رائحة المخدر امتزجت بـ" غاز التكييف"| كيف عُثر على 3 شباب اختفوا في ظروف غامضة؟.. التعفن كلمة السر
مؤشرات الوقت كانت تشير إلى الثالثة فجر اليوم الاثنين، الهدوء يطبق على أروقة القسم المطل على كورنيش النيل، شمال محافظة الجيزة، والكل بصدد التقاط الأنفاس بعد رحلة بحث كُللت بضبط 3 متهمين بقتل سائق توك توك لسرقته لكن أحلامهم تحولت سرابًا.
داخل غرفة النوبتجية وقف رجل يطلب مقابلة مأمور القسم، للإبلاغ عن تغيب ابنه وصديقه في ظروف غامضة قبل أن تتصل به ابنته.. "إلحق يا بابا العربية في الجراج وطالع منها ريحة وحشة".
سرعان ما انتقلت قوة أمنية من قسم شرطة الوراق إلى محل البلاغ وبفتح السيارة -محكمة الغلق- عُثر بداخلها على جثامين شابين يبلغان من العمر (19، 18 سنة) وفتاة قاصر عمرها 17 سنة تربطها علاقة صداقة بالشابين.
حالة من الذهول والصدمة انتابت الجميع منذ انطلاق رحلات البحث عن الصديقين قبل أن يعثروا عليهما جثتان هامدتان داخل السيارة بجوارهما تذاكر مخدر الأيس القاتل.
توجيهات سريعة من قبل اللواء محمد الشرقاوي مدير مباحث الجيزة، بفحص مسرح الواقعة فحصًا دقيقًا في حضور ضباط البحث الجنائي ومفتش الصحة وممثل لإدارة الأدلة الجنائية تحت مظلة قطاع الأمن العام.
فور وصوله، عمد العقيد مجدي موسى مفتش مباحث فرقة الوراق وأوسيم إلى معاينة مداخل ومخارج الجراج بتفريغ كاميرات المراقبة ورصد حركة الدخول والخروج فجاءت المفاجأة بأن الثلاثة دلفوا معًا إلى السيارة ولم يغادروا مرفأ السيارات منذ ذلك الحين.
انتقل صباط المباحث إلى الخطوة التالية بمعاينة وضعية الجثامين الثلاثة وآثار مخدر الموت. تلاحظ للضباط عمل وحدة التكييف الخاصة بالسيارة وانبعاث أول أكسيد الكربون.
"كونسلتو" أمني رفيع المستوى ضم مفتش الفرقة ووكيله الرائد باسم أبو الدهب بمشاركة الرائد محمد حربي معاون أول مباحث الوراق عكفوا على فك طلاسم القضية والإجابة عن التساؤل الأبرز "ماذا حدث داخل السيارة؟".
جهود البحث والتحري أزاحت الستار عن أسرار تلك الليلة. مكث الشابان والقاصر داخل السيارة وعمدوا إلى تشغيل التكيف مع غلق الأبواب بإحكام وانهمكوا في تعاطي المخدرات.
لم يفطن الشبان الثلاثة إلى معادلة كيميائية بالدرجة الأولى وهي تفاعل عادم السيارة مع آثار التكييف ليطبق أول أكسيد الكربون على الأجواء بالداخل ووفاتهم إثر حالة اختناق وهبوط حادة في الدورة الدموية.
مع شروق شمس صباح الاثنين نقلت سيارات الإسعاف الجثامين الثلاثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف الطب الشرعي للتشريح وإعداد تقرير واف لعرضه على النيابة العامة للتصريح بالدفن وأخطر اللواء هشام أبو النصر مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.