الآثار: افتتاح جامع الظاهر بيبرس في عيد مولده الـ800
ناقش السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، السفير خيرات لاما سفير جمهورية كازاخستان في القاهرة والوفد المرافق له، التحضيرات الخاصة بالاحتفالية المشتركة بـ افتتاح جامع الظاهر بيبرس بحي الظاهر خلال شهر يونيو القادم تزامنًا مع الذكرى الـ 800 لميلاد السلطان الظاهر بيبرس.
افتتاح جامع الظاهر بيبرس سيتزامن مع عيد مولده الـ800
وكان السيد أحمد عيسى قد استقبل، اليوم،، بمكتبه بمقر الوزارة بالعباسية، السفير الكازاخي حيث تباحثا سبل تعزي التعاون بين البلدين في المجال السياحي والأثري وناقشا موعد افتتاح جامع الظاهر بيبرس والذي تعود أصوله إلى بلاد القابجاق قديمًا وهي كازاخستان حديثًا.
تعاون أثري بين مصر وكازاخستان
يذكر أنه في عام 2007 تم توقيع اتفاقية تعاون بين الحكومتين المصرية والكازاخية لترميم مسجد الظاهر بيبرس، وقد بدأ مشروع ترميم المسجد عام 2007 ثم توقف عام 2011 ثم استأنفت الأعمال في عام 2018. تضمن مشروع الترميم أعمال تخفيض منسوب المياة الجوفية بالمسجد، وكل الأعمال الإنشائية والترميم الدقيق والمعماري، واستبدال الأحجار التالفة والمتهالكة، وتغير نظم الإضاءة وترميم الأجزاء القديمة بإيوان القبلة.
وقد حضر اللقاء، المستشار عمرو عبد الله المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بوزارة السياحة والآثار، والمستشار سانجار واليخانوف بسفارة جمهورية كازاخستان في القاهرة، والسيد طالغات إلياس سكرتير أول بسفارة جمهورية كازاخستان في القاهرة.
تعرف على الظاهر بيبرس وجامعه
يُعد الظاهر بيبرس البندقداري أحد وأهم حكام دولة المماليك البحرية، حيث يعتبر المؤسس الحقيقي لهذه الدولة، فضلًا عن ذلك فهو صاحب الحملات الشهيرة ضد الصليبيين والمغول، وهو الحائز على حب الجماهير وشهرة شعبية جارفة بين جموع الشعب المصري.
والسلطان الظاهر بيبرس البندقداري ومشهور بعلامته الخاصة، الفهد، والتي دائمًا ما توجد على منشآته المعمارية كي تشير إلى أنه صاحب أمر إنشاء هذه المؤسسة أو تلك، إلا أنه لم يتبق لنا إلا القليل من آثار هذا السلطان الذي جاب الآفاق، ومنها بقايا مدرسته في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وكذلك مسجده في قليوب، وقناطره الشهيرة في أبو المنجى، ثم مسجده الأكبر في القاهرة، والموجود الآن بمنطقة الظاهر.
وجامع الظاهر بيبرس البندقداري هو مسجد من مساجد القاهرة التاريخية، أمر بإنشاؤه الملك الظاهر عام 665 هجرية 1277م، وكلف بالبناء اثنين من خواصه وهما المهندسان بهاء الدين بن حنا، وسنجر الشجاعي بمهمة بناء المسجد، وقد اختار هذا المكان تحديدًا حيث كان هو المكان الذي يلعب فيه الكرة، فأنشأ فيه المسجد وجعل باقي الميدان وقفًا على الجامع.
أول ترميمات المسجد
وكانت أولى محاولات ترميم هذا الجامع في العصر العثماني، حيث تعرض المسجد لإهمال من قبل الحكام التاليين للظاهر بيبرس عبر التاريخ حتى جاء العثمانيون مصر، وصدرت وثيقة من الباب العالي بالبدء في ترميم المسجد عام 1018 هـ، وكان الفرمان يتضمن فقط ترميم رواق القبلة، وتم الترميم بالفعل.
الجامع في عصر الحملة الفرنسية قاعدة عسكرية
ولما احتل الفرنسيون مصر كانوا وبال على الجامع، حيث ركّبوا فيه المدافع واتخذوه قلعة، وهدموا مئذنته وجعلوها قاعدة عسكرية وأطلقوا عليها اسم تشكوفسكي، وجعلوا مساكن ومبيت الجنود الفرنسيين داخل المسجد.
الجامع في عصر محمد علي معسكر ومصنع
أما في عصر محمد علي فقد تحول المسجد معسكر لطائفة التنكازية السنغالية، ثم إلى مصنع للصابون، وتم أيضًا نقل عدد كبير من أعمدة المسجد إلى الجامع الأزهر وأنشئ بها رواق الشراقوة الشهير، وذلك بسبب صراع بين الشيخ الشرقاوي وأحد الأئمة، فشرع في نقل الأعمدة من جامع الظاهر بيبرس إلى الجامع الأزهر لإنشاء الرواق الخاص به.
الجامع صار "مذبح الإنجليز"
وأخيرا تحول إلى مذبح في عهد الاحتلال الإنجليزي عام 1882 م قاموا بتحويل الجامع إلى مذبح وذلك لإبعاد ذبح الحيوانات عن العمران وحتى الآن يطلق عليه أهالي المنطقة مذبح الإنجليز.
مجهودات لجنة حفظ الآثار العربية
وفي عام 1893 اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع ومحاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية، حيث أزالت منه كل المباني المستحدثة، وذلك بعد أن كانت الحكومة المصرية وافقت على جعل مباني جامعة القاهرة في صحن المسجد، ثم أوقفت لجنة الآثار العربية هذا الإجراء وأزالت كل المباني المستحدثه منه، وفي الستينات صار الجامع عبارة عن ممر مؤدي لحديقة عامة كانت تخدم أهالي المنطقة.
وصف الجامع والأجزاء الأصلية الباقية
والمسجد ذكره المقريزي، حيث تبلغ مساحته 12 ألف متر، وبقى منه الجدران الخارجية والتي يبلغ ارتفاعها 12 متر، وهي ذات طابع دفاعي حيث أن الظاهر بيبرس أراد أن يخلد انتصاراته على الصليبيين من خلال المسجد فأعطى الجدران شكل المباني الدفاعية، واستقدم الرخام والأخشاب من يافا والتي شهدت انتصاراته على الصليبيين، والباقي من ذلك الجدران الخارجية.
كذلك تبقى من الأجزاء الأصلية الشبابيك ذات الزخارف الجصية، ولا زال الكلام للدكتورة هند منصور- وخصيصًا الشبابيك الأعلى مستوى، وهى ذات زخارف نباتية من الجص بديعة التكوين والأشكال، المداخل التذكارية الثلاثة للمسجد أصلية باقية من تاريخ الإنشاء، وكذلك النصوص الكتابية عليها أصلية بما في ذلك النصوص التأسيسية، وجزء من رواق القبلة أصلي بحوائطه ودعاماته.
ترميم والافتتاح قريبًا
وشهد جامع الظاهر بيبرس مشروع ترميم شامل وهو المشروع الذي بدأ عام 2007 بمنحة من دولة كازاخستان قدرها 22 مليون جنيه مصري، ثم توقفت أعمال الترميم عام 2011م، ثم أُعلن استئنافها أمس حيث تستغرق الأعمال 18 شهرًا ةتبلغ إجمالي التكاليف ما يقرب من 120 مليون، وحاليًا تستعد الدولة المصرية لافتتاح المسجد بعد انتهاء ترميمه تمامًا.