كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية في الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي

عربي ودولي

بوابة الفجر

ألقى الأمين العام للجامعة العربية السيد أحمد أبوالغيط، اليوم الاثنين، كلمة خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الدورة العادية (32).

وقال: أود أن أنقل إليكم جميعًا تحيات السيد الأمين العام وتمنياته لأعمال هذا الاجتماع بالنجاح والتوفيق، وقد كلفني بإلقاء هذه الكلمة نيابة عن سيادته:

يسعدني أن أشارككم بهذه الكلمة، وذلك بعد أن تعذّر عليّ الحضور إلى جانبكم لارتباطات في القاهرة... نبدأ اليوم أولى الاجتماعات الوزارية التحضيرية لأعمال القمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين، والتي تنعقد برئاسة المملكة العربية السعودية...في رحاب مدينة جدة "عروس البحر الأحمر". 

ويطيب لي أن أتوجه بخالص التهنئة وعميق الشكر إلى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على تولي قيادة العمل العربي المشترك لهذا العام، متمنيًا للمملكة قيادةً وحكومةً وشعبًا دوام الرفعة والازدهار.

 السيد الرئيس،  ينعقد اجتماعُنا اليوم وسط تطورات إيجابية تشهدها المنطقة العربية، وذلك في ظل المستجدات المتعلقة بإحدى أهم الأزمات العربية التي استعصت على الحل لأكثر من عقدِ من الزمن.. وأقصد هنا الأزمة السورية... حيث تستأنف وفود الحكومة السورية مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، تنفيذًا لقرار السادة وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأسبوع الماضي... وفي هذا الشأن ستقوم الأمانة العامة بالتنسيق مع الجانب السوري لإطلاعه على مستجدات العمل العربي في المجالين الاقتصادي والاجتماعي... ونرحب بمعالي الدكتور/ محمد سامر الخليل - وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بالجمهورية العربية السورية. 

إنّ هذه الأجواء من شأنها أن تدفعنا إلى تجديد العهد والعزيمة على تفعيل مبدأ التضامن العربي، والذي بدأ بالفعل يأخذ منحاه الجدير به، ويعكس على نحوٍ عملي المساندة والمؤازرة بين الدول العربية.. والمؤاخاة التي لطالما تطلّعت إليها الشعوب العربية.. لتحقيق التكامل الذي بُنيت عليه جهود تأسيس جامعة الدول العربية.

غير أن الأجواء الإيجابية تلك، لا ينبغي لها أن تدفعنا بعيدًا عن الواقع الذي تشهده المنطقة العربية منذ سنين خلت؛ ألا وهو تراكم التحديات الخطيرة وتداخلها، والتي لا زال يتعرّض لها البنيان العربي وأركانه الأساسية... هذه التحديات شديدة التداخل وعميقة التأثير، وقد أفرزت موجة جديدة من موجات النزوح واللجوء في المنطقة العربية، وألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، على نحو لم يزل يبُث تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي بمختلف أركانه الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

إن هذا الواقع يستدعي … بالإضافة إلى تكثيف الجهود لإيجاد حلول سياسية عربية مستدامة... أقول يستدعي تعزيز العمل العربي الاقتصادي والاجتماعي... وانطلاقًا من ذلك، أدعو مجلسَكم الموقر، باعتباره الذراع التنفيذي لمنظومة العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، إلى تكثيف العمل لوضع خطط عمل قابلة للتنفيذ وذات أُفق زمني واضح، من أجل تخفيف المعاناة عن الفئات الضعيفة في المجتمعات العربية، وتلك التي تواجه مصاعب لا طاقة لها بها... وجامعة الدول العربية على أتمّ الاستعداد لتيسير تلك الجهود وتقريب الخُطى وتنسيق التحركات.

السيد الرئيس 

إنّ جدول أعمال اجتماع اليوم يتناول البنود المُدرجة في الملف الاقتصادي والاجتماعي المرفوع للقادة العرب بعد أيامٍ قليلة، والتي تمت مناقشتها باستفاضة خلال الفترة الأخيرة، وهي  موضوعات مهمة من ضمنها بعض الاتفاقات والاستراتيجيات العربية التي تم التوصل إليها بعد جهود مضنية بذلتها اللجان المختصة وفِرق العمل المعنية، وأقرتها المجالس الوزارية، وأخُصّ بالذكر منها الاستراتيجية العربية للسياحة، والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات المعروفة اختصارا بـاسم "الأجندة الرقمية العربية"، والعقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة...وبخصوص هذه الأخيرة أذكّر  بأنها مبادرة أطلقها السيد الأمين العام من أجل ضمان حياة كريمة للأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير فرص عمل لهم، وذلك بالنظر إلى أن تلك الفئة تُعدّ من أكثر الفئات تأثرًا بالجوائح والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية، كما أن كثيرًا منهم يعانون من الفقر متعدد الأبعاد.

كما يبحث اجتماع اليوم سبُل تفعيل اتفاقيات النقل التي أُبرمت في إطار المنظومة العربية، وهي عديدة ومترابطة... وكما تعلمون جميعا يعدّ النقل ركنا أساسيا من أركان التكامل الاقتصادي العربي، وقد شكّل عائقا أمام زيادة التجارة البينية العربية وازدهارها...ونظرا للتأخر المسجل في الانضمام إلى تلك الاتفاقيات وتفعيلها ارتأت الأمانة العامة أهمية طرح الموضوع على مجلسكم الموقر للدفع به قدما.

السيد الرئيس، تُعدّ قضية "الأمن الغذائي العربي" إحدى أهم الأولويات العربية وأكثرها إلحاحًا، وذلك بالنظر إلى تناقص المخزون الغذائي على المستوى العالمي، فضلًا عن ارتفاع الأسعار ومحدودية الموارد. وحيث أن المنطقة العربية تواجه بالإضافة إلى ذلك، تحديًا كبيرًا يتمثل في استمرار النمو السكاني، فإن الوضع سيزداد صعوبة إذا لم يتم التعامل معه بالسرعة الكافية.

وفي هذا الشأن، وافقت قمة الجزائر، العام الماضي على عدد من الخطط منها على سبيل المثال البرنامج المستدام للأمن الغذائي العربي والوثائق المكملة له، والاستراتيجي