محلل: مستقبل الانتخابات الليبية فى خطر بسبب التدخلات الأجنبية
قال المحلل السياسى المهتم بالشأن الليبى عادل الخطاب: إنه مع تواصل الجهود المحلية فى ليبيا متمثلة بلجنة 6+6 المشتركة بين مجلسى النواب والدولة لإصدار قوانين الانتخابات، حذر المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، من جهود غير محددة، لتقويض العملية الانتخابية التى تخطط لها الأمم المتحدة.
وكان المبعوث الأممى إلى ليبيا عبدالله باثيلى قد طرح مبادرة أمام مجلس الأمن لإجراء الانتخابات فى البلاد هذا العام، دعمتها الإدارة الأمريكية وأصبحت تسوق لها على أنها الحل الوحيد للصراع الليبى، فى حين هدد باثيلى فى عدة مناسبات بتشكيل لجنة مستقلة خاصة لإقرار قوانين الإنتخابات فى حال فشل الحوار.
ومن جانبه كشف عضو مجلس الدولة الاستشارى بلقاسم قزيط، عن إمكانية عدم حضور عبد الله باثيلى لمراسم توقيع لجنة 6+6 بالأحرف الأولى على القوانين الانتخابية بالمغرب والذى سيحضره رئيسا المجلسين التشريعيين فى ليبيا عقيلة صالح وخالد المشرى.
وأضاف أنه "يبدو أن البعثة غير راضية على ما توصلت له لجنة 6+6 وتحاول إجهاض التوافق الذى تمّ التوصّل إليه".
وأشار إلى أن البعثة الأممية تتصرّف بشكل غامض وغير مفهوم بشأن مجريات الوضع السياسى فى البلاد، منوهًا إلى أن الدّعم الدولى للقوانين الانتخابية المتفق بشأنها فى غاية الأهمية.
وأكد أن الخلاف فى ليبيا ليس قانونيًا بل سياسى ولا معنى لعدم دعم مخرجات لجنة 6+6 بحجة انتظار حكم القضاء فى مسألة الطعون المقدّمة ضد التعديل الدستورى الثالث عشر.
وفى السياق، قال عضو مجلس النواب عبد المولى عبدالنبى إن البعثة الأممية فى ليبيا غير جدية فى إيجاد حل للأزمة وهذا ما تنتهجه من سياسة منذ 2016 ولو أرادت إجراء الانتخابات لفعلت هذا منذ زمن.
وأضاف بأنه يجب دعم مخرجات 6+6 لإجراء الانتخابات وإنهاء الأزمة الحاصلة وتحقيق أدنى حد من التوافق وهو ما فعلته اللجنة للمضى قدمًا.
وفى طور السياسة الأمريكية تجاه الملف الليبى ووقوفها خلف المبادرة الأممية، رأى المحلل السياسى عادل الخطاب، أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تضع استراتيجية سياسية واضحة تجاه الملف الليبى بعد حرب أوكرانيا ضمن ما يعرف بالاستراتيجية العشرية، والهدف الحقيقى هو وضع حد للتمدد وانتشار روسيا فى إفريقيا.
وأوضح أنه وفق الاستراتيجية الأمريكية الجديدة فإن إخراج فاغنر من ليبيا ووقف انتشارها فى دول إفريقيا سيتطلب حكومة منتخبة قوية مع توحيد المؤسسة العسكرية، إضافة إلى إنشاء قوة عسكرية مشتركة لتأمين وحماية الحدود الجنوبية التى تحد دول النيجر وتشاد والسودان.
وأكد أنه بالربط بين هذه الاستراتيجية للإدارة الأمريكية ومحاولات البعثة الأممية إفشال شبه التوافق الحاصل بين الأطراف السياسية فى ليبيا، يُمكن القول بأن الخطة الأمريكية تقضى بتشكيل حكومة منتخبة من قبل لجنة باثيلى الخاصة والتى ترضى عنها واشنطن بالطبع، وبالتالى إيصال شخصية أو شخصيات إلى الإنتخابات تحقق الرغبة والأجندة الأمريكية فى ليبيا.
يُشار إلى أن عين أمريكا ليست على ليبيا فقط وإنما على منطقة شمال إفريقيا برمتها، لما تمتاز به هذه المنطقة من ثقل استراتيجى.
كما أن أزمة الطاقة التى تأثر بها العالم بفعل الصراع الغربى الروسى، يجعلها من أشد المتكالبين على مصادر الطاقة ومن بينها ليبيا الغنية بالنفط والغاز، وبالتالى هذا ما يرسم سياستها المتسمة بالهيمنة والفرض بالقوة فى ليبيا وهو ما يعارض طموحات وآمال الشعب الليبى.