"الآثاريين العرب" ينتفض ضد الاعتداء على المواقع التراثية
دعا الدكتور محمد الكحلاوى رئيس المجلس العربي لاتحاد الآثاريين العرب، المؤرخين والمعماريين والتطبيقيين والتنسيق الحضارى وكل المعنيين بالتراث ومحبى التراث فى مصر إلى ندوة بمقر المجلس بالشيخ زايد الخامسة مساء السبت 3 يونيو القادم وذلك لمناقشة الاعتداء السافر على المواقع التراثية بحجة التطوير للوصول إلى توصيات يتم رفعها إلى الجهات المعنية.
الآثاريين العرب ينتفض ضد الاعتداء على المواقع التراثية
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامى للمجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب بأن الآثاريين العرب سبق له إصدار بيانًا ناشد فيه فخامة رئيس الجمهورية بالتدخل لوقف أعمال الهدم حيث أن المواقع التراثية فى القاهرة التاريخية تشهد الآن أعمال تغيير كبيرة تحت مسمى التطوير وبخاصة في جبانات مصر والتي تتميز بخصوصية فريدة فليس لها ما يشبهها فى العالم من حيث الموقع وما تضمه من آثار وتراث، فهى تمثل نسيجًا عمرانيًا متكاملًا مع عمران القاهرة التاريخية عبر العصور.
كما أوضح البيان أن قرافات القاهرة الكبرى والصغرى مسجلة ضمن القاهرة التاريخية فهي من المواقع التراثية وأيضًا هي على لائحة التراث العالمي، وأي تغيير فيها قد يهدد بخروجها من لائحة التراث العالمي وبخاصة أن أعمال التغيير تلك يقودها نخبة من المهندسين الذين لا علاقة لهم بالآثار والتراث ويتعاملون مع هذه المواقع التراثية دون حرمة أو محاذير على الرغم مما تضمه هذه المواقع الفريدة من طرز وأنماطًا معمارية فريدة ومتعددة من عمارة المدفن والمساجد والمدارس والأضرحة والمشاهد وغيرها الكثير الذى يميز تلك المواقع عن غيرها، هذا بخلاف ما تضمه تلك الموقع من آثار فريدة ومختلفة شكلت فى مجملها مكانة وقيمة القاهرة التاريخية.
وأضاف الدكتور ريحان أن المناشدة تضمنت عرضَا لقائمة المقابر المزمع هدمها لأشخاص أثروا الحياة الدينية والثقافية فى مصر وقدّموا خدمات جليلة للوطن وما زالت معارفهم نبراس للعلم حتى الآن كما تمثل مقابرهم أساليب فنية معمارية متنوعة وبفنائها فقد ضاعت معالم جزء لا يتجزأ من ذاكرة مصر الحديثة ومنها مقابر سعد باشا زغلول، محمود سامى البارودى، على باشا ذو الفقار (الملكة فريدة)، إبراهيم بك نديم، أحمد بك شوكت، محمد بك صبرى، حسن أبو باشا، محمد بك عبد السميع، حسن حسنى، أحمد فهمى الشيخ، على النشوقائى، محمد أمين، أحمد بك غانم، خليل بك كامل، حسين بك حسنى، إبراهيم بك سعيد، محمد توفيق طبوزاده، السرجانى، جزء من مقبرة أحمد فؤاد عزت، حسين باشا رشدى، حلمى باشا عيسى، فؤاد سليم الحجازى، محمود بك طلعت، حسن باشا عبد الرازق، إبراهيم الجيار، على هندى، البرنس طاهر، محمد باشا سعد الدين، زكى باشا عبد الرازق، إبراهيم بك حليم، البرنس يوسف كمال، أحمد توفيق بسيونى، حسن بك الشرقاوى، الأميرة زهرة مهيوش، أحمد بك عبد اللطيف، أحمد باشا الجمال، محمود باشا صدقى، محمد باشا نافع، عائلة أحمد باشا طلعت، الست نور البيضاء، أحمد باشا مدحت يكن، حبيبة هانم يكن، أمينة هانم يكن، إبراهيم باشا خليل، منيرة هانم صبرى، المستشار حسن حلمى وهبة، السيد خيرى، أحمد بك خضر، حسين بك محرّم، وقرافة سيدى جلال جبانة السيوطى، وعلى باشا فهمى، ومقبرة اشهر الخطاطين "عبد الله بك زهدي" وخطوطه الرشيقة تزين الحرم المكي والنبوي وأثار إسلامية مثل سبيل أم عباس في شارع الصليبة وقد تم هدم مقبرته وازالتها تمامًا.
ومقابر السيد خيرى، أحمد بك خضر، حسين بك محرّم، محمد راتب باشا|، قاسم باشا محمد، حوش العظم، اسماعيل باشا سليم، رشوان عبد الله، نشئة دل ونعمت الله، علي فهمي، أحمد باشا شفيق، الهلباوي، محمد باشا محمود
ونوه الدكتور ريحان إلى أنه رغم الأهمية الكبرى لهذه المقابر من الناحية المعمارية والتراثية والفنية وقيمة الشخصيات المدفونة بها إلى أنها لا تخضع لأى حماية قانونية فهى غير مسجلة كآثار وبالتالى فهى غير محمية بقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، كما أنها غير مسجلة كمبانى تاريخية فهى لا تخضع للحماية بالقانون الخاص بالمباني التراثية رقم 144 لسنة 2006 وهى المبانى والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز أو المرتبطة بالتاريخ القومي أو بشخصية تاريخية أو التي تمثل حقبة تاريخية أو التي تعتبر مزارًا سياحيًا.
وهذا ناتج للتقصير فى تسجيلها حيث أن المادة الرابعة من هذا القانون حددت كيفية تسجيل المباني التراثية بتشكيل لجان دائمة بكل محافظات مصر بقرار من المحافظ تتضمن ممثلًا من وزارة الثقافة يتولى رئاسة اللجنة وممثلًا لوزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، وشخصين من المحافظة المعنية وخمسة من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المتخصصين في مجالات الهندسة المعمارية والإنشائية والآثار والتاريخ والفنون، على أن ترشح كل جهة من يمثلها.
ورغم صدور القانون منذ عام 2006 لكن لم يتم الحصر الكامل للمباني التراثية بكل محافظات مصر لعدم وجود مدة إلزامية في القانون لحصر المباني التراثية، مما أدى لهدم الكثير منها واحتراق بعضها مثل مسرح المنصورة والهدم الجارى حاليًا لمقابر ذات أهمية تاريخية وأثرية
ونوه الدكتور ريحان إلى أن ما يحدث الآن من هدم المقابر مخالف لميثاق فينسيا للترميم 1964 حيث أكد المؤتمر الدولي للمهندسين المعماريين وخبراء الآثار في 31 مايو 1964 علي أن أعمال الشعوب تمثل رسالة روحية من الماضي تتمثل في الحياة الحاضرة.
وفى الفقرة 1 من الميثاق "مفهوم المبنى التاريخي لا يتضمن الأثر المعماري فقط ولكن يشمل الوضع الحضري للمنطقة المحيطة بالأثر والذي يبرهن على وجود حضارة خاصة أو تنمية هامة أو حدث تاريخي ولا ينطبق هذا فقط على الأعمال الفنية العظيمة ولكن يشمل أيضا الأعمال المتواضعة الباقية من الماضي والتي اكتسبت أهميتها الثقافية بمرور الوقت".
وفى الفقرة 6 "حفظ الأثر يتضمن حفظ حالة المنطقة في نطاقه، ويمنع تمامًا أي نوع من المنشآت الحديثة أو الإزالة أو التعديل ويمكن السماح بذلك بشرط عدم التأثير على علاقات الكتل وعلاقات الألوان"
وفى الفقرة 7 " الأثر ملازم للتاريخ، فهو شاهد عليه وكذلك النسيج العمراني الذي هو جزء منه وغير مسموح إطلاقًا بتحريك الأثر أو أي جزء منه إلّا إذا اقتضت وقاية الأثر ذلك ويتم البت في هذا في حالة وجود مصلحة عالمية أو محلية على أعلى قدر من الأهمية"