وزيرة البيئة تبحث مع السفير الإيطالي فرص التعاون المستقبلية
التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مع السفير ميشيل كواروني، سفير إيطاليا بالقاهرة، لبحث سبل التعاون المستقبلية لتعزيز الشراكة في الاستثمار البيئي والمناخي، حيث أشادت الوزيرة بالتعاون الممتد على مدار السنوات الماضية مع الجانب الإيطالي في عدد من المجالات البيئية ومنها حماية الطبيعة ودمج المجتمع المحلي، وإدارة المخلفات.
وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى بداية اللقاء إلى تطلعها لمزيد من التعاون بين الجانبين في تعزيز الاستثمار البيئي في مصر، في إطار توجيهات القيادة السياسية بتسليط الضوء على فرص الاستثمار الواعدة في مجال البيئة والمناخ، حيث تتخذ وزارة البيئة خطوات حثيثة لتهيئة المناخ الداعم، خاصة بعد مؤشرات التقرير القطري للمناخ والتنمية بإمكانية تحقيق ٢٨ مليار فرصة لاستثمارات القطاع الخاص فى مجال المناخ في مصر حتى ٢٠٣٠، إلى جانب توفير الفرص في قطاع حماية الطبيعة وصون التنوع البيولوجي.
ولفتت الوزيرة إلى أهم الخطوات لتهيئة المناخ الداعم للاستثمار البيئي والمناخي في مصر، ومنها انشاء وحدة جديدة للاستثمار البيئي والمناخي بوزارة البيئة بدعم من العديد من شركاء التنمية، للبحث عن فرص الاستثمار الواعدة في مجال البيئة والمناخ، وكيفية تقديمها بشكل مناسب للقطاع الخاص، وآليات مواجهة التحديات، وفرص الربط بين القطاع الخاص والشركات الناشئة والقطاع البنكي، بالإضافة إلى إقامة أول منتدى دولي للاستثمار البيئي والمناخي في يوليو القادم تحت رعاية فخامة السيد رئيس الجمهورية وبحضور دولة رئيس مجلس الوزراء، ستعرض خلاله مصر قصة نجاحها في تغيير لغة الحوار حول البيئة وربطها بالمسارات الاقتصادية للدولة، وقصص النجاح الواقعية للمشروعات المنفذة في مجال البيئة، وعرض فرص الاستثمار في قطاعات السياحة البيئية وإدارة المخلفات والاقتصاد القائم على المواد الحيوية، إلى جانب إطلاق أول منصة إلكترونية للاستثمار البيئي والمناخي في مصر، نعرض من خلالها قصص النجاح وأرقام ومؤشرات كل قطاع، للتسهيل على القطاع الخاص فى التعرف على الفرص المتاحة.
ومن جانبه، رحب السفير الإيطالي بفرص التعاون المشترك في الاستثمار البيئي، خاصة مع اهتمام ايطاليا بتطبيقات الاقتصاد الدوار، والخبرة والتكنولوجيا الإيطالية في هذا المجال، مشيدا بالنماذج المصرية الملهمة في مجال الاستدامة والاقتصاد الدوار خاصة في صناعة نسيج الأزياء، حيث أشارت وزيرة البيئة إلى إطلاق مبادرة الأزياء المستدامة في مصر من خلال المنطقة الخضراء في مؤتمر المناخ COP27، كنقطة بداية جمعت ممثلي صناعة الأزياء في مصر والمجتمع المحلي وبنك الكساء المصري لإقامة عرض أزياء من المواد المعاد تدويرها، وربطها بحجم الانبعاثات التي يمكن تقليلها من خلال هذا التوجه، كما دعمت وزارة البيئة منذ أشهر قليلة مبادرة الشياكة المستدامة "From waste to good taste" والتي تضمنت معرضا للأزياء المعاد تدويرها من عدد من المصممين، وتعزيز فرص تصدير هذه المنتجات، مشيرة إلى إمكانية التعاون مع الشركات الإيطالية المهتمة بتدوير الملابس كفرصة لدعم العديد من رواد الأعمال والسيدات العاملات في هذا المجال.
وبحثت الوزيرة سبل التعاون في تنفيذ استراتيجية الهدم والبناء من خلال خلق شراكات بين القطاع الخاص المصري الإيطالي لتوطين التكنولوجيا في هذا المجال، وأيضا التعاون من خلال استراتيجية تدوير زيوت الطعام لتقديم المادة الخام لإنتاج الوقود الحيوي "البيوديزل"، وأيضا فرص التعاون للاستثمار في تدوير المخلفات الزراعية، من خلال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لإدارة المخلفات الزراعية التي تشير إلى ٤٢ مليون طن من المخلفات الزراعية تنتجها مصر كل عام كفرصة استثمارية واعدة، حيث أوضح السفير الإيطالي اهتمام بلاده بإدارة المخلفات الزراعية كمصدر للوقود الحيوي، من خلال العديد من الشركات المتخصصة، وأيضا في مجال تدوير مخلفات الغذاء.
واستعرضت الوزيرة أيضًا فرص التعاون في إدارة المخلفات الصلبة، بعد الجهود الحثيثة التي بذلتها مصر على مدار ٥ سنوات لتهيئة المناخ لتنفيذ منظومة جديدة لإدارة المخلفات تضمنت انشاء بنية تحتية تكلفت ٦ مليار جنيه، وبناء القدرات والعمل على دمج القطاع غير الرسمي، وإصدار أول قانون لإدارة المخلفات، وتعزيز إشراك القطاع الخاص من خلال مجموعة من الحوافز الخضراء والتي يتم تقديمها من خلال قانون الاستثمار لعدد من المجالات البيئية وهي الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر والمخلفات بكافة أنواعها وبدائل الأكياس البلاستيكية.
كما ناقش الجانبان إمكانية التعاون في مجال تدوير مخلفات التعبئة والتغليف، حيث أشارت الوزيرة إلى تجربة مصر في الإعداد الاستراتيجية الوطنية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام في إطار إعداد قانون ادارة المخلفات، والتي تبحث عن البدائل المناسبة للأكياس البلاستيكية، وأيضا تعزيز مبدأ المسئولية الممتدة للمنتج مع عدد من الشركات، مبدية تطلعها للتعرف على التكنولوجيا الإيطالية في توفير بدائل لاستخدام البلاستيك خاصة في مجال التعبئة والتغليف، وبدء شراكة فيها كنموذج رائد للتعاون بين مصر وإيطاليا، خاصة مع تبني مصر العام القادم للاتفاقية الإطارية الأولى حول التلوث البلاستيكي، وأيضا حاجة الشركات المصرية خلال الفترة القادمة لتوطين التكنولوجيا في مجال تدوير مخلفات التعبئة والتغليف، بعد الانتهاء من استراتيجية المسئولية الممتدة للمنتج.
وأوضح السفير الإيطالي أن بلاده تضم استثمارات كبيرة في تدوير مخلفات التعبئة والتغليف بهدف تقليل استخدام البلاستيك، والتركيز على تدوير الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، مشيرا إلى أن أحد الشركات الرائدة في انتاج الاكواب الورقية إيطالية، وهي منتجات معاد تدويرها ١٠٠٪، وتجربة إيطالية مميزة في مجال البلاستيك الحيوي والأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، بالإضافة إلى تقديم تمويل من خلال وكالة التعاون الايطالية لمساعدة الشركات الناشئة.
وفي مجال حماية الطبيعة، أكدت وزيرة البيئة على دور الجانب الإيطالي كشريك في مسار مصر نحو السياحة البيئية، وتجربة الشراكة الناجحة في دمج المجتمعات المحلية في عملية صون المحميات الطبيعية في سيوة ووادي الجمال والفيوم، والتي أسفرت عن دعم ٩ قبائل بهذه المحميات لصون تراثهم وتقاليدهم وتقديمها للزوار بما يجعلهم حماة للطبيعة، كما ساهمت في تحقيق خطوة فارقة، من ثمارها اعلان مصر قريبا عن اول حملة للمجتمع المحلي في المناطق المحمية، استثمارا لنجاح الحملة الوطنية للترويج للسياحة البيئية ECO EGYPT للترويج لعدد ١٣ مقصد للسياحة البيئية في مصر، حيث أبدى الجانب الإيطالي تطلعه للتعاون للاستثمار في السياحة البيئية وإنشاء المتنزهات الجيولوجية Geoparks، وبناء القدرات الوطنية.
ودعت الوزيرة الجانب الإيطالي للمشاركة في فعاليات المنتدى الدولي للاستثمار البيئي والمناخي في يوليو القادم، ورحبت بمشاركة القطاع الخاص الإيطالي لمعرفة فرص الاستثمار الواعدة في مجال البيئة والمناخ، وتشبيك شراكات مصرية إيطالية في هذا المجال.
كما تم الاتفاق على عقد لقاء مشترك عبر الفيديو كونفرانس يجمع ممثلي القطاع الخاص المصري الإيطالي للتعرف على فرص فرص الاستثمار الواعدة في مجال البيئة والمناخ، والتحديات وجهود تهيئة المناخ الداعم، وخارطة طريق إلى المنتدى.