الأطراف المتحاربة تلتزم بحماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات لكنها تفشل في الاتفاق على وقف إطلاق النار
أزمة السودان.. تعهدات دولية بحماية المدنيين وفشل في وقف اطلاق النار
وقعت الأطراف المتحاربة في السودان التزاما بحماية المدنيين لكنها لم توافق بعد على وقف إطلاق النار في محادثات وصفها دبلوماسيون أمريكيون بأنها صعبة.
ووقع ممثلو الجيش وميليشات الدعم السريع، الذين أسفر قتالهم المستمر منذ ما يقرب من شهر عن مقتل أكثر من 750 شخصًا وتشريد الآلاف، الاتفاق أثناء استمرارهم في التفاوض في مدينة جدة السعودية.
وجاء في الإعلان: "نؤكد التزامنا بضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات، بما في ذلك من خلال السماح للمدنيين بالمرور الآمن لمغادرة مناطق الأعمال العدائية النشطة على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه".
ويلزم الاتفاق الجانبين بشكل عام بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بعد أعمال النهب والهجمات التي تستهدف المساعدات في السودان، ويدعو الإعلان إلى استعادة الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية الأخرى، وسحب قوات الأمن من المستشفيات.
مساعي أمريكية لإنهاء القتال على المدي الطويل
وأكد مسؤول أمريكي مشارك في المحادثات، تحدث لوكالة "رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الاقتراح المطروح على الطاولة سيؤسس لهدنة جديدة لمدة 10 أيام، والتي ستؤدي بدورها إلى مفاوضات بشأن إنهاء القتال على المدى الطويل.
قائلًا: "نأمل، بحذر، أن يخلق استعدادهم للتوقيع على هذه الوثيقة بعض الزخم الذي سيجبرهم على خلق المساحة لجلب إمدادات الإغاثة.
وأعلنت العديد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تعليق عملها مؤقتاً في الخرطوم ودارفور بسبب القتال، واستأنفوا عملهم في وقت لاحق في بعض المناطق، لكنهم ما زالوا يقولون إنهم يواجهون العنف.
وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن أغذية بقيمة ملايين الدولارات نهبت في الخرطوم.
أهداف طرفي الصراع غير المعلنة
ويجتمع مبعوثو الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع، منذ يوم السبت الماضي في جدة لإجراء محادثات ما قبل التفاوض بمشاركة الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وقال مسؤولون إن الجانبين اتفقا أيضا للمرة الأولى على طريقة لمراقبة أي وقف لإطلاق النار.
وصرح مسؤول أمريكي اخر مشارك في المباحثات، أن المفاوضات كانت صعبة للغاية واعترف بأن الجانبين قد تكون لديهما دوافع خفية من خلال مراقبة وقف إطلاق النار، قائلًا: "بصراحة، هناك بعض الأمل لدى الجانبين في أن يُنظر إلى الطرف الآخر على أنه مرتكب الانتهاكات"، متسائلًا عما إذا كان الجانبان يريدان السلام أم أنهما مهتمان أكثر بهزيمة الآخر.
واندلع الصراع عندما رفضت ميليشيات الدعم السريع، التي أنشأها ورعاها "عمر البشير"، الاندماج في الجيش تماشيا مع مسار الانتقال إلى الحكم المدني، وتوسطت الولايات المتحدة في هدنة مؤقتة وهددت بفرض عقوبات على الأطراف المتحاربة الأسبوع الماضي بعد انتهاء مدتها.
وأعرب بعض المشرعين الأمريكيين عن قلقهم من أن التركيز على البرهان وحميدتب يؤدي بشكل أساسي إلى تهميش القوى المؤيدة للديمقراطية.
وقال السيناتور الديمقراطي "كريس كونز" وهو مقرب من الرئيس جو بايدن، في جلسة استماع يوم الأربعاء الماضي: “لا يمكننا أن نسمح بإزاحة القيادة المدنية للجماعات التي قادت الانتفاضة الشجاعة التي أطاحت بعمر البشير جانباً”.