من رحم المعاناة يولد الأمل.. خبراء يحللون قصة تفوق منة الله عماد في الإعدادية
الطالبة منة الله عماد، حصلت على المركز الأول مكرر بالشهادة الإعدادية في كفر الشيخ، بعد حصولها على مجموع 279.5 درجة من 280 درجة رغم ظروفها المادية، ورغم ترك والدها للبيت منذ أكثر من 6 أعوام بلا سؤال أو مصاريف.
وقالت منة الله عماد إبراهيم، “إنها كانت طالبة بمدرسة الحامول الرسمية للغات، وأنها مرت بظروف عائلية قاسية وصعبة في حياتها، بعد عودتها من السعودية، بعد أ عاشت في المملكة مع أسرتها لمدة 10 سنوات”.
وبعد عودتها حدث خلاف بين والديها أدى للانفصال، وبرغم أنهم يعيشون بمنزل إلا أنه لا يحتوي على أثاث، ومكتبها الذي تذاكر عليه عبارة عن جردل بلاستيك وتجلس على البلاط.
كما أن والدتها كانت بمثابة الأم والأب معا، وساندتها وشجعتها لتحقيق المستحيل والنجاح بتفوق، وهي تتمنى أن تجتهد خلال المرحلة الثانوية، لتكون من بين أوائل الثانوية العامة، لتلتحق بكلية الطب، وتكون طبيبة جلدية، ومثلها الأعلى الدكتور هاني الناظر، ورضا والدتها عليها هو سر تفوقها.
وقالت والدتها، إنها تريد العالم كله أن يعرف قصة ابنتها التي ظلت لسنوات تذاكر على جردل بلاستيكي، إلا أنها بسبب عزيمتها تفوقت وحققت المستحيل، فبعد حياة الرغد بالمملكة العربية السعودية، والخلافات العائلية، والانفصال، تحولت الحياة من الرغد لحياة بمسكن لا يوجد به مقومات النجاح، لتثبت للجميع، أنها لم تيأس وتفوقت على نفسها.
وصلت قصة الطالبة المتفوقه منة الله التي عاشت المزيد من الألم إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقرر تبني الطالبة في كل مراحل التعليم القادمة حتى تتخرج من الجامعة.
تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلنت الأكاديمية الوطنية للتدريب ومؤسسة حياة كريمة في بيان مشترك بينهم عن تبنيهم الطالبة المتفوقة منة الله عماد، وتقديم كافة أوجه الدعم اللازمة للطالبة المتفوقة في كافة مراحلها التعليمية القادمة حتى تخرجها من الجامعة.
"تكمن العظمة الحقيقة في القدرة على تحمل المكاره"، هكذا بدأ الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية حديثه، فالطالبة منة الله التي قام والدها بتطليق والدتها وترك ابنته تذاكر على الجردل والبلاط، استطاعت أن تتحمل وتستغل طاقتها الداخلية وتجربتها القاسية في جعلها دافع للنجاح والتغلب على الصعوبات وأتثبتت لنفسها أنها قادرة أن تضيئ شمعة في الظلام خير من لعنه.
وتابع الدكتور وليد في تصريح خاص لـ "بوابة الفجر"، أن الطالبة منه قامت بتتويج صبر والدتها وجهادها ضد الظلم الذي تعرضت له من الأب الذي نزع من داخله الأبوه، وانتصرت لوالدتها المكافحة الصبورة وانتصرت هي أيضًا لإصرارها وعزيمتها في حصولها على المركز الأول في الشهادة الإعدادية.
وأكمل، أن الإنسان منذ بدء الخليقة لديه القدرة على التكيف مع كل الصعوبات التي يواجهها، فهذا التكيف ظهر في الطالبة المتفوقه منة الله، فهي تكيفت مع الظروف العصية وقسوة المعيشة وتفوقت بجدارة.
واختمم الدكتور وليد هندي، أن منه لله هي قصة كفاح جميلة، يجب أن تكون أيقونة للشباب.
وقالت الأستاذة منى شطا عضو مجلس إدارة نقابة الإجتماعيين، النجاح في الحياة ليس صعبًا ولكنه ممكن إذا توافرت لدى الإنسان الإرادة والضمير، فباب النجاح مفتوح للجميع والكل يستطيع أن يعبر بوابة النجاح وذلك يحدث فى أصعب الظروف التى يمر بها الانسان وهذا ما حدث مع منة فقد نجحت في ظل ظروف قاسية.
وأكدت شطا في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن من أهم العوامل التى ساعدتها هي الرغبة في الوصول إلى أعلى درجات النجاح وكانت رغم الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية القاسية، لديها الثقة بالنفس والإيمان بأنها قادرة على الكفاح والنجاح وهذا هو العامل الثالث ثم يأتى الالتزام الذي دفعها للاستمرار مما يقودها للإنجاز والوصول للنجاح وما تتمتع به منة من مرونة.