قدماء المصريين استخدموا الكوارتز منذ 4600 عامًا.. وخبير يقدم مقترحا للرئيس

تُعد مصر من الدول الغنية بخام الكوارتز، والذي يدخل في العديد من الصناعات منها الإلكترونيات والسيليكون والسيراميك صناعة الخلايا الضوئية وألواح الطاقة الشمسية، والمفاجأة هنا أن قدماء المصريين عرفوا الكوارتز واستخدم بلوراته في صناعة عدسات الأعين الصناعية. 

قدماء المصريين استخدموا الكوارتز منذ 4600 عامًا.. وخبير يقدم مقترح للرئيس

 

ومن ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ والمحاضر الدولي والمرشد السياحي المعروف في تصريحات خاصة إلى الفجر إنه بالقراءة في صناعة العيون  في مصر القديمة، نجد أن إحدى المقالات العلمية في المكتبة الدولية للطب، والتي عنوانها يعتبر مفاجأة وهو "أول عدسات معروفة نشأت في مصر منذ نحو 4600 عام"، حيث تثبت أن المصري القديم قد استخدم الكوارتز والذي تهتم به الدولة المصرية الآن حيث يفتتح الرئيس أحد أكبر مجمع لإنتاج الكوارتز في العين السخنة. 

المكتبة الوطنية للطب

حيث نجد تلك المقالة والتي تم نشرها في عام 2000 عبر المكتبة الوطنية للطب في ميريلاند بأمريكا، بها عبارات أخرى غاية في الأهمية كتبها المتخصصون الأجانب مثل: ازدواجية التأثيرات البصرية الفريدة للعدسات المصرية القديمة من الأسرة الرابعة والخامسة، تم تصنيع العدسات نحو 2620-2400 قبل الميلاد أو ما يقرب من 4600 عام مضت. 

عدسات عيون عمرها 6400 عامًا

ونقل لنا الشماع ما تم الوصول إليه من أبحاث في العالم في هذا الصدد، حيث كانت العدسات القديمة في الواقع، المعروفة لأول مرة منذ نحو 4600 عام وتحديدًا من الأسرتين الرابعة والخامسة في مصر وتمتعت تلك العدسات بخصائص بصرية رائعة وفريدة من نوعها، حيث تم تصنيع أجزاء من هياكل العين الرائعة كتجمعات منفصلة لإدراجها في التماثيل الجنائزية خلال بعض الفترات الزمنية القصيرة (تقريبًا من 2620-2400 قبل الميلاد، و1750-1700 قبل الميلاد،  ومن عجائب تلك العيون أنها تحاكي العيون الحقيقة بشكل مبهر، وهذه "العيون" تبدو وكأنها تتابع  تنظر لمن ينظر لها من أي اتجاه. 

دراسة متخصصة

وتابع الشماع أنه في عام 2000، تم نشر معلومات تفيد أن المتخصصون في الغرب أعادوا تكوين الخصائص البصرية لهذه العدسات الفريدة في المختبر من أجل المساعدة في فهمها، ورصدوا طريقة صنع عدسات العين وتم شرح الأسلوب المتبع في وقتها، حيث كانت العدسات مطحونة من بلور صخري عالي الجودة وهو شكل من أشكال الكوارتز  نحو 1.46، وكان لكل منها سطح "قرني" أمامي محدب ومصقول للغاية، أي أن هذه عدسات كانت متعددة البؤر، وهذا يدل كما يؤكد الشماع على أن المصري القديم درس تشريح العين وأجزائها حتي أطلق على إنسان العين إسم جفد  djfdوأطلق على الملتحمة اسم  kddw قددو، والرموش سا ن ايرتي، والعين بالهيروغليفية إسمها إرت  irt، وتجويف العين فهو babaw باباو، ومصدر تلك الترجمات هو العالم الأثري المعتبر  جون نن. 

وتسرد المقالات العلمية أن القزحية قد تكون مفتوحة أو لا تكون مفتوحة على تجويف خلفي كبير "زجاجي" يتكون إلى حد كبير من صفائح نحاسية منحنية تمتد إلى الأمام لتكوين هياكل غطاء هذه العيون، ويتسائل العلماء:هل كانت هذه شكلًا من أشكال العيون التخطيطية؟ هل يمكن أن تكون هذه العدسات عالية الجودة والمعقدة (المتطورة) هي العدسات الأولى؟، وأكد العلماء -والكلام للشماع- أن التركيب الكلي لهذه العيون يشير إلى فهم متقدم لتشريح العين ومعرفة مفاجئة بالبصريات. 

ورصد الشماع ما أعلنه متحف فيتزويليام بهذا الصدد،قال: استخدم قدماء المصريين عيونًا مطعمة في مجموعة متنوعة من الأشياء بما في ذلك التماثيل وأقنعة التابوت والتوابيت البشرية في توابيت مستطيلة ومطعمة في عيون المومياوات، والعيون الصناعية المصرية القديمة صنعت من مواد متباينة منها  الحجر الجيري، والكوارتز، والكريستال الصخري، والسبج، والعظام والعاج، وسبائك النحاس، والراتنج، والجص، والغراء الحيواني، والأصباغ.

ونقل الشماع قول عالمة متخصصة في دراسة لأحدى هذه العيون، إن هذه العين المطعمة بالذات مصنوعة من إطار سبيكة نحاسية، وكوارتز أبيض، وبؤبؤ العين من البازلت مع جص في الجزء الخلفي من الإطار خلف العين، عند الفحص المبدئي تحت المجهر، كان من الواضح أن الحدقة قد تم ترصيعها في تجويف منحوت أو محفور في الجزء الأمامي من اللوحة البيضاء وكان لهاتين القطعتين إطار من سبائك النحاس ملفوف حولهما، وكان الإطار مصنوعًا من صفيحة واحدة من سبائك النحاس، تم ثنيها في الزاوية الداخلية للعين وثنيها على شكلها الحالي حول الأبيض.

ويبدو أن الجص الموجود على الجزء الخارجي من الإطار يشير إلى أن هذا هو ما تم استخدامه لتثبيت العين المرصعة في محجرها. توجد أيضًا آثار لأوراق الذهب على الإطار وبالقرب من حدقة العين، مما يشير إلى أن العين كانت ذات يوم في وجه مذهّب.

مقترح للرئيس 

واقترح الشماع أن يتم الاستفادة من افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي من مصانع إنتاج الكوارتز في العين السخنة، في عمل مستنسخات عالية الدقة والكفاءة وبيعها كعاديات مصحوبة بشرح علمي حسب التشريح المصري القديم للعين.