النيران التهمت " الكنز".. أسرار غرفة الـ25 مليون جنيه أسفل شركة رجل أعمال شهير بالمهندسين
مهمة عادية هكذا ظنها رجال الحماية المدنية بالجيزة لدى ورود إشارة عبر غرفة العمليات بتصاعد أدخنة كثيفة من عقار بحي المهندسين وسط الجيزة لكن بواطن الأمور كانت تخفي ما هو أقرب للخيال.
الفصل الأول من تلك القصة غير مكتملة الأركان كان بطولة مسؤول غرفة عمليات إدارة شرطة النجدة بتلقيه بلاغ باندلاع حريق داخل شركة "الـ" لحديد التسليح بشارع دمشق بنشوب حريق بالشركة، والعثور على مبالغ مالية مٌشتعلة بداخلها واكتشافهما سرقة مبالغ مالية من داخل غرفة مستغلة كخزينة بأحد الطوابق تحوى أكثر من 25 مليون جنيه إضافة لعملات أجنبية مختلفة.
فور ورود بلاغ دفع اللواء جابر بهاء مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة بسيارات الإطفاء بقيادة نائبه اللواء شريف بالتنسيق مع العميد أحمد جمال مفتش فرقة الوسط.
العقيد أحمد الدسوقي مأمور قسم العجوزة انتقل إلى محل البلاغ -تحديدا العقار رقم 34 شارع دمشق- وفرض كردونًا أمنيًا لتسهيل مهمة رجال الدفاع المدني والحفاظ على سلامة المارة وقاطني المنازل المجاورة.
المعاينة الأولية حملت مفاجأة بالكاد نطق بها قائد اطقم الإطفاء "يا فندم النار ولعت في الفلوس". الحريق التهم أوراق نقدية داخل شركة لحديد التسليح ملك رجل أعمال شهير.
المفاجآت لم تتوقف عند الأموال المشتعلة بل امتدت إلى اكتشاف غرفة زجاجية سرية تحوي مبالغ طائلة حالت سرعة وصول رجال الحماية المدنية دون احتراقها بالكامل وسط ذهول المشاركين في عملية الإخماد.
هدوء رجال الشرطة ومن قبلها أمانتهم أحكما قبضتهما على المشهد القريب من أحداث الأعمال السينمائية ليتوافد ضباط البحث الجنائي بقطاع الشمال برئاسة العميد هاني شعراوي وفرقة الوسط بقيادة العقيد مصطفى خليل ومشاركة ضباط وحدة مباحث العجوزة؛ لاكتشاف ماهية الغرفة السرية.
فريق بحث قاده المقدم حسام العباسي رئيس مباحث العجوزة توصلت جهوده إلى أن فرد أمن بالشركة وراء السرقة بعد فحص كاميرات المراقبة وتضييق الخناق عليه ومراجعة خطوط السير لكن ارتكابه خطأ ساذجا بتغييره موعد عمله والتواجد بالشركة ليلا بدلا من صباحا كان بداية كشف المستور.
عقب تقنين الإجراءات تمكن الرائدان أحمد فاروق ومصطفى حمزة من ضبطه وقرر أنه استغل علمه بوجود مبالغ مالية بالخزينة محل البلاغ عقد العزم على سرقتها.
أمام العميد هاني شعراوي رئيس مباحث قطاع الشمال روى المتهم تفاصيل ما جرى. أحضر معدات واستخدمها للدلوف لغرفة الخزينة وكسر أدراج المكتب الموجودة والخزينة واستولى على مبالغ مالية منهما ووضعها داخل حقائب كبيرة الحجم داخل الخزينة، وإسقاطها للدور الأرضى "مكان العثور عليها مشتعلة".
وضع المتهم جزءًا من الأموال بحقيبة صغيرة الحجم سلمها لابنه أثناء مروره عليه وطالبه بالتوجه بها لشقيقته بحدائق القبة ثم سكب كمية من البنزين وأشعل النيران بالشركة لمحاولة إلهاء المتواجدين ومغافلتهم للخروج بالمبالغ المستولي عليها إلا أنه فوجئ بامتداد النيران حتى الطابق الأرضى وصولًا للحقائب كبيرة الحجم واشتعال جزء منها وأمكن ضبط الحقيبة لدى ابنه بداخلها مبالغ مالية لعملات "محلية – أجنبية".