محلل سياسي: أمريكا بصدد إرسال قوات إلى ليبيا
قال حسين المهداوي المحلل السياسي الليبي، إن أمريكا تضاعف اهتمامها بالدولة الليبية تدريجيًا، وذلك بعد أن تضائل نفوذها الإقليمي والدولي أمام روسيا والصين، الأمر الذي أخذته الإدارة الأمريكية على محمل الجدية، للحفاظ على مصالحها في ليبيا.
وأضاف "المهداوي" أن أمريكا بدأت تزيد من نفوذها في ليبيا، بعد قيام وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA)بزيارة طرابلس، ولقاء رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة أواخر العام الماضي، مضيفًا: "بعدها قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقديم للكونجرس إستراتيجية إدارته حيال ليبيا، وذلك ضمن ما أطلق عليها الخطة العشرية لتعزيز الاستقرار في مناطق الصراعات".
وأوضح أن هذه الاستراتيجية بمثابة خطة لضمّ ليبيا وفرض الوصاية عليها، لأن واشنطن سارعت بعدها للتدخل بالعملية السياسية من خلال دبلوماسييها، وفرض الأجندات وممارسة الضغط على الأطراف السياسية المتصارعة، في محاولة منها لتمرير أجنداتها على عملية التمهيد للانتخابات، بطريقة توصل شخصيات سياسية موالية لها إلى الحكم.
ونوه إلى أن هذه الاستراتيجية عززت من موقف حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، متسترة على ميليشياته المسلحة وعلى جرائمها، لضمان نفوذ لها على الأرض، ولكن سرعان ما تغير الأمر بعد أحداث مدينة الزاوية، التي أثبتت بأن الدبيبة غير قادر على التحكم بقادة الميليشيات المسلحة التابعة له.
وأكد أن هذا الأمر دفع بالساسة الأمريكيين لإيجاد حل بديل لضمان وجود نفوذ أمريكي عسكري على الأرض في ليبيا، وهو ما ترجمه تصريحات سيناتور أمريكي في مجلس الشيوخ الذي دعى لإرسال قوات إلى ليبيا، بحجة حماية السفارة الأمريكية في طرابلس.
وترأس السيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي "الكونجرس" عن الحزب الديموقراطي كريس مورفي جلسة استماع للسياسيتين باربارا ليف وجين بريور، وقام السيناتور الأمريكي الشاغل لمنصب رئيس لجنة الشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب الفرعية بلجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس بمناقشة طلب ميزانية السنة المالية 2024 للشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وعن إعادة فتح السفارة الأميركية في ليبيا، أشار المحلل السايسي الليبي، إلى أن "مورفي" عقب على ذلك قائلًا: "يتضمن طلب الميزانية طلبًا بزيادة 6.6% للحماية الأمنية وقوات حراسة محلية إضافية واستئناف محتمل للوجود الديبلوماسي في الداخل الليبي.. ومن الواضح أننا كنا نحاول أن نكمل من تونس أنشطتنا وجهودنا الديبلوماسية في ليبيا لكن يبدو أن الوقت قد حان لإعادة وجودنا هناك".
ونوه المحلل السياسي، إلى أن هناك إحتمالية كبيرة لوصول قوات عسكرية أمريكية إلى ليبيا لاستغلال الوضع المتعثر في البلاد، والسيطرة على الثروات النفطية الواقعة في يد قوات الجيش الوطني الليبي، المناوئ للحكومة في العاصمة طرابلس، مؤكدًا أن وجود قوات أمريكية على الأرض يصعّب من قدرة الساسة الليبيين على إيجاد حل توافقي وإجراء انتخابات رئاسية في البلاد، موضحًا أن هذه القوات تستطيع القيام بعمليات استفزازية، لإجبار الإدارة الأمريكية للدفع بشكل مباشر والتغول في ليبيا، بحجج متعددة، الأمر الذي من شأنه أن يفتك بجميع العمليات السياسية في البلاد.