ريّان الشبل.. لاجئ سوري رئيسًا لبلدية في ألمانيا
يتولى اللاجئ السوري ريّان الشبل، منصبه كرئيسًا لمجلس بلدية قرية أوستلسهايم الهادئة في جنوب غرب ألمانيا، اعتبارًا من بداية شهر يونيو القادم، عقب انتخابه في مارس الماضي.
وتفصل اللاجئ السوري الشبل ساعات عن تولي رئاسة بلدية قرية ألمانية بعد 8 سنوات من وصوله إلى البلد الأوروبي في رحلة لجوء طويلة ومريرة.
وسرد ريان الشبل قصته خلال مؤتمر صحفي في برلين قبل توليه منصبه، قائلًا: "كان الوقت ليلًا، ولم يكن هناك أي ضوء على ساحل ليسبوس اليونانية".
وأضاف الشبل، "قبل ساعات قليلة، كنا في مدينة بسيطة على البحر الأبيض المتوسط في تركيا. ثم تغيّر الجو مع البرد والظلام وطبعًا الخوف الذي يرافق هذا النوع من الرحلات".
ويعد انتخاب "الشبل"، غير مسبوق إذ إنه أول لاجئ سوري يتبوأ رئاسة بلدية في البلد المضيف، من بين مئات الآلاف الذين وجدوا ملاذًا في ألمانيا في 2015.
وعندما وصل إلى ألمانيا كان الشبل يبلغ 21 عامًا فقط، فر من بلاده سوريا الغارقة في حرب أهلية هربًا من الخدمة العسكرية الإجبارية، والتحق بأخيه في ألمانيا الذي كان يحمل تأشيرة طالب، ثم لجأ 4 من أصدقائه أيضًا إلى ألمانيا لكن والديه وشقيقه الآخر بقوا في سوريا.
بعد وصوله إلى اليونان، عبر الشاب إلى مقدونيا وصربيا وكرواتيا من خلال وسائل النقل العام وعلى الأقدام، واستغرق وصوله إلى ألمانيا 12 يومًا.
وتعلم ريّان الشبل، بسرعة لغة البلد المضيف، قبل أن يتدرّب كمساعد إداري في دار البلدية في قرية ألتينغستيت المجاورة لأوستلسهايم.
وقال، "إذا كنتم في الريف، فلا خيار أمامكم". بعد سنوات من التواجد في ألمانيا، حصل أخيرًا في العام 2022 على الجنسية الضرورية لتولي إدارة محلية.
وأكد أن تجربته في المنفى جعلته "يتحمل المسؤولية"، قائلًا “ليس فقط تجاه نفسي، ولكن أيضًا تجاه الآخرين”، مضيفًا "ذلك يبني الشخص، ويخلق شخصية جديدة".
وترشح الشبل كمستقل في هذه الانتخابات، وفاز بنسبة 55.41% من الأصوات في القرية التي تضم 2700 نسمة، والشبل أيضًا عضو في حزب الخضر، لأن "حماية المناخ مهمة جدًا" بالنسبة له.
ورأى الشبل أن انتخابه يعود لقدرته على الاستماع لمشاكل سكان البلدة، وحملته التي ركزت على قضايا رعاية الأطفال والتكنولوجيا الرقمية.
ومع ذلك يعترف بأنه "لم يشعر بأي شيء" خلال صدور النتائج، إذ "لم يكن مدركًاَ".
وفي الأيام التي أعقبت فوزه، ومع تدفق رسائل التهنئة من جميع أنحاء العالم أدرك تدريجيًا أن قصته "تخطت كونها مجرد انتخابات بلدية في بلدة صغيرة".
وساهمت أزمة الهجرة الكبرى في 2015 بصعود حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف الذي قاد حملة عدائية تجاه المهاجرين مكنته من الدخول بقوة إلى البرلمان بعد عامين.