من هو عبد الرحمن منيف التي تحتفل جوجل بذكري ميلاده الـ 90 ويكيبيديا

من هو عبد الرحمن منيف التي تحتفل جوجل بذكري ميلاده الـ 90 ويكيبيديا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

عبد الرحمن منيف (1933 - 24 يناير 2004) هو من أهم الروائيين العرب في القرن العشرين، حيث تمكن في رواياته من عكس الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والتحولات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية، وخاصة في دول الخليج العربية والدول النفطية.

وقد ساعده في ذلك خبرته الواسعة كخبير بالنفط، حيث عمل في العديد من شركات النفط، مما جعله مدركًا للاقتصاديات المرتبطة بالنفط. ومع ذلك، كان الجانب الأهم في رواياته هو معايشته العميقة لحجم التغيرات التي أحدثتها الثورة النفطية في صميم وبنية المجتمعات الخليجية العربية، وإحساسه بأهمية هذه التحولات.

ومن خلال رواياته، استطاع عبد الرحمن منيف أن يصوّر بدقة وواقعية حياة المجتمعات الخليجية وتفاصيلها، بما في ذلك العادات والتقاليد والقيم الثقافية، وكذلك الآثار الاجتماعية والسياسية للتحولات النفطية التي شهدتها هذه المنطقة.

"منيف" هو أحد أبرز المفكرين الذين ينتقدون أنظمة عدد كبير من الدول العربية. وتعتبر روايته "مدن الملح" من بين أشهر أعماله، حيث تحكي قصة اكتشاف النفط في السعودية، وتتألف الرواية من خمسة أجزاء، كما أن روايته "شرق المتوسط" تحكي قصة المخابرات العربية وتعذيب السجون.

السنوات المبكرة والتعليم

عبدالرحمن منيف هو مفكر وكاتب أردني-سعودي، وُلد في عمان عام 1933 لأب سعودي وأم عراقية  درس في الأردن حتى حصل على الشهادة الثانوية، ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق عام 1952، وبعد انخراطه في النشاط السياسي، انضم إلى حزب البعث في العراق، لكنه طُرد من البلاد مع عدد كبير من الطلاب العرب بعد توقيع حلف بغداد عام 1955.، ومن ثم انتقل إلى القاهرة لإكمال دراسته هناك في عام 1958، انتقل إلى بلغراد لإكمال دراسته في إقتصاديات النفط وحصل على درجة الدكتوراه في هذا المجال.

الحياة العملية

بعد الحصول على درجة الدكتوراه، انتقل عبدالرحمن منيف إلى دمشق عام 1962 للعمل في شركة السورية للنفط. ثم انتقل إلى بيروت عام 1973 للعمل في مجلة البلاغ، وعاد إلى العراق عام 1975 للعمل في مجلة النفط والتنمية في العام 1981، غادر العراق متجهًا إلى فرنسا، حيث كرس حياته للكتابة والتأليف. وعاد بعد ذلك إلى دمشق عام 1986.

الحياة الشخصية

تزوج عبدالرحمن منيف من سيدة سورية وأنجب منها أبناء، عاش في دمشق حتى توفي عام 2004، وظل معارضًا للإمبريالية العالمية حتى آخر يوم في حياته. كما عارض بشدة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، على الرغم من أنه كان مناهضًا شديدًا لنظام صدام حسين.

العمل الأدبي

يعتبر عمل عبدالرحمن منيف الأبرز روايته "مدن الملح" التي تتألف من خمسة أجزاء. يصف الجزء الأول من الرواية التغيرات الجذرية في بنية المجتمع البدوي الصحراوي بعد ظهور النفط، وفي الأجزاء اللاحقة يستكشف بوصفه رجال أعمال وتحالفاتهم مع حكام المنطقة، وتركز الأجزاء الثلاثة الأخيرة على التحولات السياسية في المنطقة، وتتناول تاريخ حكام آل سعود وتفاعلاتهم مع الأحداث الجارية، وقد صنفت هذه الرواية على الفور كمعارضة لنظام الحكم السعودي، وتم حظر رواياته من الدخول إلى المملكة العربية السعودية وكذلك العديد من الدول الخليجية.

الرواية الأخرى التي أحدثت ضجة في العالم العربي كانت (شرق المتوسط)، التي تعتبر أول رواية عربية تصف بجرأة موضوع التعذيب في السجون خاصة التعذيب التي تمارسه الأنظمة الشمولية العربية التي تقع شرق المتوسط في إشارة واضحة للنظام السوري والعراقي.

لاحقا ألف منيف جزءا آخر من شرق المتوسط أسماه: (الآن..هنا) أعاد به الحديث عن التعذيب في السجون لكنه صورها هنا في بيئة أقرب لبيئة مدن الملح الخليجية.

كان لعبدالرحمن منيف صداقة عميقة مع الروائي العربي الشهير جبرا إبراهيم جبرا، وفيما بينهما، تم تأليف رواية ثنائية مؤخرًا، وهي ربما واحدة من الأعمال الأدبية النادرة التي تم تأليفها من قبل شخصين على مستوى العالم، ونتج عن هذه الصداقة والتعاون الإبداعي هذه الرواية المميزة بعنوان "عالم بلا خرائط"، وقد تميزت هذه الرواية بتشابك وتناغم فني عالي المستوى، حتى يصعب تصديق أن هذا العمل مؤلف من قبل شخصين اثنين.

في قصة "حب مجوسية"، يطرح عبدالرحمن منيف العلاقة بين حضارة الشرق وحضارة الغرب، وذلك ضمنيًا ومقتصرًا على الأبعاد الوجودية. يشيد المؤلف بالإمكانات المتوافرة في فضاء الغرب، الذي يعد ملائمًا لاكتشاف الذات الإنسانية. يكتشف بطل الرواية، الذي يفتقد اللغة المشتركة مع شريكته "ليليان"، أن اغترابه عن العالم ليس بسبب التباين الثقافي والحضاري والروحي، وإنما كان ناتجًا عن التأثر بالفكر الوجودي، ويزيد هذا الإحساس بالاغتراب قوةً، حيث يكتشف البطل في نهاية الرواية عبثية الحياة ذاتها، فقد بحث عن شريكته ليليان لفترة طويلة، ولكنه لم يستطع أن يجدها إلا في محطة القطار، حيث كانت تستعد للركوب على قطار غير القطار الذي كان يستعد لركوبه. يعكس هذا النهاية الحزينة تأملات منيف في طبيعة الحياة والعالم، ويعكس الروحانية العميقة والحس الإنساني العالي الذي يميز أعماله الأدبية.

الوفاة

في 24 يناير 2004، توفي عبد الرحمن المنيف بسوريا.