فى ذكراه.. من هو أثناسيوس الرسولي البطريرك الـ20؟
تحى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك ىالكرازة المرقسية،اليوم ذكرى عيد القس أثناسيوس الرسول البطريرك الـ20.
يحتل القديس أثناسيوس، مكانة مهمة في تاريخ المسيحية في العالم كله لدوره الرائد في مكافحة الأريوسية فهو حامي الإيمان ومعلم المسكونة وثالث عشر الرسل وقاضي المسكونة ولسان الكنيسة، ولد بين عامي "296 – 298م" وفي طفولته كان يلعب على شاطئ البحر بالإسكندرية بالقرب من الكنيسة البطريركية لعبة المعمودية مع مجموعة من الأطفال فشاهدهم البابا إلكسندروس "البطريرك الـ 19" فسُر بهم وتنبأ لكل واحد منهم بأنه سيصير في نفس الدور الذي لعبه في اللعبة وكان أثناسيوس يلعب دور أسقف، عاش أثناسيوس برفقة البابا ألكسندروس وأخذ ينمو في القامة والحكمة والنعمة عند الله والناس.
تتلمذ القديس، على يد الأنبا أنطونيوس في الصحراء ثلاثة سنوات تشبع فيها من حكمته وقداسته، عاش فترة من حياته كراهب والبقية الباقية من حياته عاش بتولًا وعابدًا زاهدًا، كتب في هذه الفترة كتابين هما (بطلان الأوثان)، (وحدانية الله)، تتلمذ أثناسيوس لمعلمي الإسكندرية الفطاحل وتعلم الخطابة والبلاغة والفلسفة والأدب وصار من البارزين بين أقرانه لما اتصف به من حدة الذهن والعكوف على الصلاة والقراءة في الكتب المقدسة وكُتب الآباء القديسين وقبل أن يبلغ العشرين من عمره كان قد أنجز كتابيه "تجسد الكلمة" و"الرسالة إلى الوثنيين".
رسم البابا ألكسندروس أثناسيوس شماسًا سنة319م وكان يسند إليه المسائل الخاصة بالكنيسة، كان هو بطل مجمع نيقية المسكوني وذلك عام 325 والذي اجتمع فيه 318 أسقفًا من جميع أنحاء العالم في مدينة نيقية بتركيا لمناقشة بدعة أريوس، تنيح البابا ألكسندروس وصار أثناسيوس بطريركًا من بعده وكان من أعماله عقب رسامته بطريركًا، رسامة أسقف لأثيوبيا باسم "فرومنتيوس"، القيام برحلة رعوية إلى الصعيد، المشاركة في تدشين كنيسة القيامة بالقدس.
أعداء الإيمان في عصر أثناسيوس
1- أريوس: رجل متوقد الذكاء لكنه مملوء مكرًا وخداعًا وكان مصابًا بالغطرسة وحب الجدل واكتسب إلى جانبه الأباطرة لأنه كان يخدم أطماعهم السياسية.
2- تلاميذ أريوس وأتباعه: استغلوا نفوذهم لدى البلاط الإمبراطوري في اضطهاد أثناسيوس.
3- يوسابيوس النيقوميدي: صديق أريوس الذي استغل قربه للبلاط الملكي ليساند أريوس.
4- الإمبراطور قسطنطين: كان لديه شعورًا بالحقد من البابا أثناسيوس بسبب بروز شخصيته لدرجة أنه قيل (إن شخصية أثناسيوس حجبت شخصية قسطنطين).
5- الوثنيين: وجدوا في التفكير الأريوسي ما يتمشى مع منطق فلاسفتهم لأن أريوس تبنى الأفكار الوثنية وصاغها صياغة مسيحية فكانوا يتحينون الفرصة للقضاء على أثناسيوس.
6- اليهود: كان لهم جالية ضخمة ونفوذ كبير في مصر وكانوا يمثلون قطاع مسلحًا بالمال والدهاء والجواسيس وتعاطفوا مع الأريوسيين لأن إيمانهم مشترك وهو ضد لاهوت المسيح.
أثناسيوس وتحمل الآلام
إن انتصار أثناسيوس في مجمع نيقية وجلوسه بطريركًا على عرش مارمرقس جعل الأريوسيين يطاردونه في كل مكان حتى أنهم أقسموا على التخلص منه بأي شكل.
احتمل الكثير من الآلام والاضطهادات بل لقد نُفي خمس مرات إلى (تريف - روما - بيرية - طيبة - مقبرة أبيه).
كان جهاد أثناسيوس ونفيه يتعلقان بتاريخ كل من الكنيسة ومصر والإمبراطورية الرومانية بوجه عام وقد قالوا له يومًا ماذا تفعل يا أثناسيوس وقد صار العالم كله ضدك فأجاب وقال "وأنا قد صرت بنعمة المسيح ضد العالم " حتى أنه لُقب في التاريخ بـ "أثناسيوس ضد العالم".
توفى في 15 مايو 373م عن عمر يناهز 77 عامًا قضي منها 45 عامًا بطريركًا، رفاته المقدسة، يوجد جزء من رفاته المقدسة في مزار مخصص له أسفل الكاتدرائية الكبرى بالعباسية.