وفق مخطوط آثري.. هل ظهور السيدة العذراء للبابا ثاؤفيلوس حقيقيًا؟
قال القمص اثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية، بمحافظة الإسكندرية، في تدوينة له، إنه نشر المستشرق الانجليزي Minoans في القرن الماضي عملا ادبيا منحولا ( اي منسوب إلى انبا ثاوفيلس، وهي قصة هروب العائلة المقدسة إلى ارض مصر، ترويها العذراء مريم والدة الاله، شخصيا في رويا للبطريرك. وهذا النص بالسريانية وايضا بالقبطية.
ويختم الراوي حديثه بالتعريف بشخصيته إنه ( كيرلس ) وقد سمعها من فم ابيه البطريرك ثاوفيلس. وتنتهي الدراسة التي اجريت علي المخطوطة ان كيرلس وثاوفيلس ربما شخصيتان منحوتتان في عظة كان يلقيها اسقف قبطي في عيد العذراء بالعربية، ثم ترجمت إلى السريانية علي يد احد السريان اليعاقبة المقيمين في مصر.
وتوجد ايضا مخطوطة اثيوبية من المتحف البريطاني تحكي عظة للبابا تاوفيلس علي طريقة السوال والجواب، ويقدمً البطريرك سواله للعذراء فتجيب عليه في رويا.
ذلك النمط الادبي الذي كان معروفا لدي علماء القبطيات، الذي استخدمه الوعاظ منتحلين اسماء لشخصيات كنسية شهيرة حتي تضمن القبول والانتشار والتاثير المرغوب. لكننا هنا نستند إلى مصدر اخر تحدث عن دخول العائلة المقدسة لمصر، جاء فى ميمر منسوب للبابا ثاوفيلس ال٢٣ (٤١٢-٣٨٥م)، وقد ورد مدونا فى مخطوط ڤاتيكان عربى ٦٩٨، والذى يرجع لسنة ١٣٧١م حسب چورج جراف George Graff. وايضا ورد فى مخطوط ٥٠٣ ميامر مكتبة دير الانبا بيشوى بوادى النطرون مؤرخ سنة ١٣٥٢م. كذلك يوجد نص اقدم جاء فى مخطوط فاتيكان عربى ٥٧ من القرن ١٤.
ايضا يذكر كواستن عالم الابائيات Patrology ان رؤية ثاؤفيلس البطريرك السكندري، هذه عبارة عن Spurious Writing، اى إنه ا منسوبة اليه، وهي منحولة وقد تكون مترجمة عن عربى إذ لم يوجد لها نصًا اصليًا يونانيًا. ومما هو جدير بالذكر ان افضل من درس هذا النص هو العلامة ميكيلنجكو جويدى، كذلك تحقيق المخطوط للاخ العزيز العلامة وديع ابوالليف الفرنسيسكاني.
يتحدث هذا المخطوط عن زيارة البابا ثاوفيلس ال ٢٣ لجبل قسقام المقدس ( دير السيدة العذراء مريم الشهير بالمحرق )، حيث قضى هناك عيد السيدة العذراء البتول واقام هناك ومعه عشرة من اساقفة الصعيد، وتجمع رهبان عددهم ثلثمائة راهب... مجدوا الله فى هذا الجبل المقدس القوى العالى والشارف الذى آوى الرب وتشرف بسكناه.عندما جاءت السحابة السريعة التي هي سيدتنا العذراء والدة الاله، محمولا عليها السبد الرب، فاهلك اوثان المصريين وكل مصنوعات الايادي، واخرجهم من ظلمة الضلالة، وخلصهم من الفساد، حالما اضاء عليهم بمجد لاهوته، وصارت مصر ضمن مواضع تاريخ تدابير الخلاص الالهي الثمين، فلاجل هذه الخيرات، اجتمع البابا ثاؤفيلس والاكليروس في جيل قسقام، ومجدوا الزائر الالهي الضابط الكل لإنه اختار هذا الجبل كما اختار جبل طابور وجيل الجلجثة وجبل الزيتون. وقد تمت فيه نبوات وصار جبل قسقام دائم المسرة والبركة الالهية. تاتي اليه كل الشعوب ليغتنموا البركة والغفران. حيث صاحب ورب الناموس علا فيه على كل الشوامخ، ووجد فيه راحته وصيره برية حياة. ومعه الملكة المتسربلة بالشمس والقمر والكواكب على رأسها "المسيح الهنا وكنيسته والمعمدان والرسل".
ويروى البابا ثاوفيلس فى رؤياه ان العذراء امنا ظهرت له وحدثته عن رحلتها فى الطريق لمصر وكيف حملت ابنها الحبيب على كتفها ومعها سالومى التي كانت تحمله ساعة بعد ساعة، وكيف ان العذراء امه الطاهرة عانت وتعبت فى مشقة رحلتها، حيث كانت تضعه على الارض لتعلمه المشى مثل الاطفال. وكان الرب يمشى يسيرًا ويتعلق بهدب ثوبها وينظر اليها لتأخذه وترفعه إلى حضنها على ذراعيها وتقبله وتناغيه فرحه مسرورة. اما الشيخ يوسف المبارك فكان يحمل الذي يحمل الكل، يحمله عن العذراء. وقد خدم هذا السر العظيم الذى تعجز عنه افهام البشريين.