومي والشعبي خاصة في "البوسنة والهرسك"، منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في بداية تسعينات القرن الماضي، وتربع القيادي الإخواني على عزت بيجوفيتش برئاسة المجلس الرئاسي البوسني.
كما أوضح فاروق، "أن التنتظيم الدولي سيلعب دورًا هامًا في احتواء الأزمة الحالية التي تعصف بجماعة الإخوان وقياداتها عقب رفع الغطاء السياسي والمالي عن المشروع الإخواني من قبل أنقرة والدوحة، وصياغة التفاهمات بينهما وبين كل من الدولة المصرية والمملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة، وإعادة تشكيل المصالح السياسية بعيدًا عن دائرة توظيف جماعات الإسلام السياسي، بعد ما كانت رقمًا مهمًا في معادلة السلطة السياسية".
وفي النهاية قال عمرو فاروق، "إن أزمة رفع الغطاء السياسي والمالي عن جماعة الإخوان، بجانب الانقسامات التنظيمية الداخلية، من شأنها تهديد مستقبل الجماعة وتعثر مشروعها على أكثر من مستوى خلال السنوات المقبلة، في ظل ارتباكها فكريًا وتخبطها تنظيميًا، ورفضها شعبيًا، وسقوطها سياسيًا".
جماعة الإخوان تعيش أزمات طاحنة
قال طارق البشبيشى، الخبير فى شئون الجماعات الإرهابية، "إن جماعة الإخوان الإرهابية الموجودة في تركيا تعيش أزمات طاحنة خلال الفترة الحالية وقد ازدادت الضغوطات على الإخوان من تركيا ودول أوروبا حيث أصبح العالم متيقن من الخطر الإرهابي الذي تسببه الجماعة للعالم".
و في تصريحات خاصة للفجر أوضح الخبير في شؤون الجماعات الارهابية، أن الدول الغربية تعمل على تحجيم أنشطة الجماعة الإرهابية فى دول الغرب، مشيرًا لأن الفترة المقبلة ستكون شديدة على الجماعة الإرهابية في تركيا والعالم، حيث وصلت مراحل انهيارها إلى تونس والمغرب والجزائر والسودان وموريتانيا".