أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر: 5 طائرات مساعدات وصلت لمطار بورتسودان
- المساعدات الإنسانية التي وصلت من المنظمات العربية حتى الآن 5 طائرات إلى مطار بورتسودان
- ما وصل من مساعدات إنسانية للسودان لا يفي بالحاجة ونكثف جهودنا لزيادته
- المساعدات الإنسانية إلى سوريا لم تنقطع حتى خلال فترة الصراع المسلح هناك
- منصة "أركو" تتنبأ بالكوارث الطبيعية قبل وقوعها
- نستخدم ٣٥٠ موجة وقمر صناعي لمراقبة حالات الطقس في الدول العربية
حوار: ماري البدراوي
ما حدث مؤخرا من صراعات مسلحة في السودان أوضح عمق وأهمية المساعدات الإنسانية والتي تحتاجها طوال الوقت الدول التي تقع تحت طائلة الحروب والأزمات وكانت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو”، من أوائل المنظمات التي قامت بنداءات الإغاثة وإيصالها كما فعلت مع سوريا وغيرها من الدول.
وفي حوار لـ "الفجر" مع الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري، أكد أن المنظمة عملها إنساني بحت وتختص بالتنسيق بين الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وأن الأمانة العامة للمنظمة أطلقت منصة "أركو" لإدارة الكوارث والإنذار المبكر لها.
الحوار..
ماذا فعلت المنظمة العربية منذ بداية أزمة السودان؟
الوضع الإنساني في السودان لم يكن على ما يرام قبل بدأ الصراع المسلح، أما بعده فقد زاد الوضع سوء وأصبح دقيق وحساس ومس حياة معظم السودانيين، لأجل افتقاد الأمن والخدمات الصحية وعدم إمكانية عمل الهلال الأحمر السوداني والعديد من المؤسسات الإنسانية فقد جعل إيصال المساعدات شبة مستحيل.
عقدنا في المنظمة العربية عدة اجتماعات مع جمعية الهلال الأحمر السوداني ومع المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السفير دفع الله الحاج على، وأخيرا تم فتح مطار بورتسودان لإيصال المساعدات.
ما هي حجم المساعدات التي وصلت السودان حتى الان من خلال المنظمة؟
بدأت الهيئات والمنظمات الدولية والمانحين من حكومات ومؤسسات المجتمع المدني لتقديم العون العاجل للشعب السوداني وإعطاء أولوية للمساعدات الطبية.
لكن الحقيقة ما وصل حتى الآن من مساعدات لا تكفي ولا يفي بالحاجة ونحن في المنظمة العربية سوف نضاعف الجهود إلى جانب الهيئات الدولية والمانحين سواء من الحكومات العربية أو خارج المنطقة العربية سوف تضخ المزيد من المساعدات إلى السودان.
ما المؤسسات التي شاركت في المساعدات الإنسانية، وماذا تحتوي؟
المنظمات التي شاركت هي: جمعية الهلال الأحمر الكويتي، والهلال الأحمر القطري، والهلال الأحمر الإماراتي، وكذلك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، وتنظيم حملة شعبية عبر منصة "ساهم" لتخفيف آثار الأوضاع التي يمر بها الشـعب السوداني حاليًا، فجميع الجمعيات قدموا مساعدات وصلت ٥ طائرات إلى مطار بورتسودان.
المساعدات الإنسانية عبارة عن أدوية ومستلزمات وأجهزة طبية، لأن العديد من المستشفيات في الخرطوم بشكل خاص خرجت من الخدمة فزاد نقص الأدوية، كما علمنا من وسائل الإعلام أيضا فقد تم سرقة مخازن الهلال الأحمر السوداني وعدد من سيارات الإسعاف.
ولكن بعد وقف إطلاق النار، والمباحثات التي تمت في جدة، أصبح وجود الأمن الركيزة الأساسية لإيصال المساعدات، لأن لا أحد لديه القدرة أن يعمل في ظل ظروف أمنية غير مستقرة.
ما هي منصة "أركو" لإدارة الكوارث والإنذار المبكر لها؟
منصة "أركو": هي منصة رقمية للإنذار المبكر تهدف لتمكين الجمعيات الوطنية العربية من إطلاق النداءات الإنسانية للاستجابة للكوارث التي تتعرض لها، بالإضافة إلى تأمين تقنيات الاتصال المرئية لتسهيل التواصل والربط والعمل أثناء حالات الكوارث والاستعداد لها ومتابعتها؛ والسيطرة عليها.
كما تستخدم الأقمار الصناعية لدينا التقنية الحديثة التي نستطيع من خلالها التنبؤ بالعديد من الكوارث قبل وقوعها بنسبة معقولة.
وأصبح لدينا في المركز العالي للاستعداد للكوارث نستخدم ٣٥٠ موجة وقمر صناعي لمراقبة حالات الطقس في الدول العربية ونستطيع من خلالها التنبؤ بالعديد من الكوارث قبل وقوعها مثل المد البحري والفيضانات، الجفاف.
في رأيك، ما أهم القضايا الإنسانية المطروحة على طاولة القمة العربية؟
الحكومات العربية داعمة للعمل الإنساني وسباقة دائما لعمل الخير وتعتبر المملكة العربية السعودية من أكبر الدول المانحة على مستوى العالم للأعمال الإنسانية، فلدينا ظروف إنسانية في الوطن العربي لا تسر أي عربي منها الأعمال المسلحة والصراعات التي خلفت العديد من اللاجئين والنازحين والعوز عند الشعوب العربية، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي تحدث بين وقت لآخر، وهي مرشحة للزيادة بكل أسف بسبب الطقس المتطرف الذي يؤدي للتغيير المناخي والاحتباس الحراري وغيرها.
ما هي أوجه التعاون بين المنظمة العربية والمنظمات المصرية؟
الهلال الأحمر المصري هو أحد المؤسسين للمنظمة العربية، ونحن نعمل من خلاله على العديد من البرامج وندعم بعضنا في مجال تقديم الخدمات الإنسانية للمحتاجين.
ما هو مستوى علاقتكم التنسيقية على المستويات الدولية والعربية؟
تعد الأمانة العامة للمنظمة عضوًا مراقبًا في الأمم المتحدة، وعضوًا مراقبًا فاعلًا في جامعة الدول العربية واللجنة العليا للعمل العربي المشترك، وعضو مراقب في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهي من خلال هذه العضوية الفاعلة تعمل على تعزيز آليات التنسيق على المستويات الدولية والعربية في حالة وقوع أي كارثة أو حالة طارئة من أجل تعزيز الاستجابة الإنسانية للمتضررين، ولضمان نجاح التنسيق نحرص على اتباع الطرق المثلى المطلوبة وأهمها توحيد المسؤولية المالية والإدارية، والتوقيع على اتفاقيات سريعة تحدد المهام واختصاصات كل طرف من الأطراف، والحصول على المعلومات وتبادلها مع الجهات ذات العلاقة، مع تكامل المساعدات والمشاريع، والتواصل مع الجمعيات الوطنية والشركاء والجهات المانحة من أجل ضمان تلبية الاحتياجات المطلوبة، وتوحيد التعامل الإعلامي مع أي أزمة أو كارثة، وتوحيد الإدارة المشتركة للعمليات في موقع الكارثة، وإصدار تقارير موحدة عن الاحتياجات وكل تفاصيل المساعدات المقدمة للمتضررين، وفي إطار اهتمامنا بالتنسيق أطلقنا صندوق المنظمة العربية للإغاثة والطوارئ الذي أجازت إنشاءه الهيئة العامة للمنظمة، وتم تشكيل لجنة برئاسة الكويت وأربعة أعضاء من الجمعيات الوطنية، بالإضافة إلى الأمانة العامة للمنظمة لوضع آلية عمله، وستكون له اسهاماته الفاعلة في خدمة العمل الإنساني، وتخفيف تداعيات الكوارث والأزمات على المتضررين منها.
ما الدولة التالية التي تعملون على دعمها هذه الفترة؟
العديد من الدول العربية في ظل أجواء الصراعات المسلحة فهي تئن تحت وطأة الحاجة، سوف أكون في سوريا بعد يومين، ومساعداتنا إلى الشعب السوري لم تنقطع حتى خلال فترة الصراع المسلح هناك، لأننا منظمة غير سياسية ومستقلة، لذا توصيل المساعدات إلى الهلال الأحمر السوري مستمرة حتى وإن كانت سوريا خارج جامعة الدول العربية لفترة قريبة، فالهلال الأحمر السوري كان أحد المؤسسين للمنظمة وعضو فاعل بها، وسوف نكثف استقبال المساعدات لها خاصة بعد انفتاحها على العالم العربي.
