الروم الارثوذكس يحتفلون بذكرى المجمع المسكوني الأوّل في نيقية

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

أطلقت صفحة «ايماننا الارثوذكسي القويم»، المنبثقة عن كنيسة الروم الأرثوذكس، والمتخصصة في خدمة أبناء الكنيسة الناطقين باللغة العربية، دراسة حملت شعار «ذكرى المجمع المسكوني الأوّل في نيقية»
وقالت خلالها إن هو المجمع "المسكوني" الأول الذي انعقد في القرن الرابع ميلادي ويٌعرف بمجمع نيقية على إسم المدينة التي عُقد فيها في تركيّا الحاليّة. رئسه اسقف أوسيوس اسقف قرطبة أو افسافيوس اسقف انطاكية وحضر افتتاحه الإمبراطور قسطنطين الكبير.
أوّل ما يظهر في هذا المجمع أن علامات الاضطهادات التي أوقفها القدّيس قسنطنطين الكبير في مرسوم ميلانو ٣١٣م، كانت ظاهرة جليًّا على أجساد كثيرين من الآباء الذين أتوا من كنائس العالم ليشهدوا للمسيح الحيّ والغالب على الدوام. فأعضاؤهم المشوّهة أو المبتورة وآثار الجروح والضرب والجلدات شهدت أن الإيمان الحيّ الذي دوّنوه في نيقية كان محفوظًا في قلوبهم وعقولهم ومكتوبًا على صدورهم وفي صبر أجسادهم
ولا يَخفى على أحد أن هذه الآلام بقيت – وسوف تبقى – رفيقة القدّيسين الشاهدين، ولعل أبرز شهادة لها هي أن الشمَّاس اثناسيوس، الذي رافق الأسقف ألكسندروس الإسكندري إلى المجمع كان بطل نيقية، وقد نُفي بعد تَرأسه سدّة البطريركيّة في الإسكندريّة خمس مرات، وبقي خارج كنيسته ما يزيد على العشرين سنة، وهو مَن يُعرَف بالقدّيس أثناسيوس الكبير (أو الرسولي).
إلتئام المجمع:
بدأ مجمع نيقية جلساته في ال ٢٠ من أيّار عام ٣٢٥م حضره حوالى ٣١٨ أُسقفًا معظمهم من الشرق.
الهدف الأساسي لإلتئام المجمع هو إدانة هرطقة كاهن ليبي عاش في الإسكندريّة اسمه آريوس كانت قد انتشرت بقوّة، وكانت مخالفة تمامًا لإيمان الكنيسة الحقيقي، إذ قامت على جعل الرّب يسوع المسيح مخلوقًا ورفضت ألوهيّته.
هرطقة آريوس:
أنكر آريوس ألوهية الابن فزعم بأنّه كان وقت لم يكن الابن فيه موجودًا، وادّعى أن الابن أوّل مخلوقات الله ومِنْ صُنْعِهِ، كما أن الروح القدس من صُنْعِ الابن أيضًا.
وبهذا يُصبح الرّب يسوع المسيح مخلوقًا وبالتالي لا اتّحاد بين الله والإنسان. وهنا يٌطرح السؤال:" ماذا تريد الإنسانيّة من إلهٍ بقي في سماواته؟ وعلى أي حبٍ إلهيّ كنّا سنتكلّم لو لم يتجسّد الله؟
أعمال المجمع وقوانينه:
- دحض هرطقة آريوس وإعلان الإيمان المستقيم، أي أن المسيح إله حقيقي مولود من الآب قبل كل الدهور وغير مخلوق. نور من نور إله حق من إله حق.
- صياغة الجزء الأوّل من دستور الإيمان الذي نتلوه في القدَّاس الإلهي، أي لغاية "وبالروح القدس"، الذي أستكمل في المجمع المسكوني الثاني عام ٣٨١م في القسطنطينيّة.
- تبنّي عبارة "هومووسيوس" أي أن المسيح هو من جوهر الآب نفسه، واستعمال هذه اللفظة في دستور الإيمان للشهادة على طبيعة الرّب يسوع المسيح الإلهيّة.
مما قاله آباء المجمع: "بما أن الابن هو من جوهر الآب، فالابن إله كما أن الآب إله، وتاليًا يجب القول إن المسيح هو من جوهر واحد مع الآب".
- تأكيد المعموديّة وتبنّي كثير من الصلوات.
- تحديد تعيين تاريخ عيد الفصح، وإقرار القاعدة التي كانت تعتمدها كنيسة الإسكندريّة للاحتفال بالعيد، وبحسبها يقع عيد الفصح يوم الأحد بعد أول بدر يلي الاعتدال الربيعي في ٢١ آذار (حساب شرقي).
- وضع تنظيمات إداريّة فسنَّ عشرين قانونًا كنسيًا، منها تثبيت رفعة الكراسي الكبرى الثلاث وهي: رومية والإسكندرية وأنطاكية (قانون ٦)، وقرر أن يحتل كرسي أُورشليم مكانة الشرف الرابعة على أن يبقى خاضعا لمتروبوليت قيصرية فلسطين.