صندوق أسرار زويلة يجول كنائس زويلة الأثرية في ذكرى دخول العائلة المقدسة لمصر
أقامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، احتفالية بكنائس زويلة الأثرية بحي الجمالية، بالقاهرة، بمناسبة ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وسط حضور بعض من الشخصيات العامة ومسئولي وزارة السياحة والآثار وأعضاء مجلس النواب والأحزاب والآباء الكهنة وشعب الكنيسة.
وترأس نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، الصلاة في بداية الحفل.
بعدها قام فريق الكشافة وخورس الشمامسة بعمل موكب عظيم يحملون صندوق أسرار زويلة من مدخل الكنيسة حتى تم وضعه أمام الهيكل المقدس بحضور عدد من الآباء الكهنة، ثم عرض فيلمًا تسجيليًا عن الآباء البطاركة لزويلة، وترانيم وشعر عن رحلة العائلة المقدسة ومكانة زويلة عبر التاريخ، أيضا تمت زيارة صهريج العائلة المقدسة ومتحف البطاركة الموجودين بالكنيسة.
وفي ذلك السياق قالت الراهبة طماف مريم، رئيسة دير القديسة العذراء مريم السابقة، وأمهات الدير، أنه في خمسينات القرن الماضي، قام ناظر الكنيسة مترى خرستو، بالبحث عن رفات الآباء وإخراجها من أرضية الكنيسة، ووضعها في ذلك الصندوق.
وأكد عضو لجنة أصدقاء كنائس زويلة الأثرية، أنه منذ هذا التاريخ والمياه تتفجر من أرضية وحوائط الكنيسة ولا تتوقف، موضحًا أن نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل قام بوضع تلك الرفات في أنابيب خاصة عام ٢٠٠٩م، ماعدا جمجمة غامضة ظلت منفردة فى الصندوق.
كما قام قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني، عام ٢٠١٦ بافتتاح مزار الآباء البطاركة مكان المدفن القديم.
وتقوم الكنيسة اليوم بإخراج الجمجمة الغامضة من الصندوق القديم ووضعها في صندوق زجاجي ليتبارك بها الزوار.
وذكر القمص يوسف الحومي أستاذ تاريخ الكنيسة وعلم المخطوطات بالمعاهد اللاهوتية وعضو لجنة التاريخ القبطي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تاريخ كنائس زويلة الأثرية، وفي أي عهد وجدت ومتى تم الكشف عنها، وسرد القمص يوسف تاريخ الآباء الذين عاصروا هذه الفترة.
فيما قال د. لؤى محمود سعد رئيس قسم الدراسات القبطيات بمكتبة الإسكندرية، إن هناك حرص كل عام على الاحتفال برحلة مسار العائلة المقدسة من قبل كنائس زويلة، موضحا أنه شارك عام 2018، في احتفالية بالفاتيكان وتحدث عن مصر المضيافة فهي أفضل مكان يمكن أن تلجأ له العائلة المقدسة.
وتابع: إن رحلة العائلة المقدسة ليست حدث كنسي فقط، ولكنه شأن مصري خالص والمورخون يذكرون ذلك في جميع الروايات.
وأوضح أن القرأن الكريم أشار إلى دخول العائلة المقدسة لمصر عن طريق العديد من الأيات وأهتم المؤرخين بها، وهي نموذج هام ولا بد أن نركز عليها كشأن للتعايش بين الجميع.
وأوضح المهندس مينا إبراهيم، عضو لجنة أصدقاء كنائس زويلة الأثرية، إن صندوق أسرار زويلة الأثري يحتوي على رفات البطاركة والآباء والراهبات، مشيرًا إلى أن التاريخ الكنسي يذكر وجود مدفن للبطاركة بكنيسة القديسة العذراء مريم بحارة زويلة.
وأضاف عضو لجنة أصدقاء كنائس زويلة الأثرية، أن الكنيسة كانت مقرًا للكرسي البطريركي لمدة ٣٦٠ سنه، منذ عام ١٣٠٠ إلى ١٦٦٠ ميلاديًا، لعدد ٢٣ بطريرك، كما أن كتاب السنكسار عن سيرة البابا يؤنس الـ١٣ البطريرك الـ٩٤، يؤكد دفنه في كنيسة القديسة العذراء مريم بحارة زويلة.
كما كشف القس متياس عبدالصبور عن أهمية لجنة أصدقاء زويلة الأثرية.
وقال كاهن كنيسة زويلة الأثرية، إن لجنة أصدقاء كنيسة زويلة، عبارة عن مجموعة واعية تعرف قيمة كل ما هو موجود في الكنيسة.
وأضاف خلال كلمته في احتفالية نظمتها الكنيسة لإعلان كشف أثري جديد، أن المجموعة تدربت على قراءة الأيقونة القبطية ولمعرفة من رسمها فور رؤيتها.
وأشار إلى أن اللجنة تشترك في تنظيم الاحتفالية كل عام، مناشدًا كل كنيسة أثرية تدريب أعضائها حتى يكون هناك وعيًّا بما تحتويه الكنائس الأثرية.
وأكد د. عادل الجندي منسق مسار العائلة المقدسة بوزارة الآثار والسياحة، أن تحويل مسار العائلة المقدسة لمسار سياحى شهد مجهودات كبيرة لتنفيذ المشروع.
ولفت: بمناسبة تذكار دخول العائلة المقدسة إلى مصر وجود ٢٥ موقعا زارهم السيد المسيح من بينهم ١٤ موقعا يوجد بها أثار للعائلة المقدسة.
وأضاف إن مصر احتضنت العائلة المقدسة وكان لها دورا في حمايتهم مما ساهم فيما بعد في انتشار المسيحية في كل العالم، موضحا أن مصر هى الدولة الوحيدة التى زارها السيد المسيح إلى جانب أراضي فلسطين والأردن.
ونوه الجندى إلى أهمية تنمية المناطق التى زارها السيد المسيح، وتطوير الإطار العمرانى وتنمية الإنسان، وهو ما حدث في سمنود وسخا وجبل الطير إلى جانب مدينة وادى النطرون التي تحولت إلى مدينة سياحية.
وأشار إلى وجود اهتمام من الدولة والكنيسة المصرية لإحياء المسار الخاص بالعائلة المقدسة، موضحا أن الفاتيكان أعلن أن المسار هو مسار للحج وهو ما يتيح المجال لكل الكاثوليك أن يأتوا لزيارة مصر.
وشاركت النائبة مرثا محروس، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لحزب حماة الوطن، وأمين عام المواطنة بالحزب، في الاحتفالية.
وقالت إن أمانة المواطنة بحزب حماة الوطن حريصة علي نشر ثقافة الوعي وتدعيم السياحة الدينية ومنها تفعيل مسار العائلة المقدسة كحج مسيحي مصري.
فيما أكد المهندس مايكل البدراوي عضو مجلس نقابة المهندسين، أن مثل هذه الاحتفالات هامة وجزء أساسي من حفاظ الدولة على الأماكن الأثرية الدينية، وتشكل دعوة للسياحة الدينية والأصالة.
وأشار البدراوي في نقابة المهندسين تم عمل لجنة لمسار العائلة المقدسة قامت بعمل عدة ندوات ومؤتمرات لدعم هذا المسار نظرا لأهميته التاريخية والأثرية والسياحة في مصر، وأهميته الدينية على مستوى العالم.
أكد على السعي في تنفيذ المسار بشكل كامل، لدعم مصر الحديثة والجمهورية الجديدة، ولتوفير العملة الصعبة وغيرها، ونظرا لأهمية المسار تم اعتمادة كمسار حج ديني من جانب الفاتيكان، والذي يعد بمثابة رسالة للعالم بأهمية المسار على مستوى العالم والسياحة الدينية في مصر، وبالطبع تم إدراج المسار ومعظم الكنائس الأثرية في منظمة اليونسكو التي تقوم بمتابعة هذة الآثار وأعمال صيانتها وترميمها لتتناسب مع حجم وأهمية مسار العائلة المقدسة على مستوى العالم.
الجدير بالذكر أن كنائس زويلة الأثرية بحي الجمالية، تحتفل بذكري دخول السيد المسيح أرض مصر وإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، ذلك تحت رعاية قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، وحضور نيافة الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وكبار المسؤولين فى السياحة والآثار ولفيف من الأباء الأساقفة والكهنة وأعضاء مجلس النواب والشخصيات العامة.
تأتي الاحتفالية في إطار خطة الدولة لإحياء مسار العائلة المقدسة، وتنشيط السياحة الدينية، ودعم الاقتصاد المصري.