خبراء يكشفون لـ "الفجر" أسباب انقلاب حسام الغمري على الإخوان
خلافات جديدة تعود للواجهة داخل أروقة التنظيم الدولي للإخوان، حيث كشف الإعلامي الإخواني الهارب حسام الغمري أساليب جماعة الإخوان الإرهابية في الخارج وفضح ألاعيبهم على الرغم من وجوده في جعبتهم طوال السنوات الماضية، عقب إزاحتهم من الحكم بثورة 30 يونيو 2013، والعمل في قنواتهم، حيث بدأ الغمري في نشر سلسلة من التغريدات والفيديوهات التي تؤكد حقيقة عمل الجماعة الارهابية في الخارج وما ألحقته بالشباب البرئ من أضرار جسيمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما كشف الغمري زيف الجماعة وحقيقتها التي تختبئ بها خلف قناع التقوى والدين، حيث أكد أن الإخوان لا يقبلون أي نقد، وسيثبت لمن لديه ذرة عقل مدى ازدواجية الفكر الإخواني وخطأ التموضع الذي كان سببًا في صعوبات ما زالت تعاني منها الأوطان حتى اليوم.
المصلحة تحكم ليسوا إخوان وليسوا مسلمين
وفي أحد الفيديوهات التي ينشرها الغمري على قناة على YouTube قال إن جميع تصرفات جماعة الإخوان الإرهاببة، لها تبرير لديهم كما ألهمهم حسن البنا الذي لطالما امتدح الملك فاروق في مقالاته ووصف عرشه بالمقدس حين كان يتلقى منه دعمًا ماليًا حتى كبرت دعوته ولاحت قوته فخانه وانقلب عليه، إضافة إلى كتابته مقاله الشهير "ليسوا إخوان وليسوا مسلمين" التي تبرأ فيها من التنظيم الخاص الذي أسسه كي ينجو برأسه بعد اغتيال النقراشي ولم يهتم أو يُفكر في صدمة الشباب الذين صدقوه وآمنوا بفكرته.
ما وراء هجوم الغمري على الإخوان؟
وقال الخبير في حركات الإسلام السياسي إسلام الكتاتني "إن الإعلامي الهارب حسام الغمري من أوائل الناس التي خرجت من مصر أثناء الثورة مع أيمن نور وغيره، فهو كاتب ومخرج شبه معروف في الوسط الفني والإعلامي، كما أنه يمتلك ثقافة واسعة ومميزة فضلا عن كونه رئيس تحرير وكان محتك مباشر بالإخوان".
وأوضح الخبير السياسي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن حسام الغمري كان من مروجي حركة 11/11 التي كان ينوي الإخوان القيام بها وعندما فشلت هذه الحركة قامت السلطات التركية بإلقاء القبض على حسام الغمري وأوقفت محمد ناصر وغيره، خاصة أن تركيا تعمل في الوقت الحالي على تحسين العلاقة مع مصر وكان من أهم الملفات المطروحة ملف الإخوان وبعدها لجأ حسام الغمري لأحد الدول الأوروبية للإقامة بها.
كما أكد الكتاتني على الشكل العقلاني الذي يتحدث به الغمري خاصة وأنه يقنع المستمعين بما يقوله لأنه كان عضو قريب جدا من الجماعة ومن المحتمل أن يكون سبب قيامه بهذه الفيديوهات عبر قناته على تطبيق YouTube، هو بغرض التخفيف عن ابنه وأخيه المحبوسين في مصر، أو يكون نتيجة الأزمة التي مر بها أثناء حبسه في تركيا ولم يقف أحد بجانبه مما يؤكد استراتيجية الإخوان في العمل من أجل المصلحة الشخصية لا المصلحة العامة.
أزمة سياسية
وقال الخبير في شؤون الحركات الاسلامية أحمد زغلول "تشهد الجماعة أزمة سياسية استمرت 10 سنوات ولم تشهد مثلها من قبل في 1954 أو 1965، وما يفعله حسام الغمري أمر طبيعي وغير جديد على الجماعة خاصة وهناك انقسام مستمر ومازال حزب محمود حسين ما زالت ضد القيادة ولديها مصادر تمويل قطاعات كبيرة من الجماعة متحكمة فيها، بالاضافة لوجود ازمة ادارية وتنظيمية".
وقال الخبير في الحركات الاسلامية في تصريحات خاصة لـ "الفجر": "هناك مشاكل شخصية كثيرة داخل الجماعة وهناك أزمة اندماج بطبيعة الشعب التركي لا يقبل الأشخاص من الجنسيات المختلفه وبقايا رواسب الشخصية من أزمات الشباب الإخوان قبل الهروب مع سوء إدارة الحياة اليوم، مما يجعلهم في حيرة تضطرهم للبحث والقراءة النقدية في تاريخ الجماعة وحاضرها وتظهر في صورة أفكار مناهضة واعتراضات معلنة على أفكار الجماعة وركائزها التى كانت أحد التبوهات المثالية، فلطالما أشاعت الجماعة أنها منظمة ومتعاونه فيما بينها".
وأضاف زغلول "كل فترة وأخرى تظهر أصوات كثيرة ضد الجماعة وأفكارها فليست المرة الأولى التى يثور فيها فرد ضد الجماعة وعمليًا حسام الغمري ليس الأول فيما فعل لكن هناك الكثير على مدار تاريخ الجماعة".
الإخوان يلجأون للالحاد
أكد الهارب حسام الغمري، أن الإخوان يعتقدون أنهم وحدهم الذين يعملون إعادة مملكة السماء ومن أجل ذلك يحق لهم فعل كل ما يحلو لهم وهذا جزء من المصيبة، حيث إن أفكارهم وأساليبهم في الخارج أدت إلى انتشار الإلحاد بين شبابهم في تركيا، موضحًا، أن الجماعة الإرهابية وأنصارها ولجانها الإلكترونية، لم يستوعبوا أن رجلًا عاش على مقربة منهم كشف زيف فكرتهم وضلال عقيدتهم.
وأشار الغمري إلى أن أفكار الجماعة الإرهابية خطر على الإسلام بسبب ضلال مسؤوليهم، إذ يهربون كالعادة بإلقاء تهم التخوين والتشكيك واغتيال الشخصيات معنويًا دون رد مقنع.
وعن اتباع البنا قال الغمري "إن أتباع البنا يقولون في تباهي أن فكرته تنتشر الآن في 72 دولة كدليل على نفعها وبركتها، مؤكدًا أن هذا منطق أوهن من بيوت العنكبوت، مؤكدًا أن منذ تأسيس الجماعة مرت بـ90 عامًا من الخيبات وليس من نشر الأفكار كما يدعي الإخوان وأنصار البنا".