"بعد إنقاذ أثر نادر" خبير: أي حفائر بالمنطقة سنجد مئات الشواهد الأثرية
أعلنت مجموعة من المهتمين بالآثار والتراث عن العثور على شاهد قبر حجري يعود عمره إلى 1200 عامًا مضت، حيث أعلن الدكتور مصطفى صادق أنه عندما كان برفقة حسام عبد العظيم باحث أثري، وسارة حسن مهتمة بالتراث في أحد الأحواش التي تستعد المحافظة لإزالتها، بمنطقة مقابر الإمام الشافعي، حيث عثروا على شاهد قبر حجري في أحد الجدران مكتوب بالخط الكوفي الغير منقوط وتم إخراج الشاهد بمعاونة الشباب حسام عبد العظيم وإبراهيم طايع، وبعد تنظيفه تم تسليمه الآثاريين المشرفين والمصاحبين لعمليات الهدم.
"بعد إنقاذ أثر نادر" خبير: لا يزال لدينا مئات الشواهد بالجدران وتحت التراب
ومن ناحيته علق الدكتور محمد حمزة الحداد المؤرخ والخبير في التراث والآثار والحضارة، في تصريحات خاصة للفجر قائلًا إن المنطقة التي تم العثور فيها على الشاهد تقع إلى الشرق من الفسطاط، كانت هي القرافة الكبرى، والتي كانت تمتد حتى سفح جبل المقطم، والمنطقة كانت تحوي عددًا كبيرًا من جبانات خطط القبائل ومنها خطة بني الصدف بالقرافة الكبرى، وبلغ عدد تلك القباب بتلك الجبانات 400 قبة وكانت قبة الليث أوسطها، والقرافة الكبرى كانت تحتل المنطقة التي فيها حاليًا متحف الحضارة وخيالة الشرطة، وهذا يعني أن هناك 399 قبة اندثرت في هذه المنطقة ولم يبق منهم سوى قبة الليث بن سعد إذًا فكل المحيط بالليث بن سعد هو القرافة الكبرى.
أقدم شاهد أثري
وأشار الحداد إلى أن حسن الهواري عثر في عام 1928م، على الشاهد الحجري لقبر عبد الرحمن بن خير (جبر أو جابر الحجري أو الحاجري أو الحجازي المؤرخ بـ 31 هـ والمعروف خطًا بنقش أسوان الأول وهو مكتشف بجبانة عين الصيرة وليس أسوان، وبالتالي فالليث بن سعد والإمام الشافعي كانا مدفونين فيما يعرف بالقرافة الكبرى الأول عام 175 هـ، والثاني 204 هـ، وكانت منطقة الإمام الشافعي تسمى بمقابر قريش وهي بين مدافن بني عبد الحكم ومنهم ابن عبد الحكم صاحب فتوح مصر وأخبارها 257هـ.
القرافة الصغرى
وأضاف الدكتور محمد حمزة الحداد أنه لما اهتم صلاح الدين بقبر الإمام الشافعي وجعل له تركيبة خشبية وأنشأ مدرسة إلى جواره وجعل لها الأوقاف عُرفت المنطقة بالقرافة الصغرى وامتدت حتى وصلت إلى السيدة نفيسة والسيدة عائشة وسيدي جلال جنوب القلعة وأصبحت من أعظم الجبانات وعرفت بالقرافة وفقط.
وعندما انتشرت أحواش الدفن حلت محل القرافتين الكبرى والصغرى وتم الاعتداء والبناء فوق شواهدها، وتم استغلال شواهد القبور لعمل الأسقف ودرابزينات السلالم أو وضعها في الجدران كما حدث مع هذا الشاهد الذي عثرت عليه هذه المجموعة، والمؤرخ بـ227 هـ، كما هو واضح من قراءته.
لذلك إذا ما قمنا بأي حفائر تحت أي من أحواش منطقة القرافة سنجد العديد من الشواهد وبقايا المقابر الأقدم والتي ترجع للعصرين الأموي والعباسي رغم أن الأحواش ترجع لعصر محمد علي والعصر الحديث.
وهذه الظاهرة وجدناها في جبانة أسوان حيث استخدمت الشواهد كمناطق انتقال للقباب، ولما إنه تم عندما هدم أحد المنازل في أسوان وجدنا 80 شاهد قبر كانوا عبارة عن سلم من درجات ودرابزين والشواهد الثمانين محفوظة في مخازن متحف النوبة في أسوان وتلك الشواهد ترجع للقرون الثلاثة الأولى.
المكتوب على الشاهد
ومن ناحيته قال الدكتور فرج الحسيني إن الشاهد يرجع إلى عام ٢٢٩ هـ، ومكتوب فيه
بسم الله الرحمن الر
حيم الله لا اله الا هو
الحي القيوم هو الحي
لا اله الا هو فادعوه
مخلصين له الدين الحمد
لله رب العلمين وهو
الله لا اله الا هو وله
الحمد في الاولي
والاخره وله الحكم
و اليه ترجعون هذا
قبر امامه ابنه محمد
بن يحيي بن خلد بن يحيي
توفيت يوم الجمعه لعشر ليا
ل خلون.. ذو الحجه سنه تسع (أو حسبما يقرأها أي أحد) وعشرين وماتين.
أي أن هذا الشاهد عمره الآن ما يقرب من ١١٧٠ عامًا مضت وهو مكتوب بالخط الكوفي الغير منقوط، وتعتبر هذه كتابة مبكرة للغاية ونادرة.