كلمة أبو الغيط في الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للاجتماع الوزاري بين الدول العربية ودول جزر الباسيفيك
ألقى السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة في الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للاجتماع الوزاري بين الدول العربية ودول جزر الباسيفيك.
وتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، بخالص الشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على استضافة أعمال هذا الاجتماع الهام، ولوزارة الخارجية بالمملكة على حسن التنظيم والإعداد الجيد له، حيث يُعقد اليوم هذا الاجتماع في دورته الثانية بعد مرور 13 عامًا على انعقاد الاجتماع الأول بين الدول العربية ودول جزر الباسيفيك عام 2010 في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال أبو الغيط: "نجتمع اليوم بصفتنا مجموعتين لدول تعكس مصالح وتطلعات شعوب اقليمين مختلفين، وهما المنطقة العربية ومنطقة الباسيفيك، وبالرغم من التباعد الجغرافي بين المنطقتين إلا أننا بوسعنا خلق أرضية مشتركة ونقاط التقاء بين مصالحنا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وغيرها من المجالات الهامة للجانبين".
تدرك جامعة الدول العربية باهتمام تطلعات ومخاوف دولكم الموقرة، ولقد قطعتم آلاف الأميال من منطقتكم صوب منطقتنا، وهذا إنما يعكس حرصكم على تقريب وجهات النظر إزاء القضايا المختلفة وتشارك الطموحات نحو مستقبل أفضل لدولنا وشعوبنا. ونود أن نؤكد أن الجانب العربي مستعد للتعاون معكم في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، والتي من بينها قضايا تغير المناخ، والاستجابة للأوبئة، والأمن البحري، وحماية البيئة، والأمن الصحي.
السيدات والسادة، إن كلًا من المنطقتين العربية والباسيفيكية تحتل مكانة جيوإستراتيجية هامة في ظل النظام الدولي الحالي، الأمر الذي يدعونا إلى التكاتف ودعم التعاون جنوب/ جنوب من أجل التعبير عن الإرادة الحرة والمستقلة لدولنا وشعوبنا.
وهنا أود أن أؤكد على أهمية الدعم المتبادل بين الدول العربية ودول جزر الباسيفيك في المواضيع المطروحة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، فيما يتعلق بالقضايا العادلة للطرفين، وكذلك الدعم المتبادل للترشيحات للمناصب في المنظمات الدولية.
ونحن مستعدون لأن نسمع من جانبكم المزيد حول قضاياكم، واسمحوا لي في هذا الإطار أن أطلعكم على آخر التطورات والمستجدات على الساحة العربية.
السيدات والسادة، تقع القضية الفلسطينية على رأس أجندة الدبلوماسية العربية، وستواصل الدول العربية حمل لواء الدفاع عن هذه القضية في مختلف المحافل الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، ونتطلع في هذا الإطار إلى تفهم دولكم الموقرة لهذا المسعى العربي ودعمنا فيه في الأمم المتحدة وهنا أدعوكم للاستماع إلى أبعاد المشهد الراهن في فلسطين والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، من أخي معالي الوزير رياض المالكي وزير الخارجية وشؤون المغتربين بدولة فلسطين.
ولازالت جامعة الدول العربية تعمل جاهدة من أجل التوصل إلى حلول سياسية للأزمات العربية الراهنة بما يحفظ مقدراتها ووحدتها الترابية وسلامة مؤسساتها الوطنية. كما سنواصل العمل من أجل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، على غرار المنطقة الخالية (راراتونجا) في منطقة جنوب الباسيفيك.
وعلى الصعيد التنموي، فإن الدول العربية تضع مسألة التنمية المستدامة على رأس أولياتها في الوقت الراهن، وسنعمل على التنسيق مع دول جزر الباسيفيك، خاصة في إطار الرؤى والمبادرات التنموية العربية، والتي من بينها رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
السيد الرئيس، الحضور الكريم، نتطلع إلى أن يسهم اجتماعنا اليوم في وضع حجر أساس للتعاون العربي الباسيفيكي في إطار مؤسسي يضمن الاستدامة والتطور لهذا التعاون، من خلال العمل على ابرام وثيقة تؤسس لمنتدى تعاون عربي باسيفيكي في مختلف المجالات يتضمن آليات واضحة ذات دورية انعقاد تضمن عقد لقاءات منتظمة للمسؤولين من الجانبين.
وختاما، أجدّد شكري وتقديري لحكومة المملكة العربية السعودية، ووزارة الخارجية تحت قيادة سمو الأمير فيصل بن فرحان على استضافة هذا الاجتماع، متمنيًا لأعماله النجاح والتوفيق.