بعد إقالة حميدتي.. الضربات الجوية تنهال على الخرطوم
تجدد الهجوم الجوي على العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة بحري المجاورة، مع دخول الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الخامس، مما يفاقم الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها العالقون والنازحون من المدنيين.
وقال شهود إن أعمال النهب التي تقوم بها أعداد كبيرة من المسلحين والمدنيين على السواء تفاقم بؤس الحياة بالنسبة لسكان الخرطوم المحاصرين، بسبب القتال المحتدم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن الصراع أدى إلى نزوح ما يقدر بنحو 843 ألف شخص داخل السودان وفرار نحو 250 ألفا إلى الدول المجاورة.
واتخذ قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اليوم الجمعة خطوة طال انتظارها حين أقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، من منصب نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم.
وأدار الاثنان المجلس منذ عام 2019، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير وسط احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
واندلع القتال في 15 أبريل بعد خلافات بشأن خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وتسلسل القيادة في المستقبل بموجب اتفاق مدعوم دوليا لانتقال السودان نحو الديمقراطية.
وفي وقت لاحق من اليوم، أمر البرهان بترقية ضباط عسكريين آخرين من أعضاء مجلس السيادة، فعين الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائبا للقائد العام للقوات المسلحة وعين الفريقين ياسر العطا وإبراهيم جابر مساعدين للقائد العام.
واستهدفت الضربات مناطق في شرق الخرطوم. وأفاد شهود بأنهم سمعوا دوي أسلحة مضادة للطائرات تستخدمها قوات الدعم السريع. كما تعرضت بحري وشرق النيل على الجانب الآخر من نهر النيل أمام الخرطوم لغارات جوية الليلة الماضية.
جثث في كل مكان
وقال أحمد، وهو شاب كان يشق طريقه عبر مدينة بحري، إنه رأى على الطريق نحو 30 شاحنة عسكرية دمرتها الضربات الجوية. وأضاف أنه شاهد جثثا في كل مكان، بعضها لجنود من الجيش وبعضها لأفراد من قوات الدعم السريع وأن بعضها بدأ يتحلل واصفا الأمر بأنه "مروع".
وتنتشر قوات الدعم السريع في المناطق السكنية في جزء كبير من الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين وهو ما يدفع الجيش إلى شن ضربات جوية على نحو شبه متواصل.
وقال شهود إن الجيش بدأ أيضا يضع حواجز على بعض الطرق في جنوب الخرطوم لإبقاء قوات الدعم السريع بعيدة عن قاعدة عسكرية مهمة هناك.
كما اندلع قتال في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن البلاد، لليوم الثاني بعد هدوء نسبي استمر لأسابيع.
يأتي ذلك فيما تتواصل محادثات وقف إطلاق النار برعاية السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة.
وقُتل نحو 705 أشخاص في الصراع وأصيب ما لا يقل عن 5287، وفق المنظمة الصحة العالمية.