محلل سياسي: العلاقة بين مصر وموريتانيا ستشهد طفرة الفترة القادمة فى ملفات مختلفة

عربي ودولي

نورهان أبو الفتوح
نورهان أبو الفتوح - أرشيفية

في زيارة تحمل الكثير من المعاني والعديد من الرؤى المشتركة استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الموريتاني الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في أول قمة تجمعهما منذ تولي الرئيس الغزاني السلطة في عام 2019 ليحمل إلى موريتانيا سياسة خارجية جديدة قائمة على التعاون وتنويع العلاقات مع الجوار الإقليمي والعالمي.
وتعد هذه الزيارة محطة مهمة في تاريخ العلاقات المصرية الموريتانية حيث تلتقي مصر وموريتانيا في الدوائر الثلاث العربية والإسلامية والأفريقية وهي أولوية في السياسة الخارجية المصرية وهو ما تجلى في الانطلاقة التي شهدتها العلاقات المصرية الموريتانية منذ عام 2014.

مصر وموريتانيا يبحثان القضايا الإقليمية مشتركة
 

وتشترك مصر مع موريتانيا في عدد من الملفات وخاصة في ظل التغيرات التي تحيط بالمنطقة فضلا عن الأزمات المتلاحقة، ويأتى على رأس هذه القضايا الأزمة السودانية والأزمة الليبية وملف سد النهضة، والتى تم تناولها خلال القمة الرئاسية.

وقالت نورهان أبو الفتوح، مدير تحرير شؤون موريتانية، أن العلاقات الثنائية بين مصر وموريتانيا ستشهد طفرة خلال الفترة القادمة في عدد من الملفات المختلفة للانتقال إلى مرحلة أكثر تقدمًا وشمولًا من التعاون بين الدولتين.

وأوضحت أبو الفتوح، أن اجتماع الرئيس السيسي بنظيره الموريتانى تناول بحث الأزمة السودانية بين الجانبين والتأكيد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار بين الجانبين وتغليب صوت الحكمة، وعدم التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي السوداني.
وفيما يتعلق بقضية السد الإثيوبي جرى التوافق بشأن أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لتسوية القضية بما يحفظ حقوق ومصالح جميع الأطراف، حسب مدير تحرير مجلة شؤون موريتانية.
وبشأن القضية الليبية تم التأكيد على ضرورة خروج المرتزقة وعدم التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي الليبيين.

مصر وموريتانيا رؤى متقاربة

وتابعت:" بالإضافة إلى القضايا المشتركة تحمل أجندة البلدين مصر وموريتانيا رؤى مشتركة بشأن عدد من الملفات يأتي على رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الأمن الإقليمي والدولي حيث تعد كل من مصر وموريتانيا رائدتان كل في منطقته في هذا المجال حيث تتمتع مصر بتجربة متميزة  فى مجال مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمى والدولى بحشد جهود وطاقات كل الشركاء لدعم جهود القضاء على الفكر المتطرف الذى يهدد السلم والأمن الدوليين منذ عام  2013 من خلال الاستراتيجية المصرية لمكافحة الارهاب، وجاءت استضافة مصر لاجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب في مايو الماضي 2023 تتويجا للدور الكبير الذى تلعبه الدولة المصرية".
وأضافت أبو الفتوح: "كما تقوم موريتانيا بدور فعال في تعزيز الأمن الإقليمي في منطقة الساحل والصحراء ما يفعل الاستراتيجية الأمنية التي اعتمدتها البلاد والتي كانت مثالا يحتذى بفعل شموليتها لكونها راعت مختلف المجالات التي يمكن أن تقضي على الإرهاب والتطرف اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وعسكريا، وهو ما تجلى في المشاركات البارزة في المؤتمرات والأطر الدولية الخاصة بالأمن وكان أخرها استضافة العاصمة الموريتانية، نواكشوط في مايو الماضي 2023، المؤتمر الإقليمي حول التعاون عبر الحدود بين ليبيا والساحل، لمكافحة الإرهاب وجرائم الحدود والجريمة المنظمة بشكل فعال".


مصر وموريتانيا.. تعاون مشترك
 

وتحظى البلدين على فرص متعددة للتعاون في القطاعات المختلفة منها قطاعات الصيد البحري والزراعة والثروة الحيوانية وصناعة الدواء، حيث اتفق الجانبان خلال الزيارة الحالية للرئيس الغزواني ولوفد المرافق له على التعاون في مجالات البحث العلمي الزراعى واستنباط أصناف جديدة من التقاوى والبذور للمحاصيل الاستراتيجية المتحملة للجفاف والملوحة وكذلك التعاون في تطبيق الممارسات الزراعية الحديثة وحصاد مياه الأمطار فضلا عن التعاون في إنتاج وزراعة نخيل التمر ذات الجودة العالية.
فضلا عن التعاون المصري الموريتاني على الصعيد المالي والضريبي بينهما وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية التي استضافتها شرم الشيخ في يونيو 2022، وذلك لبحث آليات التعاون بين وزارتي المالية للدولتين، وتبادل الخبرات حول أدوات التمويل البديل، للعمل على سد الفجوة التمويلية، وكذلك تبادل الخبرات في مجال ميكنة المنظومتين الضريبية والجمركية، إضافة إلى إبرام اتفاق لمنع الازدواج الضريبي بين البلدين لتشجيع الاستثمارات.
ويعد التعاون في قطاع البنية التحتية أحد القطاعات الواعدة بين البلدين، حيث تم التوقيع في 21 يوليو 2022 على مذكرة تفاهم بشأن إنشاء خطين لقطار ترام في نواكشوط بطول نحو 45 كم، الأمر الذي يساهم في حل مشكلة النقل داخل العاصمة، وفي إطار التفاعل الثقافي والتعليمي بينهما فقد زادت مصر من أعداد الدارسين الموريتانيين بها إلى نحو 150 طالبًا خلال العام الدراسي 2022-2023.