الأمين العام للآثار: جامع الظاهر بيبرس هو ثالث أكبر جامع أثري بمصر
قال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن جامع الظاهر بيبرس البندقداري هو ثالث أكبر المساجد الأثرية في مصر من حسث المساحةً، بعد جامعي أحمد ابن طولون، والحاكم بأمر الله، حيث تبلغ مساحته ما يقرب من ثلاثة أفدنة.
جاء تصريح الأمين لعام أثناء كلمته في حفل افتتاح جامع الظاهر بيبرس اليوم الأحد والذي شهده، وزير الأوقاف وسفير كازاخستان، والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وعدد كبير من قيادات الوزارة.
الأمين العام للآثار: جامع الظاهر بيبرس هو ثالث أكبر جامع أثري بمصر
وعن مشروع الترميم أشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى أنه تم البدء في مشروع ترميم وإعمار جامع الظاهر بيبرس عام 2007م، ثم تعثر المشروع لعدة أسباب منذ عام 2011م، حتى استؤنفت الأعمال عام 2018، والتي تضمنت تخفيض منسوب المياه الجوفية، والانتهاء من كافة الأعمال الإنشائية، والترميم الدقيق والمعماري للجامع، وتطوير نظم الإضاءة والتأمين به، كما تم خلال أعمال الترميم اكتشاف صهريج مياه أسفل أرضية صحن الجامع. كما تم تطوير الخدمات المقدمة لزائري لتحسين تجربتهم السياحية أثناء الزيارة حيث تم وضع لوحات ارشادية وتعريفية بالجامع، وتوفير كافة سبل الإتاحة للسياحة الميسرة من ذوي الهمم حتى يتسنى لهم زيارة المسجد بكل سهولة ويسر.
تعرف على الجامع والمنشئ
والظاهر بيبرس البندقداري هو أحد وأهم حكام دولة المماليك البحرية، حيث يعتبر المؤسس الحقيقي لهذه الدولة، فضلًا عن ذلك فهو صاحب الحملات الشهيرة ضد الصليبيين والمغول، وهو الحائز على حب الجماهير وشهرة شعبية جارفة بين جموع الشعب المصري.
والسلطان الظاهر مشهور بعلامة خاصة وهي الفهد، والتي دائمًا ما توجد على منشآته المعمارية كي تشير إلى أنه صاحب المنشأة، إلا أنه لم يتبق لنا إلا القليل من آثار هذا السلطان، ومنها بقايا مدرسته في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وكذلك مسجده في قليوب، وقناطره الشهيرة في أبو المنجى، ثم مسجده الأكبر في القاهرة، بمنطقة الظاهر.
وأمر الظاهر بيبرس ببناء هذا الجامع في عام 665 هجرية 1277م، وكلف بالبناء اثنين من خواصه وهما المهندسان بهاء الدين بن حنا، وسنجر الشجاعي واختار هذا المكان تحديدًا حيث كان هو المكان الذي يلعب فيه الكرة، فأنشأ فيه المسجد وجعل باقي الميدان وقفًا على الجامع.
وكانت أولى محاولات ترميم هذا الجامع في العصر العثماني، حيث تعرض المسجد لإهمال من قبل الحكام التاليين للظاهر بيبرس عبر التاريخ، حتى جاء العثمانيون مصر، وصدرت وثيقة من الباب العالي بالبدء في ترميم المسجد عام 1018 هـ، وكان الفرمان يتضمن فقط ترميم رواق القبلة، وتم الترميم بالفعل.
ولما احتل الفرنسيون مصر كانوا وبال على الجامع، حيث ركّبوا فيه المدافع واتخذوه قلعة، وهدموا مئذنته وجعلوها قاعدة عسكرية وأطلقوا عليها اسم تشكوفسكي، وجعلوا مساكن ومبيت الجنود
أما في عصر محمد علي فقد تحول المسجد معسكر لطائفة التنكازية السنغالية، ثم إلى مصنع للصابون، وتم أيضًا نقل عدد كبير من أعمدة المسجد إلى الجامع الأزهر وأنشئ بها رواق الشراقوة الشهير، وذلك بسبب صراع بين الشيخ الشرقاوي وأحد الأئمة، فشرع في نقل الأعمدة من جامع الظاهر بيبرس إلى الجامع الأزهر لإنشاء الرواق الخاص به.
وأخيرا تحول إلى مذبح في عهد الاحتلال الإنجليزي عام 1882 م قاموا بتحويل الجامع إلى مذبح وذلك لإبعاد ذبح الحيوانات عن العمران وحتى الآن يطلق عليه أهالي المنطقة مذبح الإنجليز.
وفي عام 1893 اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية، حيث أزالت منه كل المباني المستحدثة، وذلك بعد أن كانت الحكومة المصرية وافقت على جعل مباني جامعة القاهرة في صحن المسجد، ثم أوقفت لجنة الآثار العربية هذا الإجراء وأزالت كل المباني المستحدثه منه، وفي الستينات صار الجامع عبارة عن ممر مؤدي لحديقة عامة كانت تخدم أهالي المنطقة.
والمسجد ذكره المقريزي، حيث تبلغ مساحته 12 ألف متر، وبقى منه الجدران الخارجية والتي يبلغ ارتفاعها 12 متر، وهي ذات طابع دفاعي حيث أن الظاهر بيبرس أراد أن يخلد انتصاراته على الصليبيين من خلال المسجد فأعطى الجدران شكل المباني الدفاعية، واستقدم الرخام والأخشاب من يافا والتي شهدت انتصاراته على الصليبيين، والباقي من ذلك الجدران الخارجية.
كذلك تبقى من الأجزاء الأصلية الشبابيك ذات الزخارف الجصية، ولا زال الكلام للدكتورة هند منصور- وخصيصًا الشبابيك الأعلى مستوى، وهى ذات زخارف نباتية من الجص بديعة التكوين والأشكال، المداخل التذكارية الثلاثة للمسجد أصلية باقية من تاريخ الإنشاء، وكذلك النصوص الكتابية عليها أصلية بما في ذلك النصوص التأسيسية، وجزء من رواق القبلة أصلي بحوائطه ودعاماته.