"الناس ماتت قهرا على شقى عمرهم".. "الفجر" تحاور ضحايا "مستريح العقارات" بعد استيلائه على ملايين الجنيهات (فيديو وصور)
"ضيعوا شقى عمرنا وبسببهم ناس ماتت من القهرة على فلوسهم".. كلمات مؤثرة نتجت عن تعب سنوات لـ "ضحايا مستريح العقارات"، وبعد غربة وانعزال عن الأسرة، ليتمكنوا من تجميع بعض النقود التي ستؤمن حياة آمنة لأولادهم في المستقبل، وفي غمضة عين، وجدوا أن "شقى العمر" ضاع على يد مجموعة من الأشخاص كونوا شركة للتطوير العقاري واستدرجوا ضحاياهم من خلال الترويج لنشاطهم على كافة المنصات، وبعد دفع الضحايا، من كافة المحافظات، ملايين الجنيهات، امتنعوا عن الالتزام بالعقود وتسليمهم الوحدات السكنية.
حاورت محررة بوابة "الفجر" بعض "ضحايا مستريح العقارات" الذي استولى منهم على ملايين الجنيهات، للوقوف على كافة ملابسات الواقعة.
أوضحت دكتورة منى شفيق، طبيبة، كانت تعمل بالخارج وعادت إلى مصر لتستقر بها وتستثمر أموالها، فشاهدث بعض أعمال الدعايا والإعلان لشركة تطوير عقاري شهيرة تمتلك العديد من المشروعات، على منصات التواصل الاجتماعي، يدعون من خلالها المواطنين على الاستثمار العقاري بمشروع سيبدأون في إنشائه، فلم تتردد وقررت استثمار أموالها به لتحصل بعد ذلك على وحدة سكنية، تقوم باستئجارها في المستقبل، لكن خاب أملها، وحينما آتى موعد استلام وحدتها السكنية، رأت المشروع كالصحراء لا يوجد به ثمة بنايات.
شقى عمري حطيته في المشروع
وحين سؤالها عن المبلغ التي دفعته، ردت بقلب منحسر ومنكسر قائلة: "دفعت ما يقرب من مليون جنيه.. بس شقى عمري ميتقدرش بمال.. غربتي وبعدي عن أسرتي طول السنين ده ميتقدرش بمال.. والدي اتوفى وأنا مسافرة ومقدرتش أجي اودعه علشان أجمع فلوس.. آمن بيها مستقبل ولادي.. كل ده شقى عمري اللي حطيته في المشروع ده..".
دفعت الفلوس لكي تكون العائل لي في الكبر
واستطرد عصام، مدير بنك شهير على المعاش، لـ "الفجر"، قائلا إنه من خلال عمله موّل العديد من المشروعات، وحينما رأى إعلان شركة التطوير العقاري، قرر استثمار أمواله بداخلها، ليحصل على "شاليه" يكون هو العائد المادي الآمن له في الكبر، مشيرا إلى أن الشركة كانت تحصل منهم الأقساط في مواعيدها والتي تجاوزت مبلغ الـ3 مليون جنيه، وحينما أتى موعد تسليم الوحدات السكنية، امتنعوا عن تسليمهم ممتلكاتهم، فلجأوا للقضاء المصري وتقديم بلاغات ضد مالك الشركة.
انتظرنا سنين مراعاة لظروف البلاد الطارئة
وأضاف خليل درويش، مدير عام سابق بشركة بترول جنوب الوادي، أنه راعي الظروف الطارئة التي مرت بها البلاد، كحلول وباء كوفيد 19، والأزمات الاقتصادية، فانتظر على موعد استيلامه لوحدته السكنية لسنوات، لكن طال الانتظار دون وجود ثمة تحرك من الشركة، أو البدء في بناء المشروع العقاري، فقرر أيضا تقديم بلاغات ضد مالك الشركة.
بعض الضحايا ماتوا قهرا على شقى عمرهم
ونوهت نجلاء محمد الغمري، مراقب عام سابق بالشركة المصرية للاتصالات، لـ "الفجر" عن أن أحد الضحايا سبق وذهب إلى الشركة طالبا منهم استرداد المبلغ المالي الذي دفعه ليعونه على علاج والده لكن الشركة امتنعت عن إعطائه المبلغ المالي، فتوفي والده لتعذر علاجه، مشيرة إلى وفاة بعض الضحايا من شدة القهر على ضياع تعب سنوات عملهم لتجميع تلك المبالغ، مختتمة حديثها مطالبة بالقصاص العادل والعاجل، وتدخل الجهات المعنية حتى يقوموا باستلام وحدادتهم السكنية التي نصت العقود عليها.