كريم شعبان يكتب : المحبوسون في قفص اللا إنسانية.."غضوا أبصارهم وأطلقوا أفواههم" وانتفضوا لشوية "مياه"

مقالات الرأي



بالأمس القريب، فقط تحرك ضمير كثير من الإعلاميين، والنشطاء السياسيين الذين ماتت ضمائرهم ، ولم تتحرك رغم مشاهد القتل في فض اعتصامات جماعة الإخوان المحظورة، فمشهد شلالات المياه، وسحل متظاهرى مجلس الشورى، والقائهم فى صحراء طره، أفاق مؤقتًا ضمير الإنسان المصري، الميت لتحزبه وتعصبه لفئة دون أخري.

وبالأمس تلقى الضمير المصري الانتعاشة الثانية، لكي يستيقظ من غفلة تأييد أعمى، بحسن نية، لا يصح إلا في قرون الماضي السحيق، حيث الأحكام العرفية، ودول اللا قانون، فكانت مشاهد الضحكات والصمود لفتيات المحظورة الـ14 داخل محكمة الإسكندرية بعد حكم الـ11 عام ، له واقع السحر على من تبقى في قلوبهم ذرة من الإنسانية، فالتهم الموجه إليهم تكشف مدى ما وصل إليه الضمير المصري من فقدان الوعى.

الفتيات تحدين الأحكام الجائرة المبنية على قضايا ملفقة بضحكة بسيطة، هزمت لذة الانتصار، وصفعت كل من خرج بحسن نية لتأييد القوات المسلحة، صاحبة المكانة الغائرة في قلوب المصريين، فلم يتوقعوا يوماً أن تدور الدائرة عليهم، وتظن الداخلية أن تأييد الجيش هو تأييد لها، يسمح بتقمص دور حامى الحمى، يضرب ويسحل من يشاء حتى ولو كان ممن ساعد فى عودته بفضل خروجه فى 30 يونيو.

انتفضوا بالأمس نشطاء مؤيدين ومعارضين ، تعالت الأبواق، وتحدثت الأفواه، التى طالما طبلت لهم ، وتخلت الأيادي عن الأصفاد ، و هرول هذا وذاك لاعلان موقفه وأخذ كادر داخل المشهد بعبارات ادانة، اعتراضا على شلالات مياه، وسحل، على أساس أن ما كانت تفعله الداخلية فى متظاهرين سلميين من انصار مرسي، من باب حنية الأب على نجله .

جمدوا عضويتهم، اعلنوا النفير العام أحزاب وقوي مدنية، هددوا بوقف دستور الخمسين، أطلقوا أفواههم، طالبوا بوقف الممارسات القمعية، تظاهروا ، سلموا انفسهم للنيابة، وكل هذا للتصدى لما أطلقوا عليه بلطجة الداخلية، ولم يتذكروا ولو لحظة أن على الباغى تدور الدوائر، وأن من برر السحل والقتل ومشاهد الدماء، وأعلن شماتته، تدور عليه الدائرة، ويفعل فيه كما فعل فى أنصار مرسي ولو بعد حين.

وفى السابق، أعلنوا تبلدهم، وغضوا أبصارهم، كتبوا تأييداً للفض، هاجموا بسليط لسانهم، شوهوا، اتهموا النساء فى أعرضهن، طالبوا الشرطة بسحقهم ، لتعبيرهم عن أرائهم، ولم يكتفوا بذلك، حتى لم تسلم أماكن العبادة من شر تطاولهم، واليوم يدافعون عن حق التظاهر بسبب شوية مياه على متظاهري الشوري.